بعد إجراء المرحلة الأولي من الاستفتاء علي مشروع الدستور في 10 محافظات, كانت من بينها محافظة سوهاج, والتي كانت نسبة التصويت فيها بنعم تقدر ب 79 %, في مقابل 21 % قالوا " لا ", نرصد لكم الأسباب وراء التصويت الكبير بنعم في سوهاج . الدكتورة سحر وهبي – رئيس قسم الإعلام بجامعة سوهاج تقول: إن السبب وراء نسبة التصويت الكبيرة ب " نعم " في الاستفتاء علي الدستور, يرجع إلى انعزال الصعيد عامة وسوهاج بوجه خاص عن مجريات الأمور في العاصمة ومحافظات الوجه البحري, وهي سياسة كان ينتهجها النظام السابق, بهدف التحكم والتأثير علي مواطني الصعيد من خلال إحكام السيطرة عليه, وبث أية أفكار تتماشى مع سياساته, بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الأمية خاصة لدى عدد كبير من السيدات اللاتي خرجن للتصويت بناءا على رغبة أزواجهن, دون أن تكون لديهن أية دراية عن الدستور الجديد . ويضيف الدكتور خالد عبد الغفار – أستاذ علم النفس الاجتماعي, بجامعة سوهاج, إن المجتمع السوهاجي تحكمه عادات وتقاليد ذات طابع خاص, تخضع في الغالب الأعم إلي سيادة القبلية ونظام العائلات, بمعني أنك إذا استطعت التأثير علي " كبير العائلة " تستطيع بعدها التأثير علي العائلة بأكملها دون نقاش وهو ما لجأ إلية التيار الإسلامي في حشد الأصوات في الاستفتاء علي مواد الدستور في 19 مارس الماضي, وفي الانتخابات البرلمانية والرئاسية السابقة, وهو ما رأيناه في الاستفتاء علي مشروع الدستور, والمتأمل فيها يراها تقارب النسب التي كانت في الانتخابات السابقة, ولم تتغير كثيرا, وهو ما يمثل خطورة كبيرة على مشروع الديمقراطية . من جانبه أرجع الدكتور " كمال عبد الرحيم " – أستاذ بحوث الرأي العام ارتفاع التصويت بنعم في محافظة سوهاج, إلي عدة اسباب من أهمها, غياب الوعي الثقافي لدى كثير من المواطنين, وزيادة الوعي الديني الذي استغله التيار الإسلامي, للضغط علي المواطنين بحجة " نصرة الدين الإسلامي " كذلك قلة تواجد القوى السياسية المختلف في الشارع السوهاجي مما ترك المجال لقوى الإسلام السياسي, كي تجول وتصول دون منازع أو منافس لها, وهو ما رأيناه خلال الانتخابات البرلمانية والرئاسية السابقة, حيث كان انتشار التيارات الإسلامية بأعدادها الكبيرة من خلال التعاملات الحياتية المختلفة مما ساعد علي نشر فكر الإسلام السياسي بسهولة تامه, والذي تمت ترجمته من خلال التصويت الهائل ل " نعم " علي مشروع الدستور الجديد . أما الدكتور "محمد المصري" أمين حزب الحرية والعدالة بسوهاج فأرجع السبب وراء ارتفاع نسبة التصويت بنعم في الاستفتاء, إلى أن هناك ثقة متبادلة بين الرجل الصعيدي وكل التيارات الإسلامية، وهذه الثقة ليست وليدة ما بعد الثورة ولكنها وليدة عشرات السنين من خلال تواجد الأحزاب الإسلامية التي قدمت خدمات كثيره وعلى رأسها, التوعية والتعريف بأعداء الوطن, وهو ما انعكس بصورة إيجابية في الاستفتاء ، فالتيارات الإسلامية ارتبطت بالشارع المصري وبالمواطن الصعيدي ارتباطا وثيقا, وأشار المصري إلى أن نسبة التصويت ب" نعم " في المرحلة الثانية لن تقل بل ستزيد . وأضاف الشيخ "علاء صديق" أمين حزب البناء والتنمية بسوهاج وعضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية, أنه من اعتقد أن نسبة كبيرة من الأميين صوتت ب "نعم ", فهذه مغالطة كبيرة, فالأمية لا تتركز في الصعيد وحده ولكن على مستوى الجمهورية، فسوهاج أكثر المحافظات فقرا ولكن تتميز بأبنائها الاذكياء والعلماء وكل العقول المفكرة، ولكن تواجد الحركات الإسلامية في الشارع وبين الناس وما قامت به من عمل ندوات ومؤتمرات شعبيه لتثقيف المواطن السوهاجى أتى بثماره .