نظم العشرات من المثقفين والأدباء والإعلاميين والثوار اليوم الخميس مسيرة من ميدان طلعت حرب إلى ميدان التحرير احتجاجا على الاستفتاء على الدستور وتنديدا بمقتل الصحفى الحسينى أبو ضيف والكثيرين مما سقطوا فى احداث الاتحادية ومجلس الوزراء. وحمل المشاركون - فى المسيرة - عدة لافتات تحمل صور يوسف إدريس ومحمود مختار وإحسان عبد القدوس وعدد من أبرز الفنانين ، حيث ردد المشاركون فى المسيرة عدة هتافات مناهضة لجماعة الاخوان المسلمين أبرزها " بيع بيع .. الثورة يابديع "، و" يسقط حكم المرشد "، و"ارحل..ارحل"، و" دم الحسينى وجابر مش حيروح هدر "، و " لا للدستور.. ولا للاستفتاء". وأعرب عدد من المتظاهرين لمندوب وكالة أنباء الشرق الأوسط عن استيائهم الشديد من أسلوب جماعة الإخوان فى إدارة البلاد وعن القيود المفروضة على حرية الصحف ووسائل الإعلام، متهمين النظام الحالى بالسير على خطى الحزب الوطنى المنحل والنظام البائد. واستقرت المسيرة أمام المنصة الموجودة أمام جامعة الدول العربية والتى تحمل عددا من الآلات الموسيقية لإحياء فعالية مسيرة الادباء والمثقفين. وأكد الكاتب إبراهيم عبد المجيد - فى بيان له من فوق المنصة - على استمرار الثورة حتى تحقيق كافة مطالبها، مشيرا إلى أن إتحاد مثقفى مصر من كتابها وأدبائها وفنانيها معترضين على دستور الذى لا يمثل أطياف المجتمع ويتجاهل العمال والفلاحين والنساء والأطفال، واصفين إياه بأنه دستور مشوه لا يلبى مطامح الثورة المصرية العظيمة . ومن أبرز المشاركين فى هذه المسيرة الدكتور بهاء طاهر والفنان رامى عصام ، حيث ألقى عدد كبير من المشاركين فى المسيرة من خلال المنصة بعض القصائد الشعرية، فيما قام آخرون بالعزف على الآلات الموسيقية. على صعيد متصل، أكد المثقفون - في بيان وزع خلال وقفة احتجاجية في ميدان طلعت حرب اليوم - انحيازهم الكامل والمطلق لكل مطالب الثورة والثوار في العيش والحرية والعدالة والكرامة الإنسانية والتزامهم بألا يساوموا على دماء الشهداء والحريات. ووقع البيان "الجمعية الوطنية للتغيير"، "اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق وحريات الفكر والإبداع"، "ائتلاف الثقافة المستقلة" الذي يضم سبعين مؤسسة ثقافية وفنية، "جبهة الإبداع المصري"، "ائتلاف فناني الثورة"، "اللجنة الوطنية للدفاع عن حرية التعبير"، "أدباء وفنانون من أجل التغيير"، "نقابة المهن التمثيلية"، "نقابة المهن السينمائية"، "جبهة استقلال الإعلام العام"، "نقابة المهن الموسيقية"، و "اتيليه القاهرة". وشدد البيان على ضرورة الحفاظ على مدنية الدولة التي لا تتعارض مع تمسك المصريين بدينهم، حيث كانت مصر منذ فجر التاريخ مهدا للتوحيد والحضارة وكان الدين فيها يبني الحضارات ولا يهدمها. وأكد المثقفون أن قوة مصر الناعمة التي أسست دورها الرائد اقليميا وعالميا كانت نتاج العطاء الحر المتميز لمثقفيها وفنانيها ومبدعيها، وهى القوة التي تتعرض الآن لهجمة تهدد مصر الدور والجغرافيا والتاريخ.