يمثل اعتراف الولاياتالمتحدة بالائتلاف الوطنى السورى المعارض "ممثلا شرعيا" للسوريين، خطوة أمريكية متقدمة وعملية تحسباً للأوضاع السورية ما بعد سقوط نظام الأسد، ومؤشراً قوياً على اقتراب رحيل النظام السوري بعد النجاحات التي حققتها المعارضة السورية ضد وحشية ودموية نظام الأسد في ميدان المواجهات العسكرية في العاصمة دمشق. وتنبع أهمية هذا الاعتراف الأمريكي كونه جاء عقب محادثات جنيف، إذ بينما عادت موسكو مجددا لتؤكد أنها لا تتمسك ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد على رأس السلطة في سوريا، وأنها لا تجري أي مباحثات حول مصير الأسد، أعلنت الأممالمتحدة أن محادثات بناءة حول الأزمة السورية جرت مؤخراً في جنيف بين الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، وممثلين عن روسياوالولاياتالمتحدة. ويؤكد المحللون أن الإدارة الأمريكية بدأت تميل إلى فكرة القبول بأن احتضان قادة مختارين من المعارضة السورية المنقسمة، سوف يعجل بسقوط الرئيس السوري بشار الأسد، حيث اعترفت بمجموعة من شخصيات المعارضة الذين لا تستطيع واشنطن أن تضمن وفاءهم بتعهدات نشر الديمقراطية التي قطعوها على أنفسهم. والواقع أن واشنطن تسعى من خلال احتضان المعارضة والاعتراف بالائتلاف السوري إلى الحيلولة دون وقوع الفوضى وانهيار سوريا، إذا ما نجحت قوات الثوار في إسقاط أو قتل الأسد، ويأتي هذا التحرك الأمريكي كجزء من دبلوماسية أمريكية تهدف لدعم المعتدلين كخلفاء للأسد.