علمت ان الرئيس محمد مرسى طلب من عدد من مساعديه من الفريق الرئاسى التواصل مع عدد من القوى الليبرالية المعترضة على مسودة الدستور لمحاولة اقناعها بحضور جلسات جديدة للحوار الوطنى على ان تتم قبل يوم الاستفتاء المحدد له السبت القادم. وصرح مصدر مطلع "للصباح" ان الرئيس يرغب فى الحصول على دعم من عدد من رموز القوى المعارضة "لتحييد دورها" اذا لم يستطع "كسب تأييدها "فى محاولة للمضى قدما فى الطريق المرسوم لانهاء الاستفتاء ثم البدء فى انتخابات تشريعية وتعيين حكومة جديدة,مع وعد حديد بان تضم تلك الحكومة عدد من ممثلى التيارات التى ستوافق على الاشتراك فى الحوار. كما أكد المصدر ان الرئيس يسعى خلال لقاءات خاصة مع رموز فكرية وسياسية الى شرح المخاطر المحيطة بالبلاد والمعلومات التى وصلته عن الاتفاقات التى كانت تحاك بهدف الاطاحة به .. وهى الخطة التى أعلن مراسل الجزيرة مصر "صابر مشهور" عبر فيس بوك عنها معلنا "تفاصيل مخطط خلع مرسي وكيف فشل حتى الآن" حسب تعبيره.
حيث ذكر أنه تم إبلاغ مرسي منذ شهر تقريبا؛ برصد اجتماع ضم أحمد الزند وتهاني الجبالي وعبد المجيد محمود ومرشح رئاسي خاسر ومتهم في موقعة الجمل وفيها تم الاتفاق على الآتي- طبقا لروايته -"إحداث أعمال عنف في شارع محمد محمود في الذكرى السنوية الأولى، ثم انسحاب ممثلي التيار العلماني من التأسيسية، تهاني الجبالي تدفع قضاة المحكمة الدستورية إلى إصدار حكمين بحل التأسيسية ومجلس الشورى يوم 2 ديسمبر الماضي، يجب أن يرد في أسباب الحكمين أن مرسي لم يعد الرئيس الشرعي للبلاد؛ وأن منصبه خال، الزند يدعو لتطبيق الحكم القضائي؛ ويدعو لتعطيل العمل في المحاكم، عبد المجيد محمود يحيل عدة متهمين لمحكمة الجنايات لأن الانتخابات الرئاسية مزورة، والمرشح الرئاسي الخاسر يدعو للتظاهر مع باقي رفاقه للمطالبة بتنفيذ حكم القضاء الشامخ، تنظيم مسيرات ضخمة لقصر الاتحادية يتخللها بلطجية مسلحون يقتحمون القصر ويعلنون تنصيب مجلس رئاسي يضم البرادعي وحمدين وموسى ثم مطالبة الجيش بالنزول وتسلم الحكم".
وهى الخطة التى قال مراسل الجزيرة: إنها فشلت بعد أن علمتها الرئاسة واستبقتها ولأن أعداد المتظاهرين تناقصت ؟!
وكان المستشار مرتضى منصور قد أعلن أنه المقصود بمتهم موقعة الجمل نافيًا حدوث مثل هذا الاجتماع، وقال لدى كاميرات في مكتبي ومنزلي تسجل كل لحظة وقدم بلاغًا للنائب العام فى هذه القصة التي يحتج بها الآن مؤيدو الرئيس للتشكيك فى نوايا المعارضين.
وكان الرئيس قد أشار الى أن هناك دوافع وخطط تحاك جعلته يستبق و يصدر الاعلان الدستورى الذى أثار الأزمة.
وقالت مصادر: إن الرئيس يريد أن يجنب البرادعى وحمدين صباحى من المعادلة باعتبارهم أهم معارضين يستيطيعون حشد الشباب لرفض الدستور والدعوة لاسقاط النظام وذلك بتفكيك اتحاد "جبهة الانقاذ "، كما سبق وفعل مرسى قبل الانتخابات الرئاسية الجولة الثانية ضد شفيق، عندما وعد الثوار بان يكون هو مرشحهم ضد الفلول وعودة انتاج النظام السابق على ألا يكون ممثلا للتيار الاسلامى وحده فى حال فوزه، وهو السيناريو الذى يحاول تكراره الآن.
وفى نفس السياق أكد مصدر رئاسى إن الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، وصل ظهر الثلاثاء الى قصر الاتحادية، للقاء الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، كمااستقبل الرئيس مرسي الكاتب والمفكر فهمي هويدي. فيما قال السفير محمد رفاعة الطهطاوي، رئيس ديوان رئيس الجمهورية أن إجراء مقابلة بين الرئيس وهيكل، وهويدي لمناقشة الأحداث الموجودة على الساحة السياسية الآن.
وكان بيان رئاسى صدر مساء الاثنين أعلن أنه "فى إطار إستكمال جولات الحوار الوطنى التى بدأت أول أمس الموافق 8 ديسمبر 2012 .. وفى إطار العمل على توسيع دائرة المشاركة من قبل القوى السياسية والمجتمعية .. وحرصاً على تدعيم الإصطفاف الوطنى .. قابل السيد رئيس الجمهورية مساء اليوم كل من ( السيد/ السيد البدوى رئيس حزب الوفد .. والمهندس/ أبو العلا ماضى رئيس حزب الوسط ) .
وبرر البيان الرئاسي اللقاء أنه "لتبادل وجهات النظر حول الموضوعات المطروحة على أجندة هذا الحوار، وذلك إنطلاقاً مما حققته الجولة الأولى من نتائج تمثلت فى الإعلان الدستورى الجديد الذى اعتمده السيد الرئيس بتاريخ 8 ديسمبر الجارى".
وذكر البيان أن الإجتماع تناول المبادرة التى أطلقها السيد الرئيس الخاصة بالتوافق حول القضايا الوطنية المُثارة فى المرحلة الحالية، وعلى رأسها الاتفاق على تحديد المواد الخلافية فى مشروع دستور ومناقشة التعديلات المقترحة عليها، بالإضافة إلى العمل على تفعيل دور القوى السياسية المختلفة فى مجلس الشورى الحالي.
وأكد البيان ما ذكرته المصادر "للصباح" عن الاتجاه لعقد مزيد من اللقاءات يحضرها عدد من المعارضين حيث قال البيان:"جاء هذا اللقاء فى إطار التحضير للجولات اللاحقة المُزمع عقدها فى الأيام القادمة قبل موعد الاستفتاء والتي تسعى أن تضم كافة التيارات السياسية الوطنية على تنوعها حرصاً على ترسيخ مناخ الحوار والتفاهم فى هذه الأيام الهامة من تاريخ الوطن".