أكد سكرتير عام الأممالمتحدة بان كى مون أن زيارته للكويت تأتى لتعزيز الشراكة بين الأممالمتحدة والكويت، ولإظهار الالتزام بعملية تطبيع العلاقات بين الكويت والعراق ، مشيرا إلى اجتماعاته "المثمرة جدا" ، مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بحضور ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ورئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، وأيضا اجتماعاته مع نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح وعدد من الوزراء. وقال مون فى مؤتمر صحافى مشترك مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتى فى ساعة متأخرة من مساء أمس: إن العلاقات الكويتية - العراقية فى طور إعادة التطبيع بما يضمن استقرار الكويت فى المنطقة، مؤكدا التزامه التام فى هذا الصدد والتزام السلطات الكويتية بجميع التزاماتها على المستوى الدولي، وقال إن الفرصة الآنية تاريخية لتطبيع العلاقات بين البلدين.. مضيفا أنه سيزور العراق وينقل الرسالة نفسها التي بحثها اليوم فى الكويت. وأعرب عن قلقه لاستمرار دائرة العنف والتردي المزري جدا وغير المقبول في سوريا والذي خلف آلاف الضحايا فى الأشهر ال 20 الأخيرة، مشيرا إلى أن المبعوث الأممي العربي المشترك الأخضر الإبراهيمي كان منخرطا بشكل جاد وفعال بين الأطراف المعنية لاسيما مع أعضاء مجلس الأمن والبلدان في هذه المنطقة وأصحاب المصلحة والمعنيين فى القضية، ولكن لسوء الحظ أطراف هذه الأزمة الحكومة السورية وأطراف المعارضة مستمران فى اعتقادهما باستمرارية الخيارات العسكرية . وأوضح أن الخيار العسكري لا يمكن أن يكون الحل لهذه الأزمة ويجب وضع حد لدائرة العنف في هذا البلد التي خلفت الآلاف من القتلى والمشردين. وناشد السكرتير العام جميع الدول التى قد يكون لها تأثير على الحكومة السورية والمعارضة على بذل قصارى الجهد لوقف هذا العنف، ودعا إلى حل جميع المشاكل العالقة من خلال الحوار السياسي ومن خلال العملية السياسية، واحترام الرغبات والتطلعات الحقيقية للشعب السوري . وأشار إلى التزام الأممالمتحدة والجامعة العربية ومتابعة تكليفهما للممثل المشترك لتحقيق السلام، مجددا قلقه حيال الوضع الإنساني هناك حيث يوجد حوالي 3 ملايين نسمة نزحوا داخل سوريا وما يقارب النصف مليون نسمة أصبحوا لاجئين فى 4 دول مجاورة ، وقال: إنه سيزور مخيمات اللاجئين غدا وبعد غد لكي ارسل رسالة من الأممالمتحدة تدل على تعاضدنا مع المتضررين من هذه الأزمة ولأرفع مستوى الدعم الإنسانى لهم . وعن موافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على منح فلسطين صفة مراقب غير عضو فى الأممالمتحدة.. قال سكرتير عام الأممالمتحدة بان كي مون: إن هذا تطور هام وكبير وسيساهم في تحسين الوضع بشكل كبير، وأضاف أنه لا يمكن التوصل إلى تسوية سلمية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلا من خلال قنوات الحوار السلمي بالاتفاق على إقامة دولتين والعيش جنبا إلى جنب بسلام وأمن، مبينا أن هذه هى الرؤية النهائية للجميع وعلينا دعم هذه الرؤية. وأشاد مون بالتقدم فى العملية الديمقراطية فى الكويت لما تشهده من انفتاح كبير وحرية للجميع ورعاية المؤسسات الديمقراطية وحماية الحريات الأساسية فيها ، الأمر الذي ساهم فى دفع عجلة التنمية المستدامة فى الكويت . ووصف مون الانتخابات البرلمانية التي شهدتها الكويت أخيرا بالإنجاز الكبير الذي أظهر التزاما كبيرا فى العملية الديمقراطية من خلال المرشحين الذين تم اختيارهم في هذا البرلمان، داعيا أطياف المجتمع كافة إلي الانخراط في حوار شامل وبناء لتحقيق مصلحة الشعب الكويتي .
ومن جهته، أشار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح إلى أن زيارة السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى الكويت تأتي في ظل ظروف سياسية وإنسانية معقدة تشهدها وتعيشها منطقة الشرق الأوسط كالوضع في سوريا والقضية الفلسطينية واليمن، مثمنا حصول فلسطين على صفة مراقب غير عضو فى الأممالمتحدة بأغلبية 138 صوتا . وأشاد الشيخ صباح الخالد بمساعي السكرتير العام لتنسيق العمل الدولي لمواجهة التحديات والمخاطر العالمية كظاهرة تغير المناخ والأمن الغذائي والقضاء على الفقر والتنمية المستدامة، مؤكدا دعم الكويت ومساندتها لكافة الجهود التي تبذلها الأممالمتحدة للقضاء على الفقر ومكافحة الإرهاب ونزع السلاح وتأييدها لكافة مساعي السكرتير العام لتعزيز كفاءة وفعالية أجهزة الأممالمتحدة ووكالاتها المتخصصة وقدرتها على مواكبة المتغيرات والمستجدات على الساحة الدولية. وعن الملفات العالقة بين الكويت والعراق، قال الشيخ صباح الخالد: إنه كان هناك بحث مطول ومعمق مع السكرتير العام للأمم المتحدة حول العلاقة بين الكويت والعراق، وأن السكرتير العام متابع للتطورات الإيجابية التي حدثت هذا العام منذ زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للكويت فى 14 مارس الماضي وزيارة أمير الكويت التاريخية لبغداد في 29 مارس للمشاركة في القمة العربية، مبينا أنه تبع ذلك اجتماع اللجنة المشتركة برئاسة وزيري خارجية البلدين . وأوضح أن وفد الكويت المشارك في هذا الاجتماع ضم 5 وزراء وعدة جهات فى الدولة لبحث العلاقات الثنائية ورسم خارطة طريق للتعامل في حل جميع القضايا العالقة بين البلدين.