اختتمت الدورة الثانية عشرة لمهرجان الفيلم العربي فعالياتها بالمركز الثقافي "دي ماشينيست" في دلفسهافن الضاحية الغربية لمدينة روتردام الهولندية، مساء أمس الأحد 2 ديسمبر 2012، بحفل اختتام حضره جمهور مختلط من الهولنديين و المهاجرين العرب، و أعلنت خلاله لجنة التحكيم التي ضمت كلا من الناقدة والصحفية الفلسطينية آسيا الريان والمنتج السوري جورج ملكة والناشطة الحقوقية الهولندية أناليس بالص، نتائج مسابقتي الأفلام الروائية والوثائقية، حيث رصدت الصقور الذهبية والفضية فضلا عن شهادات التنويه، وهي جوائز رمزية لا تحمل قيمة مالية، لتسعة أفلام من مجموع الخمسة والثلاثين المشاركة في البرنامج الرسمي. و فاز الفيلم اللبناني الإيراني المشترك "طريق النجاة" للمخرجة " راما قوي دال"، بجائزة الصقر الذهبي للأفلام الروائية، و هو الفيلم الذي سلط الضوء على معاناة أطفال غزة في ظل الاجتياحات الهمجية التي ما فتئ يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي للقطاع، وعادت جائزة الصقر الفضي للفيلم التونسي القصير "علاش أنا" لأمين شيبوب، الذي عالج موضوع ثقافة القمع التي تعاني من تأثيراتها العديد من المجتمعات العربية، بينما حصل فيلم "لاند سكايب" للمخرج الفلسطيني الهولندي رامي الحرايري والفيلم القطري "سوبر فل" لأمين عيطاني على شهادة "تنويه خاص" من لجنة التحكيم. وضمن مسابقة الأفلام الروائية أيضا فاز النجم المصري "أحمد بدير" جائزة أحسن ممثل عن دوره في فيلم "عزير" أو "الرسالة" للمخرج شريف وهبه، بينما فازت الممثلة السورية الشابة "نادين سلامة" بجائزة أحس ممثلة. وفي مسابقة الأفلام الوثائقية، فاز الفيلم الوثائقي التونسي "بنات البوكس" للمخرجة " لطيفة ربانة دغري" بجائزة الصقر الذهبي، وهو وثائقي يعرف بمجموعة من الشابات التونسيات اللاتي تحدين الأحكام المسبقة بممارسة رياضة الملاكمة التي طالما نظر إليها باعتبارها رياضة رجالية، و حصد الفيلم الوثائقي المصري "السماع خانة" للمخرج بريهان مراد على جائزة الصقر الفضي، وهو تسجيلي يكشف عن الجهود المبذولة لإنقاذ مبنى تاريخي في القاهرة القديمة ويقدم معلومات عن "المولوية" الطريقة الصوفية التي اشتهرت برقصة الدراويش والعناية بالإنشاد الديني، ونال في ذات المسابقة كلا من الوثائقي التونسي "كعصفور" لمحمد جلال بالسعد وعام بعد الثورات العربية للمخرج المغربي الهولندي عبد الإله والي شهادة "تنويه خاص" من لجنة التحكيم. يذكر أن مهرجان الفيلم العربي في روتردام يعد اليوم النشاط الفني والثقافي العربي الأعرق في القارة الأوربية، وقد أعلن مؤسسه ورئيسه الدكتور خالد شوكات خلال حفل افتتاح الدورة الثانية عشرة عن استقالته ومغادرته لموقعه كمسئول أول عن المهرجان، ليترك مكانه لجيل جديد شاب من المنظمين.