أصدر التيار الشعبي بيان حول الأحداث الجارية جاء فيه، خرج يوم الثلاثاء الماضي الملايين من جماهير الشعب المصري يسطرون صفحة جديدة من تاريخ هذا الوطن ، معلنين أنهم لازالوا قابضين على جمر ثورتهم، مؤمنين باستكمال مسيرتها ضد كل من يحاول أن يختطفها أو يعيد إنتاج ديكتاتورية جديدة خلف ستار الدين . إن الأسلوب الذي يتعامل به الرئيس مرسي وجماعته مع مطالب الشعب المصري من تجاهل وقمع مفرط للمتظاهرين السلميين بميادين مصر المختلفة هو بكل تأكيد تعبير عن نظام مرتعش لا يمتلك في مواجهة الغضب الجماهيري سوى العصا الأمنية والعناد المقيت في تكرار واضح لأداء سلفه مبارك والذي دفع ثمنه غاليا . بل إن نظام الرئيس مرسي ذهب لما هو أبعد من ذلك بكثير فهو يدفع البلد اليوم لجحيم حرب أهلية لن يدفع ثمنها سوى هذا الشعب العظيم، ولن يتحمل مسئوليتها سوى الرئيس مرسي وجماعته الذين فقدوا أبسط قواعد المسئولية السياسية بدعوتهم لمؤيدي الرئيس وأعضاء جماعته للتظاهر بميدان التحرير يوم السبت القادم، وتؤكد القوى والأحزاب الثورية الموقعة أدناه أن الرئيس مرسي . بصفته رئيس لكل المصريين وليس لجماعة الإخوان المسلمين يتحمل المسئولية كاملة عن أي مجزرة دموية قد تحدث جراء اقتحام أعضاء جماعته لميدان التحرير في الوقت الذي أعلنت فيه القوى الثورية مرارا اعتصامها المفتوح بالميدان لحين اسقاط الإعلان الدستوري الاستبدادي، ونؤكد أيضاً أننا لن نترك الميدان تحت أي ظرف وسنبقى معتصمين ندافع عن هذا الميدان بأرواحنا مهما كلفنا ذلك من تضحيات . كما نؤكد ان ما ورد من أنباء عن التصويت على المسودة النهائية للدستور بالجمعية التأسيسية لعرضها على الاستفتاء الشعبي هو أمر مرفوض شكلا وموضوعا ولن نقبله أو ندعه يمر مهما كلفنا ذلك من تضحيات، وما هو الا تعبير عن نظام أعمى يحاول الالتفاف على مطالب الجماهير الغاضبة ويضعهم بين سندان إعلان دستوري يكرس لفرعون جديد و مطرقة دستور يسلب المصريين كافة حقوقهم المشروعة التي انتزعتها دماء الشهداء الذكية، دستور كتبته جمعية تأسيسية فاقدة للشرعية تمثل مصالح جماعة واحدة من شعب مصر ولا تعبر عن المجتمع المصري بتنوع قواه وطوائفه السياسية . إننا نرفض هذا الابتزاز الذي يقوم به الرئيس وجماعته محاولين استعادة مشهد استفتاء 19 مارس الذي قسم المجتمع وادخل هذه الثورة في نفق مظلم لم تستطع الخروج منه حتى اليوم . إننا ندعو جماهير الشعب المصري في كافة محافظات مصر للخروج في مسيرات مليونية حاشدة ليعيدوا نداءهم بإسقاط هذا الإعلان الدستوري المستبد، حاملين رسالة واضحة مفادها ان الحل الوحيد للخروج من المأزق ان يستمع الرئيس لنبض الجماهير وان ينحاز لمصالحهم وهمومهم بدلا من الانحياز لجماعة تريد اختطاف ثورة الشعب والانحراف بها عن مسارها .