رأى مدير ومؤسس المعهد العربي -الأمريكي بواشنطن جيمس زغبي، أن العملية العسكرية الأخيرة على غزة أظهرت الوجه القبيح لإسرائيل وكشفت عن نواياها الزائفة تجاه استئناف عملية السلام مع السلطة الفلسطينية. وأشار زغبي - وهو أكاديمي أمريكي من أصل لبناني- في مقال أوردته صحيفة /هافينجتون بوست/الأمريكية على موقعها الإلكتروني، إلى أن إسرائيل لا تسعى في حقيقة الأمر إلى تدمير حركة المقاومة الإسلامية في قطاع غزة (حماس)- مثلما زعمت الحكومة الإسرائيلية بأن الهدف من عمليتها العسكرية هو القضاء على حماس- مشيرا إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية ليست لديها مصلحة في إقصاء حماس عن الساحة، مما سيحتم عليها الجلوس والتفاوض مع السلطة الفلسطينية على حل دائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كما تعهدت في حال قضائها على حماس.
وأوضح مدير ومؤسس المعهدالعربي-الأمريكي أن إسرائيل استغلت انشغال المجتمع الدولي بعمليتها العسكرية ضد قطاع غزة وأعلنت عن بناء مئات الوحدات الإستيطانية الجديدة داخل الأراضي المحتلة، فضلا عن تهديدها الصريح لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حيال تقدمه بطلب للأمم المتحدة نهاية الشهر الجاري بغرض الحصول على وضع دولة غير عضو داخل الأممالمتحدة.
واستطرد زغبي قائلا إن تصريحات القادة الإسرائيليين الآخيرة - في أعقاب التوصل لهدنة بين حماس وإسرائيل بفضل الجهود المصرية - تظهر رضاءهم بشكل كبير عما حققته عملية (عامود السحاب) ضد قطاع غزة، في إشارة إلى أن إسرائيل يكفيها "ترويض" حماس والتي بدورها تمتلك النفوذ على بقية حركات المقاومة في القطاع وتدمير مخزونها من الأسلحة ومنصات إطلاق الصواريخ، حيث يرى إن هذا هو الوضع الذي يمكن لإسرائيل التعايش معه.
وأعاد زغبي إلى الأذهان إلى أن إسرائيل تنظر لقطاع غزة منذ الأيام الأولى لبدء الاحتلال، أنه عبء يثقل كاهلها، لافتا إلى أن رئيس الوزراء السابق آرييل شارون عندما انسحب من القطاع، رفض التفاوض مع السلطة الفلسطينية لعدم تعزيز دورها، في الوقت نفسه الذي وافقت فيه إسرائيل على إجلاء عدد من المستوطنين من القطاع مع بسط سيطرتها الكاملة عليه حتى تحول إلى سجن كبير مفتوح.
وأشار زغبي في ختام مقاله إلى أن الهدنة التي أبرمت بين حركة حماس وإسرائيل تحت رعاية مصرية، ضمنت لإسرائيل أمن وسلامة حدودهاالجنوبية على الأقل خلال السنوات القليلة المقبلة.