على مر العصور تفنن الإنسان فى اختراع طرق تعذيب أخيه الإنسان.. وكما طور العلم كل وسائل الحياة تطورت أدوات التعذيب بشكل مواز.. ومهما ادعت الحضارة أنها تروج للمدنية والتحضر لن يتوقف القوى عن التنكيل بمن هو أضعف منه، ولنا فى أبوغريب وجوانتانامو عظة من الألفية الثالثة. الدكتور «محمد عبد الوهاب»، الباحث فى تاريخ الاغتيال السياسى وأساليب التعذيب، بادر بإنشاء معرض لأدوات التعذيب منذ العصور القديمة حتى الآن، يبين الطرق التى كانت تستخدم بها هذه الأدوات.
المعرض أقامه عبدالوهاب فى الشارع أمام منزله بأحد شوراع المريوطية، وبالحديث معه أوضح لنا أنه منذ فترة طويلة وهو يجمع أكبر عدد من أدوات التعذيب التاريخية، حتى استطاع تكوين هذا المعرض الذى يحتوى على أكثر من 500 أداة، أشهرها كراسى محاكم التفتيش والتى اجتاحت أكثر من دولة، وعرفت بوجود عشرات المسامير الحادة لتمزيق من يجلس عليها، ومنها ما يتوسطه منشار أو خازوق، وعدد كبير من المشانق من مختلف الدول، وصناديق حديدية ضيقة يتم حشر الإنسان فيها فى وضع القرفصاء، ويوضع فى الزيت الحارق أو المياه المغلية.
بعض وسائل التعذيب لا يعتمد على العنف الجسدى، بل على العبث بأعصاب السجين، مثل تقطير الماء على الرأس ببطء لفترات طويلة جدا حتى يصاب الإنسان بهستريا، وأيضا التعذيب بالخنافس والحشرات، أو النقر على جدران الزنزانة بشكل ثابت يصيب بالهستريا. من أدوات التعذيب التاريخية المعروفة التى وجدناها بمعرض العمرانية «عجلة كاثرين» الشهيرة وعليها يتم تهشيم الجسم بالكامل بشكل دائرى، وأيضا «العذراء الحديدية» وهى هيكل معدنى ضخم تعلوه خوذة حديدية بداخلها سنون مدببة من الصلب، تنغرس فى جسد الإنسان بمجرد إغلاق الهيكل عليه، ومن أشهر الدول التى كانت تستخدم هذه الأدوات إسبانيا فى العصور الوسطى.
المعرض يحوى أيضا أدوات التعذيب بالجلد وأدوات تهشيم الأصابع، وأيضا شى الأقدام وتكسير الركب، وأدوات سحق الرءوس، وعدد من الأقنعة التى منها ما يحمى بالنار وتلبيسة بالرأس، وشوكة الهراطقة وكانت من أشهر أدوات التعذيب وسمل العين وهى حرقها بأدوات خاصة. قرر الدكتور عبدالوهاب إقامة معرضه فى هذا التوقيت لتوافقه مع اليوم العالمى للتعذيب، والهدف من المعرض هو تنوير الناس بمدى قسوة هذه الوسائل، خاصة أن هناك أدوات منها كانت تستخدمها الأجهزة الأمنية فى مصر قبل الثورة، بالإضافه لذلك أراد فضح طغاة العالم عبر التاريخ ومدى بشاعتهم فى استغلال القوة ضد الضعفاء، لكن التاريخ لا ينسى ولا يغفر.