"هدية لترامب ولفته طيبة".. تفاصيل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر    لويس سواريز: برشلونة لديه مستوى عالي هذا الموسم.. وأداء لامين يامال يفتنني    غياب تام لمنتخب مصر.. كاف يعلن التشكيل المثالي لمجموعات بطولة أمم أفريقيا للشباب    فان دايك: أنا ومحمد صلاح كنا في موقف أرنولد.. وعلى الجميع أن يحترم قراره    العثور على جثة مجهولة الهوية في بحر الياس بالفيوم    اعتماد أوروبي لقصر العيني كمركز متخصص في رعاية مرضى قصور القلب    جدول مواقيت الصلاة في المحافظات غدًا الثلاثاء 13 مايو 2025    السجن 5 سنوات ل3 متهمين بفض اعتصام النهضة    غدًا.. كورال «سلام» يحيي حفل جوائز مسابقتي «الرواية والتأليف المسرحي» بالهناجر    اختيار الدكتور محمود ممتاز خريج الجامعة الألمانية بالقاهرة بعضوية المجلس المُسيِّر لشبكة المنافسة الدولية    منظمة الصحة العالمية تطلق تقرير حالة التمريض في العالم لعام 2025    روسيا تسقط 230 مسيرة أوكرانية خلال أسبوع    العراق يتسلم رئاسة القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية من لبنان    جدل في واشنطن حول نية ترامب قبول طائرة فاخرة هدية من قطر    رسميًّا.. 30 فرصة عمل في شركة مقاولات بالسعودية -تفاصيل    براتب 6500.. فرص عمل في شركة مقاولات بالسعودية    وزير التعليم العالي يعلن سياسات تنفيذ إطلاق الجامعات المتخصصة لدعم رؤية مصر 2030 ومتطلبات الثورة الصناعية الخامسة    الرئيس السيسى يجتمع بأسامة ربيع ويطلع على تطورات حركة الملاحة بقناة السويس    ما موقف من تضرر من أزمة البنزين المغشوش ولا يمتلك فاتورة؟.. البترول توضح    حبس متهم بإدارة كيان تعليمي وهمي للنصب على المواطنين بالجيزة    المشدد 6 سنوات لعاملين لاتجارهم في الهيروين بالقناطر الخيرية    تأجيل محاكمة عاطل بتهمة قتل سيدة فى القناطر الخيرية للخميس المقبل    «بعبع» تسريب امتحانات الثانوية العامة.. هل يتكرر في 2025؟| ننشر خطة «التعليم» كاملة    عاجل.. الأرصاد تحذر من موجة حارة جديدة في هذا الموعد    أشرف العربى إطلاق تقرير "حالة التنمية في مصر" 18 مايو بشراكة مع "الإسكوا"    تكريم غادة جبارة ومنال سلامة في افتتاح مهرجان المسرح العالمي    وزير الأوقاف: شيخ الأزهر الإمام الشيخ حسن العطار شخصية مصرية جديرة بعشرات الدراسات    إعلام عبرى: قوات من الجيش ودبابات وناقلات جند تمركزت قرب نقطة تسليم عيدان    الجمهور يفاجئ صناع سيكو سيكو بعد 40 ليلة عرض.. تعرف على السبب    أحمد زايد: تطوير الأداء بمكتبة الإسكندرية لمواكبة تحديات الذكاء الاصطناعى    ب9 عروض مجانية.. «ثقافة الشرقية» تستضيف المهرجان الإقليمي الختامي لشرائح المسرح    موعد وقفة عرفة 2025.. فضل صيامها والأعمال والأدعية المستحبة بها    خريطة الأسعار اليوم: انخفاض اللحوم والزيت والذهب وارتفاع الجبن    موعد تسليم دفعة جديدة من وحدات مشروع جنة بالقاهرة الجديدة    مجلس الوزراء يستعرض بالإنفوجراف جهود الدولة لتوطين صناعة الدواء    استمرار حملة "تأمين شامل لجيل آمن" للتعريف بالمنظومة الصحية الجديدة بأسوان    توافق على تسهيل دخول اللبنانيين إلى الكويت وعودة الكويتيين للبنان    فابريزيو: ألونسو يوقع عقود تدريب ريال مدريد    حسام المندوه يكشف تفاصيل الوعكة الصحية لحسين لبيب    في اليوم العالمي للتمريض.. من هي فلورنس نايتنجيل؟    تداول 14 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    سقوط المتهم بالنصب على راغبي السفر ب«عقود وهمية»    عاجل- رئيس الوزراء يتابع ملفات الاتصالات.. ومبادرة "الرواد الرقميون" في صدارة المشهد    سهير رمزي: بوسي شلبي جالها عرسان ورفضت بسبب محمود عبدالعزيز    هل يجوز للحامل والمرضع أداء فريضة الحج؟    جامعة المنيا: الكشف على 570 مواطنًا بالقافلة المتكاملة فى قرية بني خيار    محافظ أسيوط: توفير 706 فرصة عمل لشباب الخريجين بمراكز المحافظة    إنبي: ننتظر نهاية الموسم لحساب نسبة مشاركة حمدي مع الزمالك.. وتواصل غير رسمي من الأهلي    لماذا يرتدي الحجاج "إزار ورداء" ولا يلبسون المخيط؟.. د. أحمد الرخ يجيب    براتب يصل ل 500 دينار.. 45 فرصة عمل بالأردن في شركات زراعية وغذائية وصناعات خشبية (قدم الآن)    البنك الأهلي يرغب في ضم كريم نيدفيد    انطلاق فعاليات الدورة التدريبية الرابعة بجامعة القاهرة لأئمة وواعظات الأوقاف    ما حكم الأضحية إذا تبين حملها؟.. الأزهر يوضح    أكبر صندوق سيادي بالعالم يسحب استثماراته من شركة إسرائيلية بسبب المستوطنات    رئيس «دي إتش إل» يتوقع استفادة من التوترات التجارية بين واشنطن وبكين    ما شروط وجوب الحج؟.. مركز الأزهر للفتوى يوضح    المجلس الوطني الفلسطيني: قرار الاحتلال استئناف تسوية الأراضي في الضفة يرسخ الاستعمار    أمام العروبة.. الهلال يبحث عن انتصاره الثاني مع الشلهوب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسامة الغزالى حرب ل«الصباح»: إعادة محاكمة مبارك "عبث".. وهناك حالات «فجة» لمعارضين يبحثون عن مصالحهم
نشر في الصباح يوم 27 - 10 - 2012

أكد الدكتور أسامة الغزالى حرب، الرئيس الشرفى لحزب "الجبهة الديمقراطية"، أن الحديث عن إعادة محاكمة مبارك الآن نوع من العبث، وقال فى حواره مع «الصباح»، إن السبب فيما نعيشه الآن هو أننا احتكمنا للقانون منذ بداية الثورة ولم نطبق العدالة الثورية منذ البداية. وأشار إلى أن الرئيس مرسى يطلق يد الإخوان بشكل استثنائى فى كل قطاعات ومؤسسات الدولة، رغم أنهم لا يمتلكون قدرات استثنائية، وتوقع أن تظل الأحزاب الإسلامية فى الصدارة فى الانتخابات المقبلة، مشيرا إلى وجود حالات «فجة» لمعارضين يبحثون عن مصالحهم الشخصية ويعطون الأولوية لطموحاتهم الخاصة على حساب مصلحة البلاد.. وإلى نص الحوار..
ما موقف حزب الجبهة من التحالفات السياسية فى الفترة المقبلة؟
«الجبهة» دخل فى مشروع اندماج مع حزب غد الثورة بالتشارك مع عدد القوى الأخرى، كجزء من تحالف الأمة المصرية، لكنها فى النهاية مجرد مشروعات وأفكار غير مكتملة، لذلك أفكر فى التركيز على الحزب أولاً، ثم الدخول فى تحالفات مع أحزاب لها تواجد حقيقى.
هل فكرت فى العودة إلى رئاسة حزب الجبهة الديمقراطية من جديد؟
تخليت عن رئاسة الحزب مبكرا فى 2011، ولم أفكر فى العودة، لكن تخلى رئيس الحزب عنه بشكل مفاجئ وغير مبرر؛ فرض علىّ العودة، فمن المستحيل أن أترك الأمور هكذا فى الحزب، وتم التوافق على ترشحى لرئاسة الحزب كى أسهم فى إعادة بنائه وتطويره ولم الشمل من جديد، بعد أن تدهورت الأوضاع به، وترك الأمور بهذا الشكل يؤدى إلى إهدار جهد حقيقى بذلناه لبنائه، وأتمنى أن يلعب الشباب الدور الأكبر به، وإعادة عجلة العمل من جديد، خصوصا أن الحزب قدم العديد من شباب الثورة.
كيف ترى الانتخابات البرلمانية المقبلة؟
أتصور أنها ستكون أفضل من الانتخابات الماضية، لأنه أصبحت هناك خبرة لدى الشعب، ومعايير واضحة للمحاسبة فى ظل وجود العديد من الوعود، ففى هذه المرة سيكون هناك اختيار أفضل من الانتخابات الماضية.
هل تتوقع مزيدا من السيطرة للأحزاب الدينية فى هذه الانتخابات؟
أتوقع أن الأحزاب الدينية ستأخذ أكبر الأصوات، لكن بنسب أقل من الانتخابات الماضية، على سبيل المثال بدلا من أن تصل إلى 60% قد تحقق 50%، وستظل فى المقدمة، ومع ذلك إذا حدثت أى تطورات قد تدفع إلى اتجاه معين دون أن تهدد تقدمهم.
ما القوى التى يمكنها منافسة الأحزاب الدينية بقوة فى هذه الانتخابات؟
لا يمكن لحزب بذاته أو قوة سياسية بعينها أن تقوم بذلك، لكن لا يمكن أن نغفل أن القوى السياسية أصبح لها تواجد بشكل أكبر عن السابق.
كيف ترى فرصة حزب الدستور والتيار الشعبى فى الانتخابات المقبلة؟
بشكل عام يصعب فى الفترة القصيرة التى بدأوا فيها أن يكونوا قد كونوا قاعدة كبيرة، لكن الانتخابات بعد المقبلة سيكون تأثيرهم أكبر وسيزيد دورهم.
هل هناك معارضة حقيقية فى مصر ؟
المعارضة فى مصر موجودة، ولكنها مشتتة وغير منظمة ومرتبكة، وهذا أمر ليس بالغريب، لأن النظام السياسى المصرى بعد 25 يناير، يشهد عملية تحول وإعادة بناء كنظام ديمقراطى حقيقى كما هو متعارف عليه فى العالم، رغم أن مصر بها تراث ديمقراطى قبل عام 1952؛ فإنه تعثر خلال 60 عاما، والآن يتم بناؤه من جديد، وهذا أمر يتطلب وقتا طويلا وإخلاصا وجهدا، ولابد أن تشارك فيه كل القوى السياسية.
ما رأيك فى الاتهامات الموجهة للمعارضة بأنها تبحث عن مصالحها الشخصية وتريد الظهور فقط؟
هذا مرض وسمة يمكن أن يتسم بها أى سياسى، ولا يمكن اتهام أحد بها لأنها أمر مختلط لا يمكن تحديده، وهناك حالات «فجة» لبعض الشخصيات والمنظمات التى يظهر جليّا بحثها عن مصالحها وطموحاتها، وتعطى الأولوية لذلك، لكن لا يمكن تعميم ذلك على المعارضة بأسرها، فالأمراض الحقيقية التى تعانى منها المعارضة هى عدم الوضوح فى الرؤية والتشتت.
ما أركان المعارضة الحقيقية فى مصر؟
كل النظم السياسية التى تهتم بالديمقراطية تحتوى على حكومة ومعارضة، لكن فى مصر هذا الأمر لايزال شكليا، والمقومات الأساسية لوجود المعارضة ضعيفة للغاية، فلابد أن تتبلور المعارضة تنظيميا بشكل واضح ومحدد، فهناك أحزاب لها تاريخ عريق، لكنها ليست فعالة، فأصبحت « تاريخًا بلا حاضر»، وهناك أحزاب جديدة بها تعثرات، مثل المصريين الأحرار والديمقراطى الاجتماعى والدستور وغيرها، فقد استطاعت جذب قطاعات كبيرة من شباب الثورة والراغبين فى التغيير، إلا أن معظمها فى مرحلة التكوين والبناء وحشد الأنصار، ولابد أن يكون لديها الوعى للتنسيق فيما بينها من خلال الاندماجات والتحالفات.
هل ترى أن هناك تحالفات سياسية قوية على الساحة؟
الموجود الآن على الساحة مجرد مشروعات بشكل مبتسر، وعمرها قصير، وكل ما يطرح أشبه بالمحاولات، والأفكار أكثر من الإنجازات الواضحة.
ما التحالفات التى ترى أنها تمثل قوة حقيقية على الساحة السياسية؟
أرى أن التحالفات بين القوى المتشابهة مثل الاشتراكيين والشيوعيين قوتها تأتى من تجانس أفكارها وتضم أبناء تيار واحد، ولكن السؤال هو: هل تشكل قوة شعبية أم لا؟، فهو أمر مهم، فقد كنت أتصور مثلا أن تحالف الأمة المصرية مؤثر، لكن اتضح عكس ذلك، وأن هناك توجهات فى الوفد لرفض الاندماج.
ما أهم هدف تحقق من أهداف ثورة يناير؟
سقوط النظام القديم كان أهمها، وتحجيم دور القوات المسلحة، لكن المطلوب هو أن تكون هذه الثورة بمثابة قاطرة تعيد بناء مصر الحديثة، فالثورات ليست هبات فى ذاتها، ولا يمكن أن يعيش الشعب على الشعارات السياسية، ولابد أن تترجم التصرفات الثورية إلى حياة كريمة للمواطن المصرى، وهو ما لم يتحقق، وأنا لا أقصد بأن تحقق هذه الأهداف فى عام أو اثنين، لكن أن يتمثل فى خطط وبرامج واضحة تبشر بمستقبل مشرق.
كيف تقيّم أداء الرئيس مرسى خلال هذه الفترة ؟
الحكم على مرسى من خلال 100 يوم «ظلم بيّن»، وقد ورّط نفسه بتحديده هذه المدة ضمن وعوده الانتخابية مع حجم المشكلات المزمنة التى تعانى منها مصر وعمقها، لكنى أرى أن أداءه عادى، فلا توجد إنجازات مبهرة أو إخفاقات كبيرة، فكل شىء يسير بمسار طبيعى للدولة المصرية، التى بها جهاز إدارى وسياسى ضخم انخرط مرسى نفسه فيه .
ما رأيك فى تقييم مرسى بناء على مشروع ال«100 يوم» ؟
مشروع ال« 100 يوم» يجب تجاوزه تماما لأن مستقبل مصر أعقد من ذلك بكثير، فبناء مصر مسئولية تستوجب القدرة على تعبئة الطاقات والقدرات والعقول، فمصر ليست جماعة الإخوان المسلمين والخبراء المرضىّ عنهم فقط، ولكن بها طاقات يجب الاستفادة منها.
وماهى أهم ميزة فى عهد الرئيس محمد مرسى حتى الآن؟
الإنجازات ليست مرتبطة بمرسى، لكن بنتائج الثورة بشكل عام، وأعتقد أن أهم ميزة هى حسمه بشكل قاطع وحاسم فى تحجيم دور المؤسسة العسكرية، وعودة الجيش إلى ثكناته، ليكون مؤسسة تابعة للإدارة المصرية. فهذا إنجاز يُحسب له، وإن كان ذلك تم فى إطار اتفاق شامل بين المجلس العسكرى ومرسى، وقد ظهر ذلك جليّا فى طريقة خروجهم ومنحهم الأوسمة والمناصب وحمايتهم فى مقابل إطلاق يد الإخوان فى الدولة، لكن بشكل أعطى مرسى مصداقية.
وماذا عن سياسة مرسى الخارجية، خصوصا بعد أسفاره المتعددة إلى الصين وتركيا وما إلى ذلك؟
مرسى واصل أداءه فى السياسة الخارجية وفق الإطار المعتاد لها دون حدوث طفرة فى ذلك، ووفق المتعارف عليه، إلا أننا نستطيع أن نقول إنه أحدث حيوية فى العلاقات مع بعض الدول مثل دول حوض النيل التى حدثت توترات فى العلاقات معها فى أواخر عهد مبارك.
وما هى أهم المآخذ على الرئيس مرسى حتى الآن ؟
أنه لم يف بوعوده بخصوص استقلاله عن جماعة الإخوان المسلمين، فالجماعة هى التى تتغلغل فى المؤسسات المصرية بأسرها رغم أنهم ليسوا بالكفاءة التى تؤهلهم للحصول على كل هذه المناصب وليس لديهم قدرات استثنائية، وهو ما ستدفع ثمنه الدولة بأن نكون «محلك سر».
هل يمكن لأى قوة سياسية أن تحرك الشارع؟
الشارع قوة كامنة جاهزة فى أى لحظة، ومن المستحيل التنبؤ بتوقيت تحركها ورد فعلها، وأساتذة السياسة المتخصصين لا يمكنهم الإجابة عن هذا السؤال، فالشعب المصرى له طابع خاص ويمكن أن يتحرك فى أى لحظة، قد يهب بعد شهور أو بعد سنوات لا يمكن تحديد مدة معينة لذلك، فالثورات الكبرى ليس من السهل تكرارها، فتأتى من تراكمات هائلة، ويظهر قوة الشارع بشكل حقيقى من خلال الهبات الاستثنائية والاعتراضات التى يمكن ترجمتها فى صورة منظمات سياسية لتصبح سلوكا سياسىا يتم التعبير عنه بوسائل التعبير المشروعة.
وما رأيك فى أداء الأحزاب الدينية حتى الآن؟
الازدواج بين الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة لايزال يشكل أزمة، وأعتقد أنها أهم الانتقادات الموجهة لمرسى، لأنه يطلق يد الإخوان بشكل استثنائى فى كل قطاعات الدولة، وهو ما سيؤدى إلى وجود نظام شمولى عام، وهو ما يضعنا أمام حزب وطنى جديد ذى طابع شمولى، وهو ما سيمثل خطورة أكثر من نظام الحزب الوطنى السلطوى، لأنه فى النهاية يعتمد على أيديولوجية الدين التى تضفى نوعا من الحصانة على سلوك السلطة، وأجد أن هناك قطاعات داخل الجماعة تدفع الأمور فى هذا النحو، وعلى العكس هناك نماذج عاقلة ترفض ذلك وتقدر قيمة الديمقراطية، وهناك العديد من التصرفات التى تؤدى إلى هذا الاتجاه مثل تشكيل المجالس القومية وتشكيلها بطريقة تضمن وجود الإخوان مع حرمان تلك المجالس من القيادات والكفاءات الحقيقية، وهو ما يشكل جرس إنذار لوجود نظام شمولى.
وما رأيك فى أداء حزب النور، خصوصا بعد محاولاته رفع قدرات أعضائه فى الفترة الماضية؟
حزب النور مشكلته أنه ظهر فجأة على الساحة السياسية، وبه الكثير من الشخصيات المنغلقة التى تفتقد الخبرة وبعيدة تماما عن الحياة العامة، ورغم وجود شباب منفتح؛ فإن وجود أفكار شديدة الرجعية والانغلاق لا تتماشى مع متطلبات المجتمع أمر خطير ومثير.
لماذا صعد الإسلاميون بتلك القوة بعد ثورة يناير؟
الكبت والجهل هما السببان الرئيسيان لذلك، كما أننا يجب أن نُسلم بالحقيقة المرة؛ وهى أن الإخوان استخدموا كل أساليب التلاعب للوصول إلى أصوات المواطنين بشرائهم الأصوات بالهدايا والسلع التموينية، إلى جانب التهديد فى بعض الأماكن، وهذه ليست أسرارا، إلى جانب تنظيمهم الهائل وخبرتهم الكبيرة وشهوتهم للسطة.
ما هو رأيك فى تشكيل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور؟
هناك كثير من الإجراءات التى كان يجب أن تدخل تحت عنوان التحول من الثورة إلى الدولة، وكان يجب أن تتم بشكل أفضل مما تمت عليه، وأهمها كان إعداد الدستور، فقد تم تشكيلها فى ظل الصراعات السياسية الحاصلة ورغبة بعض القوى فى السيطرة والاستحواذ، فظهر ذلك منذ وجود الجدل حول إجراء الانتخابات أولاً أم الدستور، وتعجيل الإخوان بالأمر ليحصلوا على أكبر كم ممكن من المكاسب بإجراء الانتخابات أولاً، وهو ما ندفع ثمنه الآن.
وما رأيك فيما تم؟
أتصور أن التشكيل جاء بشكل عشوائى، وبالتالى شاب عملها بالعديد من المشكلات والعقبات نتيجة لطبيعة تشكيلها، لكن مع وجود رقابة قوية من الرأى العام أتوقع أن ذلك سيحجم من الآثار السلبية الناتجة عن هذا التشكيل.
هل ترى أن الدستور سيكون معبرًا عن كل المصريين بشكل حقيقى؟
لا يمكن الحكم عليه الآن، لكن النتائج الأولية من مسودة الدستور والانطباعات التى تصدر عن الذين انهمكوا فى صياغته مطمئن نوعا ما.
وما رأيك فى وجود نسبة ال50 % عمال وفلاحين ؟
هو أمر شديد الخصوصية والحساسية، ويتم تحديد بقائها من عدمه على أساس توافق شعبى، فقد أسسها عبدالناصر لغرس مبدأ جديد فى المجتمع باحترام تلك الفئات وتفعيل دورها وإشراكها فى الحياة السياسية، وهذا أمر أصبح معترفا به وأصبح ليس مهمّا وجودها .
وماذا عن باب الحريات؟ وتأسيس الأحزاب على أساس دينى؟
الحريات العامة فى دستور 1971 والدساتير السابقة إلى حد ما معقول، والخوف الحقيقى من المساس بها مثل حرية الشعائر الدينية والتظاهر السلمى والتعبير عن الرأى، وهى مسائل لا يجب المساس بها لأنها امتداد لنضال الشعب المصرى،
وعلى جانب الأحزاب الدينية يسمح بتأسيسها من مبدأ الحرية، ولكن إذا أدت إلى حدوث انشقاقات فى المجتمع فإنه يجب منع تأسيسها من مبدأ الخطورة.
وما هو رأيك فى وضع المرأة فى الدستور؟
هذا أمر يجب ألا يكون محل نقاش، فالمرأة يجب أن تحصل على حقوقها كاملة، ولا يجب المساس بذلك باسم الشريعة. والمثير أن المرأة فى بلاد العالم الإسلامى سبقت مصر فى الوصول إلى مناصب عليا مثل باكستان وتركيا وبنجلاديش.
ما رأيك فى إقالة الرئيس محمد مرسى للنائب العام؟
مرسى أخطأ خطأ جسيمًا فى إقالة النائب العام والطريقة التى أقاله بها، ومستشاروه أيضا شاركوه فى هذا الخطأ، وعدم تنبيهه لهذا الأمر وأبعاده، لكن يُحمد له استجابته للقانون وتراجعه.
هل ترى أننا نسير بشرعية القانون أم العدالة الثورية؟
أحد أهم الأسباب لما نعانيه الآن؛ هو أننا سرنا منذ قيام الثورة بقواعد القانون، وكان الأولى أن نسير بالعدالة الثورية، ولكن هذا أمر ارتضيناه من البداية، ولا يمكن تغييره الآن .
إذن فكيف يمكن إعادة محاكمة مبارك كما وعد الرئيس مرسى خلال فترة الانتخابات؟
لا أعرف كيف وعد الرئيس مرسى بذلك، خصوصا أننا نسير بقواعد القانون، فلا يمكن أن نصنع مزيجا من الشرعية القانونية والعدالة الثورية، وهذا أمر يؤدى بنا إلى منعطف خطير وكارثة، فكان علينا الاختيار من البداية، وما حدث تم فعليا ولا يمكن تغييره، يجب أن ننظر إلى الأمام، فإعادة محاكمة مبارك نوع من العبث، فكان ينبغى أن يتم ذلك من البداية، أما الآن فسيدخلنا فى المهاترات.
هل أضر بك تأييدك للفريق أحمد شفيق فى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية؟
إلى حد ما أحدث ضررا، لكن فى الواقع كنت حينها مستاء من المسار التى جرت عليه الأحداث، خصوصا أن شفيق نفسه لم يكن ينوى الترشح هو أو اللواء عمر سليمان، لكن تقديم الإخوان لمرشح رئاسة عكس ما وعدوا به ومناوراتهم من خلال ترشيح خيرت الشاطر ثم بديله الرئيس محمد مرسى؛ هى التى دفعتنا إلى هذا الموقف.
لكن كيف انحزت إلى شفيق فى ظل اتهامات الفساد التى كانت موجهة له فى ذلك الحين؟
أنا لم أكن أعرف الفريق شفيق على الإطلاق، لكنى تعاملت مع الأمر بشكل مبسط، فإذا كان هناك فساد ومآخذ عليه فلماذا لم يخرج من السباق، وإذا كان مشكوكا فى شرعيته فكيف يقبل الإخوان على أنفسهم الدخول فى معركة أمام مرشح مشكوك فى مشروعيته، وعلى الجانب الآخر تأييدى له كان بسبب رفضى لوصول الإخوان المسلمين للحكم أكثر من رغبتى فى نجاح شفيق وموافقتى عليه.
ما تقييمك للفترة الانتقالية التى أدار فيها المجلس الأعلى للقوات المسلحة شئون البلاد؟
المجلس العسكرى أساء التصرف فى إدارة البلاد، وتصرف بعدم خبرة وانعدام للحنكة السياسية، وهذا الأمر انعكس فى العديد من الأحداث المؤسفة التى يعيها جيدا الشعب المصرى، والتى أدت إلى مزيد من الدماء، ودفعنا ثمنها غاليا من سوء تصرف القيادات العسكرية حينها .
ماهو تقييمك لأداء الحكومة الحالية؟
هى حكومة «عادية» بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ليس بها أى طابع ثورى أو تغيير جذرى يرقى بمستوى الثورة، فهى تشبه أى حكومة من حكومات النظام السابق، وربما كان هناك وزراء بالحكومات السابقة أفضل.
هل حزب شفيق سيمثل قوة حقيقية فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، خصوصا بعد حصوله على العديد من الأصوات التى أهلته لخوض جولة الإعادة؟
لا أتصور أن يحصل شفيق على ما حصل عليه من أصوات على الإطلاق، لأن الوضع كان خاصّا للغاية، وفى الوقت الحالى أصبح الأمر مختلفا بعد تعدد القوى السياسية على الساحة الآن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.