تصور السينما دائما كعادتها في التنميط الكوافير الحريمي على أنه رجل «مايص»، أقرب لامرأة منه إلى رجل، الصورة تنبع من الاعتقاد الشعبي «من عاشر القوم صار منهم»، وهو ما يحاول أن ينفيه الحاج «محمد ربيع» صاحب أحد مراكز التجميل الكبيرة، التى يرتادها سيدات المجتمع الراقي، يقول: لا أحب أبداً التعميم، هناك رجال يعملون في مهنتنا ومهن أخرى ليسوا على مستوى الرجولة الشرقية التي اعتادها المجتمع، يصفونهم اليوم ب «الشباب السيس». «زمان كان جميع كوافيرات السيدات في مصر خواجات، وعلموها للرجالة المصريين، ولم يكن هناك بنت واحدة تعمل في هذه المهنة إلا فيما ندر وكان ينحصر عملها في البادكير والمانكير فقط لاغير، ولم يكن المجتمع ينظر للكوافير الرجل بهذه النظرة، لكن مع انتشار التطرف الديني الذي استوردناه من الخليج، انتشرت كوافيرات السيدات تحت شعار غريب (للسيدات فقط)، وتطور الأمر ليكون(للمحجبات فقط)، ليتم إقصاء الرجل من هذه المهنة. النظرة الدونية للكوافير تقتصر على الطبقات المتوسطة والشعبية، فالمجتمع الراقي يقدّر الكوافير أياً كان رجلاً أو امرأة ويعتبره فناناً، والأمثلة كثيرة مثل «محمد الصغير» الذي يعتبر من الشخصيات العامة والمشهورة في المجتمع المصري والعربي وغيره كثيرون. أُبعد بناتي تماماً عن صالوني، فلا يأتين إليه ولا يعرفن عنه شيئاً، عندي 3 بنات أقدم لهن كل شيء كي يصبح لدي دكتورة وصيدلانية ومهندسة، لا أريدهن أن يتعرضن للتعب ولا التجريح من أحد، أريد أن يحصلن على شهادات جامعية عالية ويعملن بعيداً عني ويبقوا من المجتمع الراقي».