تراجع ترتيب مصر بصورة طفيفة فى التقرير السنوي حول قياس مجتمع المعلومات لعام 2012، الذي أطلقه اليوم الاتحاد الدولي للاتصالات، من المرتبة 81 عام 2010 إلى المرتبة 83 عام 2011. وقال المهندس إبراهيم الحداد المدير الإقليمي للمكتب العربي للاتحاد الدولي للاتصالات -خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم بالقاهرة بمناسبة إطلاق التقرير- إن التقرير تضمن بالأساس مؤشرين رئيسيين هما مؤشر تنمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والبنية التحتية المتعلقة بها في 155 دولة، ومؤشر سلة أسعار تقديم خدمات تكنولوجيا المعلومات بما فيها خدمة الهاتف الثابت والمحمول وخدمات النطاق العريض الثابت فى 161 دولة. وأضاف أن التقرير أظهر أنه بنهاية عام 2011، أصبح عدد مشتركي المحمول عالميا 6 مليارات مشترك، وبلغ عدد مشتركي الإنترنت عالميا 3ر2 مليار مشترك، كما صار بوسع ثلث سكان العالم النفاذ إلى شبكة الإنترنت، كما أظهر أن أسعار خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات انخفضت بنسبة 30\% بين عامي 2008 و2011، غير ان انخفاض الأسعار كان أكبر بكثير فى البلدان المتقدمة. بدورها، قالت نجوي الشناوي مدير مركز المعلومات بوزارة الاتصالات، إن مصر حافظت على مستوى أدائها فى مؤشر التنمية لخدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات رغم حالة عدم الاستقرار السياسي خلال الفترة الماضية، بفضل الثقة فى سياسات الحكومة فى تطوير البنية الاساسية للاتصالات فى مصر ودخول خدمات جديدة وتبني خطة لتطوير شبكات الاتصالات فى مصر. وأضافت أن مصر أرخص دولة عربية بالنسبة لأسعار المحمول والإنترنت، كما تقل أسعار خدمات الاتصالات عن متوسط الأسعار فى منطقة الشرق الاوسط، مشيرة إلى أن عدد مشتركي المحمول في مصر أكثر من 90 مليون مشترك، فيما يبلغ عدد مشتركي الإنترنت أكثر من 32 مليون مشترك. وأوضحت الشناوي أن وزارة الاتصالات تبذل جهودا لسد الفجوة الرقمية بين الريف والحضر من خلال مبادرات منها مبادرة نوادى تكنولوجيا المعلومات التى وصل عددها إلى أكثر من ألفي نادي فى المحافظات والقرى والأماكن النائية، والتي تحولت إلى مبادرة "بيوت التكنولوجيا" لتشمل كل أفراد الاسرة، إلى جانب مبادرة مشتركة بين وزارتي الاتصالات والتعليم لتوفير جهاز "آي-تاب" لطلبة الجامعات كمرحلة أولى، ثم لطلبة المدارس بعد ذلك. وجاء ترتيب الدول العشر الاول على مستوى العالم فيما يتعلق بمؤشر تنمية تكنولوجيا المعلومات ، علي التوالي : كوريا الجنوبية والسويد والدنمارك وآيسلندا وفنلندا ونيوزيلندا ولوكسمبورج واليابان وانجلترا وسويسرا. وفيما يتعلق بالدول العربية، تقدمت السعودية 6 مراكز لتحتل المركز 47، وتقدمت البحرين 5 مراكز لتحتل المركز 40، وجاءت قطر فى المركز ال30 والإمارات في المركز45 وسلطنة عمان في المركز 53 ولبنان فى المركز 65 والأردن فى المركز 75 ومصر فى المركز 83 بعد ان كانت فى المركز 81. وفيما يتعلق بمؤشر اسعار خدمات تكنولوجيا المعلومات، أظهر التقرير السنوي حول قياس مجتمع المعلومات لعام 2012، ان اسعار خدمات النطاق العريض للانترنت انخفضت بنسبة 75\% بين عامي 2008 و2011، ولكن النسبة الاكبر من هذا الانخفاض فى الاسعار كان فى البلدان المتقدمة، فيما بلغت تكلفة خدمات النطاق العريض للانترنت أقل من2\% من إجمالى الدخل القومي للفرد فى الدول المتقدمة، مقابل نحو 30\% فى الدول النامية. ولفت التقرير الى ان الاستثمارات فى البلدان النامية فى قطاع الاتصالات لم تتأثر خلال الازمة الاقتصادية، بل استمرت فى الارتفاع، غير ان هناك حاجة الى ضخ المزيد من الاستثمارات فى قطاع الاتصالات، كما ان قيمة الصادرات العالمية لمنتجات وخدمات قطاع الاتصالات تعادل 12 \% من حجم التجارة العالمية، وبلغت عائداتها 5ر1 تريليون دولار عام 2010، بما يمثل 4ر2 \% من الناتج الاجمالى العالمي. وحذر التقرير من ازدياد الفجوة الرقمية بين البلدان المتقدمة والنامية، داعيا الى مساندة الدول الاقل اتصالا للحاق بمجتمع المعلومات وتوفير البنية التحتية لشبكات النطاق العريض وتخفيض اسعار الخدمات.