سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زعزوع يبدأ تنفيذ خطه السياحة الإسلامية تحت اسم "السياحة العائلية" ..وإلهامى الزيات يرد : السياحة الشاطئية تمثل 83 % من دخل القطاع ولا يمكن الاستغناء عنها
يبدو أن المخاوف التي انتابت السائحين بصعود التيار الإسلامي إلى سدة الحكم قد بدأت تتحول تدريجيا إلى حقائق واقعية في ظل خطة لأخونة القطاع بغطاء شرعي يمنحه رئيس الوزارء وخطه ينفذها وزير السياحة ورؤساء الهيئات التابعه له وطرحت الوزارة ولأول مرة فى تاريخها مفاهيم جديدة على القطاع السياحى منها استعداد مصر للاعتماد على ما يسمى بالسياحة العلاجية والسياحة العائلية التى تستلزم ضوابط عديدة فى منشأتها وبرامجها المباعة للسائح ،أبرزها وفقا للخبراء انشاء فنادق ومنتجعات لا تتضمن بارات وكازينوهات للقمار ولا تسمح بارتداء المايوه وتقديم الخمور كما تمنع الاقامة الفردية "السينجل" إلا فى حالة أن يكون الفندق للرجال فقط !! وعلى الرغم من رفض المستثمرين والعاملين بالقطاع السياحى لنظام السياحة الجديد والذى يصف سياحتهم بالحرام ،إلا أن ذلك الأسلوب الجديد قد بدأ يتوغل داخل القطاع بعد ان أعرب وزير السياحة هشام زعزوع فى أكثر من لقاء عن استعداد مصر لاستقبال السياحة "العائلية" واختار هذا المصطلح ليتجنب ذكر مصطلح السياحة "الحلال" الذي يثير غصب المستثمرين والعاملين بالقطاع السياحي. زعزوع قال أيضا إنه لا يمانع فى فتح مجالات للاسثمار في السياحة التي تتوافق مع احكام الشريعة الإسلامية ، كما هو متبع في الدول التى تخضع لنظم الحكم الإسلامية كماليزيا والسعودية ، وكذا تشيجيع الاستثمار في هذا المجال للمناطق غير المستغلة سياحيا مثل العقبه ونوبع والعريش. وعقب تصريحات الوزير أعلن اللواء طارق سعد الدين رئيس هيئه التنمية السياحية عن طرح الهيئة لأراضى تصلح للاستثمار فى مجال السياحة العلاجية فى مصر، بإقامة منتجع صحى عالمى بمنطقة العين السخنة بنظام الطرح بالاستخدام على مساحة مليون متر ،مؤكدا أن التكلفة الاستثمارية للمشروع تقترب من 500 مليون دولار، مشيرا الى ان المشروع يشمل انشاء مشروعات فندقية لاقامة المرضى واجهزة استشفاء ومركز للعمليات والابحاث ،وهى أحدى مطالب التيار الاسلامى الذى اقترح السياحة العلاجية من خلال نوابه بالبرلمان المنحل كبديل للسياحة الشاطئية التى يعتبرونها "حراما". وعن مفهوم السياحات الجديدة يرى إلهامى الزيات رئيس الاتحاد العام للغرف السياحية انها نظام يصعب تطبيقه فى مصر ،وضرب مثلا بالسياحة العلاجية والتى تعد أحدى البدائل المطروحة تحت غطاء سياحة الحلال قائلا انها لا يمكن تطبيقها فى مصر حيث تتطلب أمكانيات طبية وعلاجية وبحثية لا تتوافر فى مصر وتحتاج لمليارات الدولارات والخبراء المتخصصين للخوض فيها ،ويضيف الزيات ان السياحة العلاجية لن تعوض مصر عن السياحة الشاطئية التى تمثل نسبة 82 % من اجمالى الدخل السياحى لمصر بما يعنى ان السياحة الحلال ستتكلف أكثر مما ستربح. الزيات رفض السياحة العلاجية مؤكدا أن قيادات التيار الدينى فى مصر هى أول من يذهب للعلاج فى الدول الاوروبية وامريكا لعدم توافر الامكانات المطلوبة فى مصر بقدر توافرها فى الخارج مما يؤكد ان السائح الاجنبى ليس فى حاجه لزيارة مصر لتلقى العلاج بل ان العكس هو ما يحدث. جمال متولى عضو لجنة السياحة الدينية بمجلس الشعب الموقوف وعضو حزب الحرية والعدالة ،قال ان مصر فى حاجة لادخال انواع جديدة من السياحة تتمثل فى السياحة العائلية والعلاجية ،والابتعاد عن الانواع التقليدية فى السياحة ،وتوقع متولى ان تجذب اسلياحة العائلية عددا كبيرا من السائحين العرب حيث يرى ان مصر لا تزال قبلة العرب وتمتاز بمكانات طبيعية لا توجد فى تركيا وماليزيا ،وطالب بدرء الفتنة التى يبثها السائحين الاجانب بملابسهم وسلوكياتهم بين المسلمين –على حد زعمه- مضيفا ان مصر فى حاجة للسياحة الحلال لتعود إلى ريادتها الإسلامية والعربية فيما قال وجدي الكرداني عضو الاتحاد العام للغرف السياحية أنه لا شك أن مفهوم السياحه العائلية على حد وصف وزير السياحة سوف يؤثر على أعداد السياحة الوافدة إلى مصر وذلك لأنها تبعث رسالة للعالم الخارجي بألا تجاه بأخوانية الدوله ،مضيفا أن السائحين لن يقبلوا أن السياحة العائلية تحل محل السياحة القائمة حاليا مشيرا إلى أن تطبيق الأولى لم يكن له المردود الايجابي المتوقع حيث استبعد الكرداني اقتناع العرب أنفسهم بزيارة مصر وفقا لهذا النظام الجديد حتى وإن كان ذلك مفروض علينا من النخبة الحاكمة المنتمية للتيار الإسلامي وأضاف الكرداني أن السياحة عندما وصلت إلى ذروتها في عهد ممدوح البلتاجي وزير السياحة السابق كانت تمثل فقط 18%من إجمالي 12 مليون سائحا في حين أن العرب يدخلون مصر بحثا عن الحرية التي يفتقدها في بلاده حيث تعد مصر رمز للانفتاح والمدنية والحرية والمبادىء التي تلاشت في بعض الدول العربية ولا تزال السياحه الحلال مسار للجدل بين السائحين فمنهم من يؤكد استحالة التعامل معها والجواب مع خطة الدولة في أخوانة السياحة ومنهم من أبدى استعداده للعمل وفقا للنظام الجديد املا في كسب رضاء النخبة الحاكمة غير انهم يستبعدون نجاح اسلوب السياحة الاسلامية في مصر، يأتي ذلك فيما يتجاهل الوزير عدة حقائق مؤكدة يصعب معها تنفيذ مشروع السياحة الاسلامية منها أن اغلب مستثمري القطاع السياحي في مصر من الاقباط الرافضين للسياحة الإسلامية ،علاوة على ثقافه وتقاليد الشارع المصري التى ترفض إجبار الضيف على سلوكيات محددة لا تمنحه الحرية فى إجازة لأيام يقضيها داخل مصر.