خبير: 4 بنود أساسية لم يتم الاتفاق عليها.. وفى انتظار اجتماع نهاية يناير طريق مسدود أو بارقة أمل، هكذا يمكن وصف ما يجرى فى مفاوضات سد النهضة الإثيوبى، التى وصلت إلى مرحلة العقدة فى ذروتها، لكن الاجتماع الأخير فى واشنطن بين الرئيس الأمريكى ترامب مع وزراء الخارجية والمياه فى مصر وإثيوبيا والسودان خرج ببارقة أمل جديدة. وعلى مدار 3 أيام عقدت سلسلة اجتماعات فى واشنطن لوزراء الخارجية والموارد المائية لمصر والسودان وإثيوبيا برئاسة وزير الخزانة الأمريكية ستيفن منوشن وبحضور رئيس البنك الدولى، حيث صدر عن الاجتماع بيان ختامى يتضمن اتفاق الدول الثلاث على عقد اجتماع وزارى فى واشنطن خلال الفترة 28- 29 يناير 2020 للتوصل لاتفاق شامل حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة. ويسبق الاجتماع الوزارى إجراء مشاورات بين الخبراء الفنيين والقانونيين بالدول الثلاث بمشاركة ممثلى الولاياتالمتحدة والبنك الدولى للتحضير للاجتماع الوزارى المقبل المقرر عقده فى واشنطن، حسبما ذكر بيان وزارة الخارجية. وأعلن أحمد حافظ المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية أن البيان الختامى الصادر عن اجتماع واشنطن تضمن العناصر والمحددات الرئيسية للاتفاق النهائى حول سد النهضة، والتى تشمل القواعد المنظمة لملء وتشغيل السد، وكذلك الإجراءات الواجب اتباعها للتعامل مع حالات الجفاف والجفاف الممتد، بما يؤمن عدم الإضرار بالمصالح المائية المصرية، كما اتفق الوزراء على أن يتضمن الاتفاق النهائى آلية للتنسيق بين الدول الثلاث لمتابعة تنفيذ الاتفاق، بالإضافة إلى آلية لفض المنازعات. وقال الدكتور الدكتور عباس شراقى أستاذ الجيولوجيا والمياه كلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة، إن النقاط الست لم تقدم جديداً فى حسم النقاط الخلافية بل يعتبر تأجيلًا لاجتماع آخر فى نهاية الشهر الجارى بطريقة دبلوماسية، تم فيها التعبير عن وجود رغبة فى الاتفاق والتعاون من أجل مصلحة الشعوب الثلاثة، على أمل أن يتم الوصول إلى اتفاق يرضى جميع الأطراف يعرض فى اللقاء القادم للاتفاق النهائى. وأوضح أن هناك 4 نقاط لم يتم الاتفاق عليها فى اجتماع واشنطن، وهى كيفية الملء الأول والمتكرر وأنها سوف تكون حسب مبادئ عامة غير محددة قابلة للخلاف فى المستقبل، وكذلك لم تحدد طريقة لتشغيل سد النهضة بما تضمن التدفق الطبيعى للنيل الأزرق بعد الملء الأول، وإنما تضمن فقط توليد الكهرباء من سد النهضة طبقا للمستهدف الإثيوبى، وتجاهل مستوى خزان السد العالى والسدود السودانية، مع الأخذ فى الاعتبار التخفيف من أثر الجفاف أو الجفاف الممتد على مصر والسودان، ولم تحدد ماهية التدابير المناسبة لتخفيف أثر الجفاف أثناء الملء أو التشغيل لسد النهضة من كمية معينة من تصريف النيل الأزرق كحد أدنى أو تحديد نسبة مئوية أو غيره، ولم تحدد طريقة تسوية النزاعات بعد. وشملت بنود الاتفاق بين الدول الثلاث، أنه سيتم تنفيذ عملية الملء على مراحل وسيتم تنفيذها بطريقة تكيفية وتعاونية تأخذ فى الاعتبار الظروف الهيدرولوجية للنيل الأزرق والتأثير المحتمل للملء على خزانات دول المصب، وسيتم الملء خلال موسم الأمطار، عامة من يوليو إلى أغسطس، وسوف يمتد إلى سبتمبر وفقًا لظروف معينة». وأوضح الاتفاق المبدئى أن مرحلة الملء الأولى للسد حتى منسوب 595 مترًا فوق سطح البحر لضمان التوليد السريع للكهرباء، مع توفير تدابير تخفيف مناسبة لمصر والسودان فى حالة الجفاف الشديد خلال هذه المرحلة، وسيتم تنفيذ المراحل اللاحقة للملء وفقًا لآلية يتم الاتفاق عليها والتى تحدد تدفق المياه بناءً على الظروف الهيدرولوجية للنيل الأزرق ومستوى التخزين فى سد النهضة بما يحقق أهداف الملء لإثيوبيا فى توليد الكهرباء مع أخذ تدابير تخفيف مناسبة لمصر والسودان خلال سنوات قلة الأمطار الممتدة والجافة والجفاف الممتد». ونص البند الخامس على أنه خلال التشغيل على المدى البعيد، سيعمل السد وفقًا لآلية تحدد تدفق المياه وفقًا للظروف الهيدرولوجية للنيل الأزرق ومستوى المياه فى سد النهضة الذى يوفر توليد الكهرباء، وأخذ تدابير تخفيف مناسبة لمصر والسودان خلال سنوات قلة الأمطار الممتدة والجافة والجفاف الممتد، بينما أشار البند السادس والأخير على أنه سيتم إنشاء آلية تنسيق فعالة وأحكام لتسوية النزاعات.