عاش وحيدًا يشم رائحة الموت في أركان منزله الخالي من الأحباب، حاول السعي وراء حلمه واستكمال تاريخ والده النجم الكبير أحمد زكي، حاملاً ذكراه وذكرى والدته الفنانة الراحلة هالة فؤاد في قلبه، وبعد الفراق الطويل حان موعد اللقاء، وصعدت روحه إلى السماء، متحررة من قيود الشوق إلى دفء الأسرة، متطهرة من شوائب الحياة الإنسانية على الأرض. "عاش يتيماً ومات وحيداً".. هكذا عبر محبو الفنان هيثم أحمد زكي، عن صدمتهم لوفاته يوم الخميس الماضي، ووصفت كلماتهم عن الحزن الكبير على رحيله المفاجئ، بعد نجاحه في الاقتراب من الجمهور بتقديم أدوار بارزة، في عدد من الأعمال الفنية التي لاقت نجاحًا كبيرًا، كما كان يستعد لدخول عش الزوجية مع خطيبته التي ودعته إلى مثواه الأخير.
تحولت مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة إلى حائط عزاء للفنان الراحل، ونعاه الكثيرون بكلمات مؤثرة، من بينهم نجوم الفن الشباب والكبار، أبرزهم محمد إمام، أحمد صلاح حسني، أحمد السعدني، أحمد السقا، ماجد المصري، خالد النبوي، كندة علوش، صلاح عبدالله، ليلى علوي، إسعاد يونس، المخرج عمرو عرفة، والإعلامي طارق علام، كما حرص آخرون على حضور الجنازة.
وجاءت أكثر التعليقات عن علاقة "هيثم" بوالده الراحل أحمد زكي، وما جمعهما من أشياء مشتركة، أبرزها الملامح المصرية السمراء، التي تمتع بها الثنائي وأثارت إعجاب الجمهور، إضافة إلى اتجاه الابن للمجال الفني مثل والده، وظهور موهبته التي دفعته لبدء المشوار منذ عام 2006 حتى رحيله.
ولد "هيثم" في 4 إبريل عام عام 1984 وكان الابن الوحيد لوالده ووالدته اللذين أنهت الخلافات علاقة زواجهما بعد قصة حب، وكان أحمد زكي الابن الوحيد أيضًا، ومات والده وهو في سن صغيرة وتزوجت والدته فتولى جده تربيته، وهو الأمر الثالث المتشابه بين الابن ووالده.
شارك هيثم أحمد زكي، في عدد قليل من الأعمال الفنية، لكنه استطاع جذب أنظار صناع السينما والدراما في مصر، منذ ظهوره الأول ليستكمل دور أحمد زكي في فيلم "حليم" عام 2006، ثم توالت أدواره التي لاقت ردود فعل متباينة بين الإعجاب والنقد والمقارنة الظالمة مع والده الراحل أحياناً.
وشارك "هيثم" مؤخراً في مسلسل "علامة استفهام" من بطولة الفنان محمد رجب، وتأليف اسلام حافظ وإخراج سميح النقاش، وهو آخر أعماله الفنية قبل وفاته في الساعات الأولى من صباح يوم الخميس، متأثراً بهبوط حاد في الدورة الدموية، عن عمر ناهز 35 عاماً.
وقف "هيثم" أمام كبار النجوم مجسداً أدوار متنوعة في السينما والتليفزيون، فشارك في فيلم "كف القمر" مع النجم خالد صالح، ومسلسل "أستاذ ورئيس قسم" مع الزعيم عادل إمام، وخاض البطولة المنفردة عام 2007 في فيلم بعنوان "البلياتشو" من تأليف وإخراج عماد البهات، لكنه لم يحصل على النجاح المطلوب.
وكشفت تقارير أمنية أن هيثم أحمد زكي، كان يعيش داخل "كومبوند" في الشيخ زايد بمفرده، وبسؤال أفراد الأمن داخل المكان أكدوا أنهم شاهدوه قبل ساعات من وفاته وهو في حالة من التعب والإرهاق، وأضافوا أنه اختفى داخل شقته حتى جاءت قوات الأمن بعد قيام خطيبته بالإبلاغ، وتم كسر باب الشقة لاكتشاف أمر الوفاة.
تم نقل الجثمان إلى المشرحة، التي أثبتت أن الوفاة طبيعية، وتم استخراج تصريح الدفن، والصلاة عليه بمسجد مصطفى محمود بالمهندسين وسط حضور مكثف من نجوم الفن، قبل أن يوراى جثمانه الثرى بمدافن الفيوم.