تجردت طالبة من كل مشاعر الرحمة والإنسانية، بعد أن قامت بخنق شقيقتها الصغرى حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، بسبب تهديدها بإخبار والدهما عن علاقتها العاطفية بأحد الشباب. وأمام النيابة أدلت المتهمة بتفاصيل ارتكابها للواقعة، قائلة: «كنت أتحدث مع أحد زملائى وفوجئت باقتحام شقيقتى الصغيرة للغرفة وصراخها فى وجهى وتهديدها لى بإخبار والدى بأننى أتحدث مع الشباب بالهاتف وأننى على علاقة عاطفية معه». وأضافت: «أغلقت الهاتف سريعًا وأسرعت تجاه شقيقتى، كل ما كان يشغل بالى هو إبعاد تلك التهمة عنى، حاولت إقناع شقيقتى بأن من كنت أتحدث معه بالهاتف هو زميل لى وليس بينى وبينه أى علاقة عاطفية وأنها ما زالت صغيرة ولا تستطيع أن تفهم ذلك، لكن كان هناك إصرار عجيب من شقيقتى على أننى لست صادقة فيما أقوله وأننى على علاقة عاطفية بذلك الشاب، حاولت أن أشرح وأفسر لها إلا أنها كانت ترفض سماع أو تصديق ما أقوله، كان كل ما تردده إننى على علاقة بذلك الشاب وأن هناك شيئًا غامضًا بيننا، كانت شقيقتى مصممة على ذلك، وكانت تريد أن تخبر والدى». وأكملت المتهمة: «كانت فكرة إخبار والدى بشىء كهذا تصيبنى بالرعب كثيرًا، فوالدى رجل عصبى جدًا ومتهور وبمجرد سماعه شيئًا كهذا قد يقتلنى، كنت أحاول إيصال تلك الفكرة إلى شقيقتى، توسلت إليها لكى لا تخبر والدى إلا أنها رفضت، سيطر الرعب والخوف على بشكل لم أتوقعه يومًا، حاولت إخافة شقيقتى، وأمسكتها وضربتها لكى لا تخبر والدى إلا أن تلك المحاولات انتهت بالفشل، فعلى الرغم من كل ما فعلته لإقناعها بالرجوع عن إخبار والدى إلا أنه زادها إصرارًا على إخباره». واختتمت اعترافاتها، قائلة: «نشبت بيننا مشاجرة عنيفة، أمسكت بشقيقتى ودفعتها على السرير وقمت بخنقها تهديدًا لها، إلا أنها كانت تقاوم بشدة، فى تلك اللحظة كنت لا أشعر بنفسى وكأنى فقدت السيطرة تمامًا على أفعالى، لم أترك رقبة شقيقتى رغم صراخها الشديد إلا بعد أن لفظت أنفاسها الأخيرة، فجأة وجدت نفسى أجلس بجانب شقيقتى التى توقفت فجأة عن الصراخ والبكاء بعد أن تسببت فى إنهاء حياتها، جلست لعدة دقائق لا أستطيع استيعاب ما حدث، فسوء تفاهم بسيط تحول إلى جريمة بشعة، وبدأت أبكى على ما فعلته بها، فأنا لم أتوقع ما حدث وإن عاد بى الزمن لتركتها تخبر والدى». اللواء طارق عجيز مدير أمن القليوبية، تلقى إخطارًا من العميد إسماعيل عبدالله مأمور قسم شرطة ثان شبرا الخيمة من مفتش صحة مكتب بهتيم بحضور «م ع ا» 37 عامًا، سائق لمكتب الصحة، وقرر بوفاة ابنته «ش م ع» 14 عامًا، طالبة وفاة طبيعية بشقتها ورغبته باستخراج تصريح دفن لها بالانتقال والمعاينة رفقة والدها، وبتوقيع الكشف الطبى على جثة المتوفاة تبين وجود إصابات ظاهرية بمنطقة الرقبة عبارة عن تجمع دموى ولا يمكن الجزم بسبب الوفاة. وانتقل المقدم محمد الشاذلى رئيس المباحث، وتبين وجود جثة مسجاة على ظهرها بغرفة نوم الأطفال بالشقة ملك والدها ترتدى كامل ملابسها وبها الإصابات المشار إليها. وأوضحت التحريات حدوث خلاف بين المتوفاة وشقيقتها الكبرى «ن م ع» 17 عامًا، طالبة بسبب سماعها للأخيرة أثناء تحدثها هاتفيًا مع أحد الأشخاص الذى تربطها به علاقة عاطفية، ولدى علم الأخيرة بإقدام شقيقتها على إخبار والديها بالأمر حدثت مشادة كلامية بينهما تطورت إلى مشاجرة قامت على إثرها الأخيرة بدفع شقيقتها على سرير غرفة النوم وخنقها بقطعة قماش «بلوزة» حتى فارقت الحياة. بسؤال والد المتوفية قرر بمضمون ما أسفر عنه الفحص، وأضاف بتواجده بعمله أثناء الواقعة، وتمكن ضباط وحدة مباحث القسم من ضبط المتهمة وبمواجهتها أقرت بارتكاب الواقعة على النحو المبين، تم نقل الجثة لمستشفى ناصر العام والتحفظ عليها تحت تصرف النيابة العامة، وكلفت إدارة البحث الجنائى بالتحرى عن الواقعة، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 9819 إدارى قسم ثان شبرا الخيمة لسنة 2019م وجارى العرض على النيابة العامة لمباشرة التحقيق والتى أصدرت قرارها بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.