قال الأنبا يوحنا قلتة نائب بطريرك الكاثوليك، ممثل الكنيسة الكاثوليكية بالجمعية التأسيسية للدستور، إنه ليس ضد الإخوان، ولكنه حذر من تحول الإخوان إلى ديكتاتورية جماعية، خاصة وأن مفاصل الدولة جميعها في يدهم، مع أنه يعتقد أنه حدث انفراج في تفكير الإخوان مؤخراً. وأضاف في برنامج "الحدث المصري" الذي يقدمه محمود الورواري على شاشة "العربية"، أن الدكتور مرسي على درجة عالية من الحكمة، ولكنه في حيرة من أمره، وهو يريد أن يفعل شيئا لمصر، مؤكدا أن النهضة المصرية الإسلامية تتوازى مع النهضة القبطية، ولن تكون هناك نهضة قبطية دون نهضة إسلامية.
وأشار إلى أن هناك ذهنية تعود للعصور الوسطى، يجب أن يتم تغييرها من أجل التقارب بين المسلمين والمسيحيين.
وقال قلتة إن وزارة الداخلية، وعلى رأسها وزير الداخلية أحمد جمال الدين، تقوم بجهد كبير خلال الفترة الأخيرة، مطالبا بإقامة نصب تذكاري لرجل الشرطة في أحد الميادين الرئيسية، لأنه يتم نسيان دورهم وجهدهم وهم يسهرون على راحة الشعب المصري والحفاظ على أمن المسيحيين والمسلمين.
وأضاف أن القلق موجود والتساؤلات كثيرة، خاصة وأن هناك العديد من الأخبار التي يتم تناقلها في الإعلام والتي تدفع إلى مزيد من القلق.
وأكد أن مصر غير قابلة للانقسام جغرافيا أو دينيا أو سياسيا، لأن مصر كانت دائما وأبدا متماسكة ومستقرة، مشيرا إلى أن سيناء تم إهمالها لسنوات طويلة، وكانت الطريق لاحتلال مصر، لأن صحراء سيناء دائما خالية ويسهل العبور من خلالها.
وأشار إلى أن التأسيسية أقامت جسورا بين الأقباط والمسلمين، وهو ما يحسب للتأسيسية، مطالبا باستمرار المادة الثانية في الدستور الذي يتم وضعه حاليا، كما كانت في دستور 71 وعدم تغييرها.
وشدد على أن ما يطلبه المسيحيون من الدستور الجديد هو التأكيد على الدولة المدنية، مشيرا إلى أن هناك العديد من التطمينات في مواد الدستور للأقباط تتيح لهم التعامل مع دياناتهم وتمنحهم الحرية فيها.
وقال إن تركيبة مصر لها طبيعة خاصة، وبها مختلف الديانات منذ عمرو بن العاص، مشيرا إلى أن مصر ليست دولة عادية لا في التاريخ ولا الجغرافيا ولا في الثقافة ، فلم تقم في مصر حرب أهلية طوال تاريخ مصر منذ سبعة آلاف سنة، وهو دليل على أن مصر تعيش فيها الديانات كافة بحرية كاملة. حاجة لفكر معاصر وطالب قلتة بفقه إسلامي جديد ولاهوت جديد يطوي صفحة الحروب أو المصادمات بين المسلمين والمسيحيين، بحيث لا يخاف الأقباط أو الليبراليون من تطبيق الشريعة الإسلامية.
وأكد أن الحاجة الآن للفكر المعاصر في مصر ماسة، لأنه لا يوجد شرق إسلامي وغرب مسيحي، مشيرا إلى أن العالم تغير وأصبحت الكرة الأرضية للجميع.
وأعرب عن تمنيه أن لا يذكر في الدستور دين الدولة، ولكن الأغلبية الإسلامية تصر على أن ينص على أن الإسلام هو دين الدولة، ولا يوجد ما يدعو إلى مواجهة الأغلبية والوقوف ضدها.
وقال إن عدم الأمن في الشارع المصري هو الذي يمكن أن يدفع المسيحيين إلى الخوف، ورغم الجهود الكبيرة لرجال الأمن في استعادة أمن الشارع، إلا أنه لا يزال في القرى والنجوع خلل أمني يكون ضحيته غالبا أقباط.
وأضاف أن القلق لدى المسيحيين يأتي من غياب الأمن، مؤكدا أن الحصول على تشريعات في صالح المسيحيين يكون بالحوار وليس بالتظاهر أو الصدام.
وأشار إلى أن التأسيسية شهدت تقاربا بين المسيحيين والمسلمين، واكتشف الإخوان أن المسيحيين ليسوا أشرارا، وأنهم مواطنون مثل بقية المواطنين، مؤكدا أن سطوة رجال الدين زادت حدتها وأصبحت فتواهم نافذة بدون تفكير من الشعب