روي عددا من اللاجئين السوريين ل عن معاناة حياتهم في مصر، منذ تركهم وطنهم سوريا، الذي أصبح بمثابة مقبرة للشعب السوري، فقد تركوه على أمل أن ينعموا بحياة أفضل بعيدا عن مشاهد القتل والدماء التي حفرت في أذهانهم، إلا أنهم صدموا بواقع الحياة في مصر وأصبح العديد منهم يصف نفسه ب" العايش الميت". معاذ السوري، شاب عشريني، أصيب خلال مشاركته في التظاهرات بداية الثورة بشظية في المخ، وبالرغم من فقر أسرته الشديد إلا أنهم أتوا به إلى مصر في محاولة لإنقاذه من الموت، ولكنهم صدموا بواقع مرير فلا مال لديهم للإنفاق على علاجه ولا مال لاستئجار مسكن واستمرار العيش، وبالرغم من تبرعات بعض رجال الأعمال السوريين التي ساهمت في التكفل بعلاج معاذ إلا أن المعاناة بالنسبة لأسرته لم تنتهي. ونزح إلى مصر منذ اندلاع الثورة السورية في 14 مارس العام قبل الماضي، ما يزيد عن 20 ألف لاجئ سوري، في أعقاب المجازر التي ترتكب من قبل نظام الأسد، وتسمح الحكومة المصرية للسوريين بالبقاء في مصر لمده 3 أشهر دون السؤال عن الإقامة، وعقب انتهاء الثلاثة أشهر يعيش السوري في مصر "كخفافيش الليل" يخاف أن يتعرض لمسائلة قانونية تزج به في زنزانة أخري، أو حتى إذا ما تمت سرقته لا يستطع أن يتوجه لأقسام الشرطة للإبلاغ عن حادثة السرقة، ويقول ياسر السوري، الذي تم سرقه أغراضه بميدان التحرير قبل تطهيره من قبل الحكومة المصرية، "أحاول أن لا أصطدم بأي شخص، وابتعد دوما عن المشاكل، وضعي القانوني لا يتيح لي الحق في المطالبة بحقي، حتى أنني أخاف أن أتجول بمفردي". أما أبو الفوز، رجل ثلاثيني، فلم تختلف معاناته كثيرا، حيث روي معاناته ل قائلا: "نعاني من غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار وخاصة العقارات، السماسرة يستغلونا بدلا من أن يقفوا بجانبنا"، مشيرا إلى أنه يعيش بما بقي لديه من المال الذي جلبه من سوريا، وأنه يعيش في مصر بلا عمل كحال العديد من السوريين. ويسكن أبو الفوز وأطفاله الثلاث، ويعاني أصغر أطفاله من مرض مزمن، وللإنفاق على علاجه باعت زوجته أساس البيت، كما أنه يشتكي دوما من ازدحام الطرقات والمواصلات في مصر بعكس العاصمة السورية دمشق الهادئة بحد وصفه. ويقول طارق الشرابي عن معاناة السوريين، نعاني من التشرد ونقص المال والكساء والدواء، العديد من الشباب يعانون من حالات نفسيه نتيجة طريقة العيش القاسية، كما يوجد عندنا جرحى ومصابين يأتون من سوريا لا نستطيع علاجهم نتيجة نقص الأموال والإصابات يلزمها كثير من المتابعة والرعاية. وأضاف الشرابي، نرجو من العالم اجمع توفير السكن للمشردين السوريين وتخصيص فرص عمل للشباب وتوفير الدواء والمساعدات العينية للشيوخ والعجز والنساء، نطالب الحكومة المصرية تشكيل لجان سريعة من اجل هؤلاء الأسر ونحمل العالم العربي والغربي تلك المأساة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب السوري. أما حسن السوري، فيعتبر مشكلة التعليم علي قائمة أولوياته، وبالرغم من كونه غير متزوج، إلا أنه يري أن عدم استمرار تعليم أبناء وطنه مشكله كبري، وأرجع السوري، سبب هذه المشكلة في الروتين الذي يتطلب أكبر قدر من الوثائق والموافقات من المدارس والمؤسسات الحكومية، وكذلك السفارة السورية التي تزدحم باللاجئين، مع تخفيض التمثيل الدبلوماسي الذي زاد الروتين بيروقراطية، والجامعات التي لم تتلقى حتى الآن قرارا يقضي بمساواة الطلبة السوريين بالطلبة المصريين.