العاملون بمسجد الحسين: المشاجرات والنوم أمام المصلين أكثر ما نعانيه من المعتكفين يحتفل العالم الإسلامى بالعشرة الأواخر من شهر رمضان، و التى يعتكف خلالها الصائمون فى المساجد فى عبادة وذكر وتسبيح وصلاة، ومن جانبها استعدت وزارة الأوقاف بمساجدها الكبرى لاستقبال المعتكفين والمُصلين وأخذ الحيطة حول تسلل أى فرد متطرف، واستعد الأئمة والعاملون بالمساجد بتخصيص أماكن العبادة والاعتكاف بالمساجد، وتجولت «الصباح» فى أماكن الاعتكاف بمساجد القاهرة الكبرى لمعاينة الأماكن والضوابط المتبعة والتعرف على أبرز السلوكيات الخاطئة والمواقف التى تحدث خلال الاعتكاف. الشيخ محمد مجدى غنيم، خطيب وإمام بوزارة الأوقاف، أكد دور الأئمة فى تخصيص وتهيئة أماكن للمعتكفين مع إعداد برنامج توعوى ودعوى يقوم به الإمام بالمسجد خلال أيام الاعتكاف، لافتًا إلى أن وزارة الأوقاف حددت واتخذت شروطًا وإجراءات حيال أماكن الاعتكاف بالمساجد ومنع أى تيار متشدد أو شخص متسلل متطرف. وأضاف أن من شروط مكان الاعتكاف بالمسجد أن يكون مناسبًا من الناحية الصحية وخدمة المعتكفين ومساحته مناسبة لعدد المعتكفين ويتم ذلك عن طريق تسجيل عدد راغبى الاعتكاف قبل بدايته بأسبوع لمعرفة مناسبة العدد وفق مساحة المسجد، مشيرًا إلى أن عدد المعتكفين يكونوا من أبناء المنطقة المحيطة بالمسجد فهنا يمكن للإمام بسهولة التعرف على أبناء منطقته فلا يمكن دخول أى متطرف للمسجد. وعن أبرز المواقف الغريبة التى تحدث فى الاعتكاف، قال «غنيم»: «البعض لا يعى أحكام الاعتكاف قبل البدء فيه، مما يجعله يقع فى العديد من الأخطاء، كالإفراط فى الطعام، وتعطيل مصالح العباد، كما أن الاعتكاف ليس مقترنًا بمدة، حيث اتفق بعض العلماء أن مدة الاعتكاف تحددها طبيعة ظروف المعتكف، فقد تكون ساعة أو يومًا أو ثلاثة أيام، وقد تكون مجرد دخول المسلم إلى المسجد لأداء صلاة العشاء أو الفجر، شريطة أن تكون فى جماعة، أو الدخول فى المسجد لأداء أى صلاة، فضلاً عن الاعتكاف فى مساجد مؤهلة لذلك». وتابع: «من أكثر السلبيات المنتشرة فى الاعتكاف تحويل البعض للمساجد إلى مطاعم وغرف نوم، كذلك الانشغال بالهاتف حيث يستغرق المعتكف وقتًا فى محادثاته وممازحاته لإخوانه كأنه غير معتكف، ومن الأخطاء أيضًا بعض الناس يجعل الاعتكاف فرصة للقاء الأصدقاء؛ فتلاحظ مؤخرًا حرص الأصدقاء على الاعتكاف فى مسجد واحد، أو فى مكان معين من المسجد لكى يقضوا الوقت معًا، أى أنه «شلة» واحدة تجتمع بالمسجد تحت راية الاعتكاف، فيما الأصل فى الاعتكاف الانقطاع عن الناس والتفرغ للعبادة». أما سيد عبدالمقصود، أحد العاملين بمسجد الإمام الحسين، فقال إن من أبرز الأمور الخاطئة التى تواجه العاملين بالمسجد، هى وجود الناس نائمة فى أماكن المُصلين مما يمنعهم عن أداء الفريضة، كذلك وقوع المشاجرات بين المعتكفين من وقت لآخر دون مراعاة للمكان. وعن الاستعداد للاعتكاف يقول الشيخ محمد الحسينى منصور إمام بالأوقاف وخطيب مسجد النور المحمدى، إنه بعد الإعلان عن مواعيد الاعتكاف فى المسجد يقوم بأخذ صور البطاقات القومية من الأشخاص الذين يرغبون فى الاعتكاف، ويسلمها للوزارة للتحرى عنها كإجراء أمنى، وبعد ذلك يقوم بتجهيز خيمة لكل معتكف مساحة متر فى مترين من المسجد، ثم نضع ستارة كبيرة على كل الخيم الموجودة بالمسجد، كما أننا نحرص على توفير الطعام للمعتكفين من خلال جمع رسوم بسيطة من المعتكف الراغب فى ذلك. وحول أحكام الاعتكاف، قال الشيخ سيد زايد، أحد علماء الأزهر الشريف: إن الاعتكاف نوعين، منه الدائم المتصل ويبدأ من العشر الأواخر من شهر رمضان حتى ليلة العيد، وعند بعض العلماء حتى فجر العيد، فإذا دخل المُعتكف المسجد لا يخرج منه إلا مع شوال أو بعد فجر ليلة العيد حيث يغتسل ويتطيب ثم يرجع لصلاة العيد، وهناك الاعتكاف الجزئى والمُتقطع، وهو لغير المُستطيع المُكوث فى المسجد، مثل الموظف أو التاجر أو طالب العلم، ومثل هؤلاء متاح لهم الخروج لقضاء حوائج نفسه وحوائج الآخرين والعودة مرة أخرى، وقد أجمع العلماء بأن قضاء حوائج الناس أفضل من الاعتكاف. وأوضح أن الاعتكاف سُنة مؤكدة عن النبى (صلى الله عليه وسلم) ومن فعل هذا أثاب، حيث قال النبى: «من أحيا سُنة من سُننى عند مماتها أحيا الله قلبه يوم تموت القلوب»، ولاشك أن الاعتكاف فى عمومه سُنة مؤكدة حيث ترك الملذات والشهوات، ويترك العبد الدنيا ويتعلم الزهد والورع ويتقرب إلى الله، فالهدف من الاعتكاف حسن الخُلق. وعن اعتكاف المرأة، قال «زايد» إنه يجوز لها الاعتكاف إذا كانت مع زوجها أو أولادها وفى مكان آمن ومع صحبة النساء، لأن زوجات النبى اعتكفن معه فى العشر الأواخر وضرب لهم الخيام بالروضة الشريفة بالمسجد النبوى، وحاليًا مُستحب للمرأة أن تعتكف فهناك بالمساجد الكبرى بوزارة الأوقاف ساحات للمرأة لصلاة العيد وأماكن ومصلى للنساء آمن وبه دورات مياه، ولكن النساء تعتكف بشروط بألا تكون مُقصرة فى حقوق بيتها، فالصلاة ذاتها فى جوف بيتها أفضل من الصلاة فى مسجد الرسول (عليه الصلاة والسلام)، فإذا قامت بالصلاة بجوار سرير غرفة نومها أفضل من الصلاة فى مسجد الرسول، لأن البعض منهن تنسى فقه الأولويات فتقوم بترك واجباتها ونظافة منزلها لأجل الصلاة بالمنزل، فهنا لا يجوز بل عليها الصلاة بمنزلها، أيضاً هناك نساء تهمل زوجها وبيتها لأجل الاعتكاف وزوجها غير معتكف ولم يأمرها بالاعتكاف هنا إذا اعتكفت فهى آثمة مذنبة عاصية. وحول مبطلات الاعتكاف قال: «هناك بعض الرجال يستخدمون سُنة الاعتكاف بغرض الهروب من زوجته وبيته، وهذا لا يجوز، والاعتكاف لا يجوز للموظف الذى يتم التوقيع له فى العمل وهو معتكف بالمسجد ويقبض راتبه، فكيف يقابل الله عز وجل بالمال الحرام، ولكن الاعتكاف بالبعد عن كل حرام، أيضًا الغيبة والنميمة والتسالى وكثرة الكلام بالمسجد كل هذه الأمور خاطئة، والرياء مثل الناس التى تتباهى أمام الناس بأنها معتكفة بالمسجد 10 أيام، فلا يجوز نهائيًا فوضى الاعتكاف وتعطيل مصالح الناس، فكل ذلك من مُبطلات الاعتكاف وليته ما اعتكف لأنه أساء الآعتكاف وللإسلام وللمسلمين، فالدين المعاملة».