أعلن الحوثيون استعدادهم للانسحاب من ميناء رئيسي بمحافظة الحديدة، في خطوة مهمة لتنفيذ بنود اتفاقية وقف إطلاق النار التي وقعت في شهر ديسمبر، كانون الأول الماضي. ووفقاً ل"bbc"عربى، فقد اتفق الحوثيون والقوات الحكومية التابعة للرئيس عبد ربه منصور هادي على الانسحاب من ميناء الحديدة للسماح للمساعدات الإنسانية بدخول البلاد. ولم تؤكد الأممالمتحدة بدء عملية الانسحاب، التي وصفها المبعوث الأممي مارتن غريفيث بأنها "الخطوة الأولى"، وقال غريفيث لبي بي سي: "أنا متفائل، لكن الأمر هش، لدينا ما نفعله لنتأكد بأن الحكومة اليمنية راضية". ووصفت حكومة هادي إعلان الحوثيين بأنه "مسرحية". واتهم محافظ الحديدة الحسن طاهر الحوثيين "بالتحايل" وتسليم الموانئ فيما بينهم. وقتل ما لا يقل عن 6800 مدني في الحرب المستمرة منذ 4 سنوات في اليمن، وجرح حوالي 10700 شخص ، وفقا لبيانات الأممالمتحدة. وتوفي الآلاف بسبب سوء التغذية والأمراض والأوضاع الصحية السيئة.
ويشكل ميناء الحديدة شريان الحياة الرئيسي لثلثي سكان اليمن، وكان لإغلاقه أثر كارثي على الشعب اليمني الذي وصل إلى مشارف المجاعة. وقد اتفق الطرفان المتحاربان بموجب هدنة برعاية الأممالمتحدة على الانسحاب من مدينة وميناء الحديدة والصليف ورأس عيسى. ويشكل عرض الحوثيين الانسحاب من ميناء الحديدة الخطوة المهمة الأولى لتنفيذ وقف إطلاق النار. وكانت الأممالمتحدة قد ناشدت الطرفين مرارا السماح فتح مخازن الميناء التي تحوي كميات كبيرة من الحبوب تكفي لإطعام 3.5 مليون شخص لمدة شهر. ولم يتمكن عمال الإغاثة من الوصول للمخازن على مدة خمسة شهور، وحذرت الأممالمتحدة من إمكانية تلف مخزون الحبوب .
وتعود أسباب النزاع إلى فشل عملية الانتقال السياسي للسلطة بعد أن أجبرت الانتفاضة الرئيس السابق علي عبد الله صالح على تسليم السلطة لنائبه عبد ربه منصور هادي عام 2011. واستغل الحوثيون الذين حاربوا ضد صالح في العقد الماضي الأوضاع السياسية للسيطرة على منطقة صعدة والمناطق المحيطة بها. واستولى الحوثيون على العاصمة صنعاء في نهاية عام 2014، وأجبروا هادي على الفرار خارج البلاد. وأدى استيلاء الحوثيين على أجزاء من اليمن إلى تدخل السعودية مع دول عربية أخرى في محاولة لإعادة الحكومة إلى السلطة. وقد بدأت محادثات بين الأطراف، وفشلت عدة مرات بسبب خلافات على مَن يسيطر على المناطق التي يجري الانسحاب منها.