" ولدي الصغير عندما تكبر وتصبح شابا وتحقق أمنية عمري ستعرف لماذا أموت ليس عندي ما أقوله لك أكثر من إنني بريء وأموت من أجل قضية شريفة ولهذا لا أخاف الموت وعندما تكبر ستفخر بابيك وتحكى قصته لأصدقائك".. رساله أحد العمال المحكوم عليهم بالإعدام بسبب إضرابا طالبوا فيه تحديد ساعات العمل. تحت شعار "ثماني ساعات عمل، ثماني ساعات نوم، ثماني ساعات فراغ للراحة والاستمتاع"، بدأت قصة "عيد العمال" بدأت المظاهرات في أستراليا عام 1856 عندما نظم عدد من العمال إضرابا، ثم الولاياتالمتحدةالأمريكية في 1 مايو عام 1886، ووصل عددهم ما بين 350 و440 عامل.
لم يقبل السلطات الإضراب عام 1886، وقاموا بفتح النيران على العمال المتظاهرين، بعدما تسببت المظاهرات في شل حركة الاقتصاد وتأثر الشركات، قتل العشرات من العمال، وزادت الأزمة عندما فجر شخصا مجهول قنبلة في موقع كان يتواجد فيه عدد من رجال الشرطة الامر الذي اشعل النيران على العمال المسئولين عن الاضراب. اعتقلت الشرطة عدد من المسئولين عن حركة العمال بهدف إعدامهم على خلفية مقتل رجال شرطة، خطاب الآب الذي وجه رسالة لابنه ليعرف سبب إعدامه كانت شعله دليل أمام العالم عن المعانة التي يواجهها العمال.
وبعد أيام اكتشفت السلطات أن الشخص الذي ألقى بالقنبلة التي تسببت في مقتل عدد من رجال الشرطة هو أحد عناصرها، ولكن الأزمة ما زالت مشتعلة واستمرت حتي عام 1894 وكان إضراب بولمان الذي قتل خلاله عدد من العمال، إلى أن وصل عدد الإضرابات ل خمسة ألاف إضراب.
وبعد وفاة عمال على أيدي الجيش الأميركي في إضراب بولمان عام 1894، وأصبحت ذكري "هايماركت " في 4 مايو/أيار 1886 حيث قتل أكثر من 12 شخصا حينها، وبدأت مساعي الرئيس الأمريكي غروفر كليفلاند لعقد مصالحة مع العمال، تم على إثرها بستة أيام تشريع "عيد العمال" وإعلانه إجازة رسمية، بقي غروفر قلقا من تقارب اليوم الدولي للعمال مع ذكرى هايماركت .
عرف العالم تفاصيل قضية هايماركت، وأحيا المؤتمر الأول للأممية الاشتراكية ذكراها في العاصمة الفرنسية باريس عام 1889، وتمت الدعوة لمظاهرات دولية لإحياء ذكرى هايماركت عام 1890، وفي العام الموالي اعترفت الأممية الاشتراكية في مؤتمرها الثاني بعيد العمال حدثا سنويا. وفي عام 1904 دعا اجتماع مؤتمر الاشتراكية الدولية في أمستردام جميع المنظمات والنقابات العمالية وخاصة الاشتراكية منها في جميع أنحاء العالم إلى عدم العمل في الأول من مايو/أيار من كل عام، وتم السعي لجعله يوم إجازة رسمية في عشرات الدول، وفي عام 1955 باركت الكنيسة الكاثوليكية الأول من مايو عيدا للعمال، واعتبرت القديس يوسف بارا أو يوسف النجار شفيعا للعمال والحرفيين، فيما سارت الولاياتالمتحدة على تقليدها القديم، واعتبرت أول يوم اثنين من شهر سبتمبر من كل عام عيدا للعمل، وكذلك الأمر في كندا.
فأصبح عيد العمال عيداً عالميا ووفقاً للتقاليد، يتم الاحتفال بعيد العمال من قبل معظم الأميركيين، كرمز لبداية فصل الصيف. وتعد العطلة غالباً كيوم للراحة والمسيرات أو المواكب والخطب أو المظاهرات السياسية هي أكثر خضوعاً للقيود عن الاحتفالات بالأول من مايو كعيد للعمال في معظم البلدان، وعلى الرغم من أن الأحداث يتم تنظيمها من قبل منظمات العمال، إلا أن في كثير من الأحيان يتم عرض مواضيع سياسية من قبل المرشحين للمناصب، وبخاصة في السنوات الانتخابية.
وتختلف أشكال الاحتفال البعض يحتفل في نزهات، وحفلات الشواء، وعروض الألعاب النارية، والرياضات المائية، والفعاليات الفنية العامة والأسر التي لديها أطفال في سن المدرسة، تعتبر تلك العطلة بمثابة الفرصة الأخيرة للسفر قبل أنتهاء العطلة الصيفية، وبالمثل، فإن بعض المراهقين، والبالغين من الشباب يرون أنه تلك هي العطلة الاسبوعية الأخيرة قبل العودة إلى المدرسة.
وتكريما للعمال أقامت بعض البلاد نصب تذكاري "لعمال النظافة"، مثل العراق، وتونس والصين واليابان وإسبانيا، وغيرها للبلاد، على أساس أنهم أكثر العمال مظلمون في الاجور واجتماعيا ووظيفيا، رغم أهمية هذه الوظيفة، لذلك سعت العديد من المدن العالمية إلى تكريمهم بإقامة النصب .