فتح الرئيس محمد مرسي، في الحوار الذي أذاعه التلفزيون المصري مساء أمس السبت، ملف العلاقات الخارجية لمصر، حيث أكد أنها تقوم على التوازن وتحقيق المصلحة والاحترام المتبادل، مشيرًا إلى أنه يستهدف في المرحلة الحالية الانفتاح على العالم كله، مشددًا في الوقت نفسه على أن مصر قادرة على إدارة شؤونها واتخاذ قراراتها دون تدخل من أحد. مرسي أوضح أنه بدأ بمد جسور التعاون مع دول أفريقيا، لا سيما دول حوض النيل؛ للعمق الحضاري والتاريخي المشترك معها، حيث كشف أنه التقى حوالي 13 رئيسًا إفريقيًا وبحث معهم ملف مياه النيل، كما أرسل رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل إلى السودان لتوقيع اتفاقيات تجارية زراعية وصناعية، معلنًا أنه سيزور دولاً إفريقية أخرى أولها أوغندا؛ للمشاركة في احتفالها بالعيد القومي.
وعن العلاقات العربية، قال إنه زار المملكة العربية السعودية في شهر رمضان الماضي والتقى عددًا من المسؤولين الخليجيين والعرب، منوهًا بأن وجود مصر وسط منظومة المصالح مع الدول العربية أمر طبيعي تاريخيًا ومستقبليًا.
وأضاف أنه حرص على زيارة الصين وبعض دول أوروبا لفتح سبل للتعاون الاقتصادي، معلنًا أنه سيزور الأممالمتحدة قريبًا من أجل تطوير منظومة الإنتاج والاستثمار والعمل في مصر.
وعن علاقة مصر بإيران في ضوء التوترات بين النظام في طهران ومعظم دول العالم، قال الرئيس "ذهبت إلى إيران لحضور مؤتمر دول عدم الانحياز وأنا أدرك تمامًا أن المنطقة العربية والإسلامية والشرق الأوسط بها مشاكل كثيرة وعلى رأسها مشكلة سوريا، وأردت بهذه الزيارة التكريس لمفهوم المساهمة الإيجابية في حل مشكلات المنطقة، ودعوت السعودية باعتبارها رائدة بمنطقة الجزيرة العربية والخليج العربي أن تكون نواة لتحقيق هذا المفهوم".
وفي ما يخص الملف السوري، أكد الرئيس مرسي أن سعي مصر وحركتنا الفعالة لوقف نزيف الدم مستمر، مشددًا على أنه لا بد من أن يدرك النظام السوري أن استمرار إراقة الدماء يخالف كل القوانين والأعراف والثقافة والتاريخ والإنسانية.
وفي سياق موازٍ، ذكّر الرئيس بأن القضية الفلسطينية كانت دائما ومازالت وستبقى في قلب وعقل كل مصري، مشيرًا إلى أنه لا يمكن أن يتحقق سلام في منطقة الشرق الأوسط بغير إعطاء الفلسطينيين حقوقهم الكاملة، وأن هذا ما نصت عليه اتفاقية السلام.
وعن المصالحة الفلسطينية ، قال مرسي "أخبرت الإخوة الفلسطينيين على اختلاف الفصائل ان اتفاقهم يساعد مصر في أن تقوم بواجبها أكثر نحو تحقيق مصلحة الشعب الفلسطيني كله"، مضيفًا "سنواصل إمداد إخواتنا في فلسطين باحتياجاتهم الغذائية والدواء، علاوة على تسهيل الحركة التعليمية للطلاب، وتسهيل الذهاب والعودة للأقارب، فمصر دائما تفتح أحضانها لأشقائها العرب المسلمين".