"الانتماء للجماعة والحزب وليس الانتماء للوطن، والولاء والتضحية من أجل الجماعة مهما كلفه الأمر". هذه العبارة جزء من أحد فقرات الدرس الأول لمادة "التربية الوطنية" للصف الاول الثانوى، فعلى الرغم من أن عنوان الدرس كما هو مفترض يتحدث عن تنمية الإنتماء والولاء للوطن لدى الطالب، نجد أنه فى ظل حكم رئيس ينتمى إلى جماعة "الإخوان"، يؤكد على فكرة انتماء الشخص لجماعته أو حزبه قبل انتمائه لوطنه وبلده. وفي الفقرة التالية للدرس جاء أن "الشعور بالانتماء إلى أعضاء الجماعة، ينتج عن اندماج الإنسان مع الجماعة التى ينتمى إليها، لأنها ترضى دوافعه، مما يزيد من رغبته فى الانحياز والأمن". الدكتور يسرى الجمل، وزير التربية والتعليم الأسبق، قال ل إن إحتواء المواد التعليمية على أفكار كهذه يعد ترسيخا لفكر التشدد القبلى، مؤكداً أن التيار الإسلامى يسعى فى الوقت الحالى لنشر هذه الأفكار، حتى يضمن ولاء الجيل القادم لفصيل بعينه أو تيار واحد، ونبذ باقى الفصائل الأخرى، موضحاً أن مثل هذه الأفكار هى المبادئ الأولى التى تقوم عليها "الإخوان". ومن جانبه، وصف الدكتور كمال غيث، الباحث التربوى ومدير مؤسسة طه حسين للتربية المدنية، ل هذا الدرس بأنه "دعوة علنية للإنشقاق الوطنى، وتمزيق نسيج الوطن الواحد إلى جماعات متناثرة". وأوضح غيث أن الأصل فى تنمية الانتماء لدى النشء هو ترسيخ مبادئ الانتماء للوطن فى المقام الأول، ثم يأتى الانتماء إلى القبيلة أو الديانة أو الأسرة بشكل ثانوى، قائلاً "إن الفرد لابد وأن ينشئ على أن التعريف بالذات يكون بجملة " أنا مصرى"، ثم يأتى التوصيف الدينى والأسرى والسياسي فيما بعد. أما أحمد الحلوانى، نقيب المعلمين،- فقال إن الدرس بدأ بشرح ضرورة انتماء الفرد لجماعته، والتى ليست بالضرورة أن تكون جماعة عرقية أو دينية أو سياسة، مؤكداً أن المقصود بها جماعة الأسرة التى يولد الطالب بانتمائه إليها، حتى يفهم ضرورة انتمائه إلى الوطن الأم.