قبل السباق الدرامى بأشهر قليلة، يتنافس صُناع الأعمال الدرامية المختلفة على الساحة الفنية بالإعلان عن مسلسلاتهم التى سيتم عرضها فى الموسم الرمضانى، حيث أصبحت هناك مجموعة من النجوم يعتلون الشاشة الفضية فى شهر رمضان المبارك ويتلهف المشاهدون على متابعة أعمالهم خصيصًا فى هذا الشهر. ورغم ما تعرضت له دراما رمضان هذا العام من تقلص عدد المسلسلات وتحجيمها وتحديد عدد معين من الأعمال الدرامية التى سوف تُعرض مع خروج عدد كبير من النجوم من السباق الدرامى الرمضانى هذا العام، إلا أن شهدت الأيام القليلة الماضية خروج حملات دعائية لبعض المسلسلات الدرامية لثلاثة من ألمع النجوم. وشهدت الإعلانات سيطرة الرياضة على الساحة الدرامية، فى وقت لم يهتم به الكثيرون بهذه المهن، وظهر النجم ياسر جلال فى البوستر الدعائى لمسلسله الجديد (لمس أكتاف) يرتدى فانلة المصارع وتلى ذلك فيديو دعائى يُبرهن هذا لوجود ياسر داخل حلبة المصارعة، وهو ما أثار الكثير من التساؤلات، وفى السنوات الماضية طرح النجم العالمى سلمان خان، فيلم «سلطان» والذى جسد فيه شخصية المصارع، وهو نفس الهيئة والشكل التى ظهر فيها ياسر، وهو ما جعل المتابعين يعتقدون ذلك..«الصباح» تواصلت مع مؤلف العمل، لكنه رفض التعليق حول حقيقة اقتباس العمل من عدمه أو الفكرة بشكل عام، خاصة أن البطل الملاكم لم يعتد الاهتمام بها فى العموم. فى السياق ذاته ظهر النجم محمد إمام خلال بوستر مسلسله الرمضانى القادم (هوجان) عارى ويرتدى قفازات الملاكمة والمصارعة بيديه، ودخل أيضًا فى الصراع النجم مصطفى شعبان خلال البرومو الأول الدعائى لمسلسل (أبو جبل) حيث يرتدى قفازات ويتدرب للملاكمة. أثار التشابه بين النجوم الثلاثة على اختيار قصص متشابهة فى الشكل العام للمسلسلات التى تدور حول البطل المُصارع أو الملاكم حيث يرفعون شعار هذا العام رمضان 2019 للرياضة أو البطل الرياضى سواء كان مصارعًا أو ملاكمًا، ويثير هنا تساؤلًا حول سبب وقوع أبرز النجوم هذا العام بمسلسلات رمضان فى تكرار نفس الشكل وربما القصة وأيضًا عن التوجه للبطل الرياضى فى جو ملىء بالغموض والإثارة. تقول الناقدة الفنية ماجدة موريس: لا نستطيع الجزم بوجود تشابه بين الأعمال الدرامية إلا عند رؤية المسلسل فى شهر رمضان المقبل، مؤكدة أنه من الطبيعى وجود اختلاف فى الشخصية، لوجود اختلاف وفروق بين المصارعة والملاكمة أنواع كثيرة فى الشكل والمضمون. ولفتت موريس إلى أنه إذا هناك توجه معين بين الأبطال فى موسم رمضان هذا العام بممارسة الرياضة وشكل البطل الرياضى يكون هذا جيد جدًا، مضيفة: بشرط ألا يكون هذا الشكل وراءه شىء أو هدف آخر، وهنا يدور التساؤل حول العمل نفسه وهدفه الذى يريد توصيله للجمهور. وتابعت الناقدة ماجدة موريس: التوجه إلى الشخصيات الرياضية الدرامية فى رمضان المقبل جيد، ولكن كيفية وطريقة الصياغة ورسم الشخصيات وتوجهها الحقيقى داخل العمل هو القضية الأهم بالنسبة للمشاهدين، والحبكة الدرامية للشخصيات هى الأهم أيضًا، مشيرة إلى أن فكرة توجه النجوم الكبيرة نابع من شعبيتهم ونجوميتهم الكبيرة، وسواء كان ملاكمًا أو غيره، المهم أن تكون الدراما جيدة وبها رسالة وبعيدة عن التكرار والتطويل فى الشخصية والملل، وإلا سيقوم المُشاهد بالتغيير والذهاب لعمل آخر.