طبيبة تعالج الحيوانات الأليفة بطرق إنسانية.. وتعتنى بكلاب وقطط الشوارع مجانًا «عاشقة الحيوانات» لقب حصلت عليه دكتورة بيطرية، بنت محافظة الإسكندرية، لتحولها إلى أشهر طبيبة بيطرية فى مجالها، هى سمر عبدالرحمن، صاحبة ال35عامًا، التى تحب الحيوانات حبًا جمًا، وتمنحهم الكثير من وقتها ورعايتها، واستطاعت أن تساعد فى علاج المئات من الحالات فى كل أنحاء الوطن العربى، هذا بخلاف تمكنها من علاج بعض الحالات الأجنبية التى عُرِضت عليها عبر مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك وتويتر. «سمر» تخرجت فى كلية الطب البيطرى، جامعة الإسكندرية، لتبدأ العمل فى مجال يشتهر به الرجال فقط خاصة بالدول العربية، فأقدمت على فتح عيادة بيطرية خاصة بها. بدأت «سمر» حديثها ل«الصباح»، قائلة: «علاج الكلاب عشق وليس مهنة»، مضيفة أنها تحب الحيوانات كلها منذ صغرها، خاصة الكلاب، ففى بداية مشوارها المهنى فتحت عيادة فى رشيد، وكان أكثر المتعاملين معها والمترددين عليها من المزارعين، وهو ما كان شيئًا جديدًا بالنسبة لهم، خاصة وهى أنثى، حيث اعتاد الفلاحون على التعامل مع الأطباء البيطريين من الذكور، بحكم الطابع الريفى الذى يحيط بالمكان، لكنها لم تخش ذلك على الإطلاق، وقد تفاجئت بأن الأهالى تمدح عملها واعتنائها بالحيوانات الخاصة بهم. وتابعت: «بعد الثورة تم تعيينى فى مديرية الطب البيطرى مع الحاصلين على الماجستير، وتنقلت داخل أقسام المديرية، وكانت معاملتى مختلفة عن باقى زملائها مع الحيوانات، حيث كنت حريصة دائمًا على مخاطبة صاحب الحيوان وإرشاده، فكان الأهالى يطلبوننى للتعامل مع حيواناتهم». وعن عيادتها «الكلاب السعيدة»، قالت «سمر»: إنها فكرت أن تفتح عيادة مرة أخرى ولكن فى الإسكندرية، فاختارت منطقة شعبية لتكون قريبة من الناس البسيطة من حيث المكان، وأطلقت على العيادة ذلك الاسم؛ لأنها ترى أن الكلاب بالطبع ستكون سعيدة عندما تدخل عيادتها، حيث تهتم بهم حتى الشفاء، فتعتنى بهم بنفسها ولا يوجد معها دكتور أو مساعد، أو حتى عامل نظافة، فهى تقوم بعمل كل شىء داخل عيادتها. وأوضحت أنها تستقبل داخل عيادتها جميع حالات حيوانات الشارع، التى بحاجة لعناية من دون مقابل مالى، فالهدف الأساسى هو مساعدة ونجاة الحيوانات، وليس الربح المادى، لذلك تعالج العيادة الكلاب والقطط والسلاحف والنسانيس. وأشارت إلى أنها تعتمد فى علاجها للحيوانات على طريقة خاصة من خلال الإحساس بالحيوان، فتلك الكائنات لا يمكن أن تزيف إحساسها، وهى تتحدث معهم وتظل بالساعات بجوار الحالة حتى تطمئن عليها. وأضافت أنها تتعرض لانتقادات كثيرة نظرًا لكونها فتاة وتعمل طبيبة بيطرية، وكأنها مهنة للرجال فقط، مشيرة إلى أنها تعرضت لمواقف محرجة مثل أن يدخل أحد المواطنين العيادة ويسأل عن الطبيب، ثم يصاب بالاندهاش عندما يكتشف أن الطبيب أنثى. وعن أصعب حالات واجهتها، قالت إن سيدة جاءتها بقطة من الشارع، وكانت القطة حاملًا ولديها تسمم، وكانت شرسة جدًا وغير حاصلة على تطعيم، فهى حالة تعتبر تحديًا صعبًا لكى تعالجها وتنقذها من الموت، وتعرضت لجرح من القطة كاد يصل إلى تسمم، بجانب حالة جاءت العيادة لكلب اسمه سيمبا، وكان فى حالة صعبة، وقد تطاير شعره بالكامل، وجسمه تحجر، إلا أنها تمكنت من علاجه. ونجحت «سمر» من خلال عيادتها، والجروب الخاص بها فى علاج حالات كثيرة فى مصر والوطن العربى، وتمكنت من ذلك بفضل مساندة أهلها، وهو ما جعلها متميزة فى مجالها وتعالج حالات فشل فى علاجها أطباء كثيرين، كما تعد أول طبيبة مصرية وعربية تحصل على عضوية لجنة تحكيم فى مهرجان «أليف»، وهو أكبر مهرجان للحيوانات الأليفة بمصر والعالم العربى، حيث تم اختيارها بتصويت الجمهور، وكانت الأنثى الوحيدة التى تواجدت فى لجنة التحكيم، والتى تتكون جميعها من أطباء رجال، فهى حاصلة على دبلومة وماجستير فى الميكروبيولوجى، كما تعمل حاليًا على رسالة الدكتوراه فى ذات التخصص، وكونت مجموعة خاصة بها تحمل الاسم نفسه لتلقى الحالات الخاصة بالكلاب؛ حيث إنها تخصص وقتًا لعلاج الكلاب المشردة أيضًا، فهى ترى أنه بإمكان المواطنين تطعيم حيوانات الشارع سواء القطط أو الكلاب من السعار، بدلاً من دس السم لهم فى الطعام، فهذا عمل غير إنسانى.