كعادتها وفي لفتة أخرى من نجمة هوليوود أنجلينا جولي، زارت مخيمات الروهينغا ووجهت انتقادات لحكومة ميانمار. وتحدثت المبعوثة الخاصة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عن قصص بعض الناجيات من الاغتصاب في أثناء زيارةٍ إلى مخيمات لاجئي الروهينغا، وقالت إنَّ مسؤولية السماح لهن بالعودة "تقع بالكامل على عاتق الحكومة والسلطات في ميانمار". وقالت إنَّ ميانمار يتعيَّن عليها «إظهار التزام حقيقي» لإنهاء العنف الذي دفع مئات الآلاف من مسلمي الروهينغا إلى دولة بنغلاديش المجاورة. وأدلت أنجلينا بهذه التصريحات في اليوم الثاني من لقاءاتٍ عاطفية مؤثرة جمعتها ببعض لاجئي الروهينغا منطقة كوكس بازار ببنغلاديش حيث هاجر 740 ألف روهينغي إلى هناك واتخذوا ملجأ منذ أغسطس من عام 2017. وجاءت الزيارة قبل نداءٍ جديد وجَّهته الأممالمتحدة من أجل جمع نحو مليار دولار لمليون روهينغي يعيشيون الآن في مخيمات اللاجئين حول مدينة كوكس بازار. جولي تنتقد حكومة ميانمار: "يُعاملونهم كقطعان الماشية" وقالت جولي للصحفيي: كان من المُؤلم للغاية مقابلة العائلات التي لم تعرف طوال حياتها سوى الاضطهاد وانعدام الجنسية، والتي تحدَّثت عن «معاملتها كقطعان الماشية». وأضافت: «لا تختلف عائلات الروهينغا الذين التقيت بهم عن غيرهم من اللاجئين في أمرٍ شديد الأهمية: وهو أنَّهم يريدون أن يتمكنوا من العودة إلى ديارهم». وقالت أنجلينا إنَّ اللاجئين لا ينبغي أن يعودوا إلى ديارهم «إلَّا حين يشعرون بالأمان الكافي لفعل ذلك طواعية، ويعرفون أن حقوقهم ستُحترم». وأضافت: «التقيت بامرأة يوم أمس، وهي إحدى الناجيات من الاغتصاب في ميانمار، قالت لي: «أُفضِّل الموت هنا رمياً بالرصاص على العودة إلى هناك من دون حقوقي». ومسؤولية ضمان هذه الحقوق وتمكين لاجئي الروهينغا من العودة إلى ولاية راخين تقع بالكامل على عاتق الحكومة والسلطات في ميانمار». ودعت إلى وضع حدٍّ للعنف في راخين، الذي شبَّهه بعض مسؤولي الأممالمتحدة بالإبادة الجماعية، وطالبت باتخاذ إجراءات ضد الجناة. وقالت: «أُطالب سلطات ميانمار بإظهار الالتزام الحقيقي اللازم لإنهاء دائرة العنف والتهجير، وتحسين الظروف لجميع المجتمعات في ولاية راخين». وقال بيانٌ صادر عن الأممالمتحدة إنَّ أنجلينا ستختتم زيارتها اليوم الأربعاء 6 فبراير بلقاء رئيسة الوزراء الشيخة حسينة، ووزير الخارجية أبو الكلام عبد المؤمن، ومسؤولين آخرين بارزين في العاصمة البنغلاديشية دكا. وستُركِّز المحادثات على كيفية مساعدة وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في الجهود التي تبذلها بنغلاديش من أجل الروهينغا وإيجاد «حلول مستدامة» لتوطين الأقلية المضطهدة. يُذكَر أنَّ أنجلينا قابلت بعض نازحي الروهينغا من قبل حين زارت ميانمار في يوليو من عام 2015 والهند في عام 2006، وفق صحيفة The Guardian البريطانية. ووصلت آخر موجة من اللاجئين إلى المخيمات بعد حملةٍ عسكرية في ولاية راخين في ميانمار. وكان هناك بالفعل نحو 300 ألف روهينغي في المخيمات قبل الهجرة، مما أدى إلى إنهاك موارد بنغلاديش إلى الحد الأقصى.