الهلال والصليب يرسمان طريقًا على شكل رمح زمامه الإنسانية، وسنه في قلب التطرف، ودعوة للسلام العالمي يقودها أكثر الرجال قداسة عند أكثر من نصف سكان العالم. استقبل ورحب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف مساء أمس الأحد تحت عنوان "لقاء الأخوة الإنسانية" في رسالة تعايش وسلام بين شعوب العالم لبناء مستقبل قائم على الاحترام المتبادل والتعاون لضمان مستقبل مشرق للأجيال المقبلة. تعتبر الزيارة تاريخية للإمارات بحيث يعتبر البابا فرنسيس أول بابا للفاتيكان تطأ قدمه أرض الإمارات العربية المتحدة، وجرت وفقًا للبروتوكول مراسم استقبال رسمي للبابا فرنسيس، حيث رافق موكبه جماعة من اثنا عشر فارسًا على الخيول العربية الأصيلة، حيث يحجم البابا عن ركوب المركبات منذ توليه البابوية، وأطلقت المدفعية 21 طلقة تحية للضيف، قبل عزف السلام البابوي للفاتيكان والسلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، فيما حلقت مقاتلات تابعة للقوات الجوية الإماراتية نفثت دخانًا باللونين الأصفر والأبيض، وهما لونا علم الفاتيكان. فيما وصل شيخ الأزهر في زيارة تستغرق ثلاثة أيام لدولة الإمارات، حيث يتضمن جدول زيارة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، إضافة إلى لقائه قداسة البابا، زيارة مشتركة لجامع الشيخ زايد الكبير وصرح زايد المؤسس، إلى جانب لقاء يجمع بابا الكنيسة الكاثوليكية مع مجلس حكماء المسلمين الذي يترأسه فضيلته ويتخذ من أبوظبي مقرًا له. تأتي الزيارتان في تزامن مع عقد المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية في أبوظبي بمشاركة نحو 700 من قادة وممثلي الأديان وصحفيين وإعلاميين وقيادات فكرية أخرى للحوار حول سبل نشر السلم العالمي وتعزيز التعايش والتآلف بين الشعوب، حيث ينعقد المؤتمر من الثالث حتى الخامس من فبراير. ومن جانبه أعرب شيخ الأزهر عن تقديره لما شهدته جلسات وورش عمل المؤتمر من مناقشات ثرية وأفكار إيجابية، تستهدف التأكيد على الجوهر الإنساني للأديان، وما تتضمنه تعاليمها من قيم أخلاقية رفيعة ومبادئ سامية، ترسم الطريق لخير الإنسان وسعادته، وتفتح الأبواب على مصرعيها للسلام والتعايش والتسامح بين البشر، على اختلاف أديانهم وثقافاتهم. وشدد شيخ الأزهر على الدور المحوري والمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق القيادات الدينية كي يصنعوا فيما بينهم نموذجًا وقدرة للسلام والمحبة التي ينبغي أن تسود بين أتباعهم، وأن يعملوا بجد من أجل تشييد جسور الحوار والتعاون مع الآخرين، وهو ما يتطلب مواجهة شجاعة مع أصحاب الأفكار المتشددة والانعزالية، سواء من يتطرفون في فهم تعاليم الأديان أو من يسعون لتنحية الدين كلية عن حياة البشر وتعاملاتهم. فيما أعتبر الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح الإماراتي، أن ذلك الملتقى العالمي يعد فرصة نادرة للعالم أجمع، يجب الاستفادة منها، وذلك من خلال بناء شراكات دولية بين الأديان، خاصة في ظل وجود هذين الرمزين الدينيين الكبيرين. اليوم الاثنين، شهد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، توقيع قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية و فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف "وثيقة الأخوة الإنسانية" التي تهدف إلى تعزيز العلاقات الإنسانية وبناء جسور التواصل والتآلف والمحبة بين الشعوب إلى جانب التصدي للتطرف وسلبياته. وأعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في كلمة له خلال مراسم التوقيع التي جرت في صرح زايد المؤسس في أبوظبي عن إطلاق الإمارات "جائزة الأخوة الإنسانية" من دار زايد والتي ستكرم في كل دورة منها شخصيات ومؤسسات عالمية بذلت جهودًا صادقة في تقريب الناس من بعضها البعض. وأعلن الشيخ محمد بن راشد : "نتشرف في دولة الإمارات بمنح الجائزة في دورتها الأولى لقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف لجهودهما المباركة في نشر السلام في العالم ". وأردف مؤكدًا أن لقاء الأخوة الإنسانية هذا دليل على أهمية رعاية التعددية و الحوار بين أتباع الأديان في المجتمعات كافة, وأتبع باحتفائه بتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية في حضانة الإمارات العربية المتحدة.