يعتبر الوهن العضلى أحد أنواع الأمراض العصبية، التى تصيب الإنسان دون الحيوان، ويصيب ما نسبته تقريبًا مئتين إلى أربعمئة إنسان فى كل مليون نسمة، حيث يحدث نتيجة لانتشار الأجسام المضادة فى الجسم، والتى تحول دون عمل النواقل العصبية كما يجب، وتمنع من تأثيرها المنشط لعضلات جسم الإنسان، ويصعب تشخيص هذا المرض أحيانًا لا سيما أنّ أعراضه متفاوتة من مريض إلى آخر، وعدم إمكانية تمييز الإرهاق الناتج عنه من الإرهاق العادى الذى يصيب الإنسان نتيجة بذل المجهود، كما أنّ هذا المرض يمكن أن يصيب الإنسان منذ ولادته أو بالوراثة، ورغم ذلك اختفى عقار «إدروفونيوم» المعالج له من الصيدليات. على حسين، يبلغ من العمر 35 عامًا، أحد مرضى الوهن العضلى، قال: «أعانى منذ 5 سنوات من آلام بعضلات الذراعين والمفاصل جعلتنى لا أستطيع القيام بالعمل لساعات طويلة، فى البداية ذهبت إلى أطباء الذين لم يتمكنوا من تشخيص المرض، فالبعض نصحنى بالبعد عن الإرهاق وملازمة الفراش لأيام، حتى تدلى أحد جفنى، وذهبت إلى مستشفى قصر العينى الذى شخص مرض الوهن العضلى، ولم أتمكن من العلاج، فلا يوجد علاج صريح للمرض، سوى دواء مستورد ثم انقطع منذ عامين، وكان البديل المصرى متوفرًا بالصيدليات ثم انقطع». أما عادل محمود، من المرضى، فقال: «عندما أبلغونى بأن حالتى تتوجب الراحة وأن عضلات يدى غير قادرة على الحركة، وأن أى مجهود بدنى يمكن أن يسبب لى آلام لا تقاوم، واظبت على زيارة الأطباء بالعيادات الخاصة ومكثت تحت المراقبة والعلاج 16 يومًا والألم لم يفارقنى، فكيف العمل إذًا أسئلة لم يستطع الإجابة عنها إلا بمحاولته تغيير وجهة العلاج نحو المستشفيات الخاصة، حتى إن كانت تكلفتها المادية باهظة ولا تتناسب مع الظروف المادية البسيطة، المهم أن تكون النتيجة الشفاء وتواصلت رحلتى فيها شهرين من العلاج، لكن الألم بقى ملازمًا، وتضاعف أكثر بإحساسى بأن المعاناة انتقلت إلى زوجتى وأبنائى، ولعدم توافر العلاج بالصيدليات منذ أعوام». وأضاف: «بحثت كثيرًا مع تجار السوق السوداء لكن العلاج لم يتوفر أيضًا بالسوق، بعد أن كان يعثر على النوع المصرى الذى يعطى 5 أقراص دفعة واحدة، وصل سعر الشريط بالسوق السوداء 700 جنيه، ما اضطرنى للبحث عن مراكز للأعشاب ودهانات ومراهم وأعشاب عبر التلفزيون، والتى استنزفتنى ماديًا دون الشفاء». من جانبه، كشف د. شهاب أحمد، أستاذ المخ والأعصاب بقصر العينى، أن أكثر من نصف المصابين بالوهن العضلى من النوع الوبيل، حيث يعانون تدلى أحد الجفنين وفى بعض الحالات كليهما، والرؤية المزدوجة وصعوبة فى البلع والمضغ، وفى حالات تصل إلى فقد القدرة على الابتسامة، مشيرًا إلى أنه رغم أن الوهن العضلى يمكن أن يصيب الأشخاص فى أى عمر إلا أن أكثر شيوعًا فى النساء أقل من 40 عامًا، ورغم عدم وجود دواء إلا أن فريق من العلماء فى المستشفى الجامعى بمدينة أوبسالا، قاموا بتجريب طريقة جديدة ناجحة لعلاج ضعف العضلات أو ما يسمى فى الطب بالوهن العضلى الوبيل، وشمل العلاج استبدال الجهاز المناعى المتضرر بآخر سليم عن طريق زرع خلايا جذعية للمريض. فيما أكد محمد حلمى، صيدلى، أنه منذ 9 أشهر ولم يتوافر أى أدوية تخص مرضى الوهن العضلى، الذى بلغ عددهم قرابة 18 ألف مريض فى مصر، موضحًا أن شركات الأدوية لم تخضع لقانون رادع من قبل وزارة الصحة تلزمهم صناعة هذه الأدوية التى تحتاج إلى المادة الخام الفعالة من خارج البلاد، وأيضًا تجار السوق السوداء، فعندما تطرح كمية من هذه الأدوية يحتكرها بعض الصيادلة لطرحها بأربع أضعاف السعر.