نموذج للتعاون والحب من أجل النيل، هذا النهر الذي يعد رمزا مشتركا بين الدول الأفريقية التي تستمد روحها منه، نهر يسعى الجميع للحفاظ عليه، وهو ما ظهر جليا في المبادرة التي تقوم بها سفارة رواندا بالقاهرة، بالتعاون مع وزارة الموارد المائية والري. ملابس تزينه أعلام مصر ورواندا، وشباب روانديين وطلاب مصريين من المدارس، جميعهم يمسك في يديه الأعلام المصرية والرواندية، روح واحدة، أطلقت مبادرة لحماية النيل تحت عنوان "التشجير من أجل النيل"، والتي بدأت فعالياتها منذ ما يقرب من شهر في منطقة سقارة بالجيزة. بأيدي السفير الرواندي بالقاهرة الشيخ صالح، وأيادي الشباب الرواندي والطلاب المصريين والمسئولين، انطلقت فعالية "التشجير من أجل النيل" مرة أخرى اليوم السبت، في منطقة سقارة، حيث قام السفير الرواندي والشباب والطلاب بتنظيف المنطقة التي تم تشجيرها بأشجار البامبو. وقال السفير الرواندي بالقاهرة الشيخ صالح هابيمانا، إن المبادرة تهدف إلى زراعة جسور المصارف بأشجار البامبو، وتخصيص يوم من كل شهر تحت مسمى "أموجاندا"؛ لمشاركة الروانديين، والمصريين في زراعة وتجميل الشوارع، لارتباطهما جغرافيا بنهر النيل، وهو المشروع الذي يثير التساؤل حول أهمية زراعة تلك الأشجار بمحيط المصارف. وأضاف في تصريحات خاصة ل "الصباح"، أن السبب وراء اختيار هذا النوع من الأشجار وإطلاق هذه المبادرة، هو أن أشجار البامبو تستخدم كمعالج طبيعي ورئيسي للبيئة من التلوث، و يتم زراعة تلك النوعية على جسور المصارف للاستفادة من تسحين وتنقية نوعية المياه، موضحا أن المشروع يؤدي إلى زيادة الثروة الخشبية وخلق بيئة خضراء نظيفة. ولفت إلى أنه يمنع التعديات على جسور المصارف وتثبيت القطاعات المائية، وأن تلك الأشجار بسرعة نموها، ويصل طولها إلى عدة أمتار، وتستخدم في الدول كقيمة اقتصادية عالية كما تدخل في مواد البناء. وأكد سفير دولة رواندا بالقاهرة، أن بلده تربطها علاقات قوية مع مصر، ليست فقط على الجانب الدبلوماسي والسياسي، بل الجغرافي أيضا المتمثل في وحدة نهر النيل، مشيرا إلى أن المشروع يستهدف تجميل وزراعة جسور الترع والمصارف في جميع المحافظات عقب الانتهاء من محافظة الجيزة. ومن جانبه قال المهندس جمعه طوغان المهندس بوزارة الري، إن المشروع تم إطلاقه من جسر البر الأيسر لمصرف ترعة المريوطية، لما له من أهيمة كبرى في الحفاظ على المصارف المائية من التلوث ونشر الوعي وعدم إلقاء المخلفات بها، وتجميل البيئة المحيطة بتلك المناطق، داعيا إلى تطبيق المبادرة الرواندية التي يقوم بها الشعب الرواندي، وهى تنظيف الشوارع وتجميل البيئة يوم السبت الأخير من كل شهر، مشيرا إلى أنه زار عدد كبير من دول العالم مؤكدا أن رواندا من أنظف الدول التى زارها. وخلال الفاعلية التي شارك فيها نحو 30 طالبا من شباب مصر ورواندا، اصطف الطلاب بطول جسر المصرف مشكلين سلاسل بشرية، رافعين الأعلام المصرية، وذلك بالتزامن مع إذاعة الأغانى الوطنية، كما شارك مجموعة كبيرة من الطلبة بدولة رواندا، مستعرضين أسماء دول حوض النيل والعلاقات التى تجمعهم، كما ردد الطلاب المصريون والروانديون النشيد الوطنى للبلدين، كما قاموا بمشاركة كل من وزير الرى ومحافظ الجيزة وسفير رواندا بزراعة الأشجار.