في جوانب مبنى ليس له سقفا، وسماء زرقاء تحاوطه أسوارا أكثر من أربع، لكنها المنفى ذاته، يجد رهبانا وهبوا أنفسهم للكنيسة أنفسهم محاصرون بالذنب، محاصرون بالخطيئة فقط، بعيدا عن حياة الدين ولا بشر الذين دأبوا على توجيههم للصواب، وفي وجههم أية الإغواء الأخير للمسيح و نيكوس كازانتزاكيس يصحح نواياه قائلا " كلما زادت الشياطين داخلنا، زادت فرصتنا لخلق الملائكة، الملاك هو الاسم الذي نطلقه على الشياطين التائبين !". ومع ارتفاع صوت التطهير داخل الكنيسة الأرثوذكسية، منبع الكنائس الرسولية في العالم، بعد حادثة مقتل الأنبا أبيفانيوس رئيس دير الأنبا أبي مقار أعرق الأديرة المصرية في منطقة وادي النطرون في البحيرة وموطن الحداثة الكنسية، لم يعد ممكنا أمام الكنيسة في القاهرة من إيجاد "منفى للرهبان" يصححون فيها خطاياهم، ويتم إعادة تأهيلهم بما لا يسمح بتكرار خطيئة رهبان دير الأنبا أبي مقار، بقتل رئيسهم على طاولة الرب كالشاه الذبيح. تضع الكنيسة منفى وعلى لسان قديسها الأول البابا تواضروس الثاني كلمات "كيف يمكن لإنسان أن يرفع سكينه ليقتل إنساناً آخراً ؟ .. إنه الشر بعينه أن تقتل رجلاً ، ولكنه ليس خطئنا .. يا إلهي .. يا إلهى .. حتى نعيش في سلام". الأول: دير الزيتونة "ينقل الراهب إلى (دير الزيتونة) على أن يتابع سلوكه 3 سنوات، وحال كسر السلوك الرهباني يطرد من الرهبنة"، كلمات بخط يد البابا تواضروس ردا على خطاب وجهه الأنبا أبيفانيوس، رئيس دير أبي مقار بخرق الراهب أشعياء المقاري، قوانين الرهبنة داخل الدير، ليتم بعدها إلغاء القرار عقب توسل من الأنبا أبيفانيوس نفسه بالتزام الراهب، والذي ربما لم يكن لينفذ جريمته الأخيرة لو التزم الأنبا أبيفانيوس نفسه بقرار البابا السابق. الثاني: دير الأنبا كاراس بوادي النطرون لم يكن هذا الدير بعيدا عن حادثة مقتل الأنبا أبيفانيوس باي حال من الأحوال، خاصة وأنه مرتبط باسم الراهب يعقوب المقاري، والذيانتشر اسمه ضمن المتورطين في القضية، وأشيع في البداية قرار تجريده من الرهبنة مع الراهب أشعياء، قبل أن يتم تجريد أشعياء فقط بقرار رسمي من البابا تواضروس بابا الكنيسة الأرثوذكسية. الثالث: دير عمانوئيل بوادي النطرون دير خاص بالراهبات الفتيات، ويتم إيداعهم بداخله من قبل الكنيسة الأرثوذكسية، ويعتبر من داخله من غير المعترف بهم من الكنيسة نظرًا لمخالفة القوانين الخاصة بالرهبنة. الرابع: دير أبو سيفين يطلق على نفسه دير الزيتونة بطريق العبور." قابل العديد من المشكلات في بداية تأسيسيه، وانتشرت أقاويل بعد الاعتراف به من قبل الكنيسة، قبل أن يصدر الدير بيانًا رسميًا يؤكد اتباعه لقداسة البابا تواضروس الثاني، وقوانين الرهبنة العادية، واختلف البعض حول أنه الدير المقصود في قضية نفي الأنبا أشعياء المقاري، والذي اعتبره البابا تاوضروس مناسبًا لمتابعة سلوكه داخل الدير، والذي جاء أليه رهبان من مناطق مختلفة لتقويم سلوكهم. الخامس: دير الأنبا يوحنا الحبيب بطريق الإسماعيلية أحد الأديرة التي حذرت الكنيسة من الذهاب إليهم، بينما يتولى الإشراف عليه نيافة الأنبا بطرس الأسقف العام. السادس: دير متاؤس الفاخوري بطريق القاهرةالإسكندرية الصحراوي