تحولت شواطئ الإسكندرية إلى فوضى، جراجات وكافتريات حجبت الرؤية عن مواطنى المحافظة، وتحولت إلى وسيلة للتربح، فتغيرت معالم المدينة الساحلية وحرم المواطن السكندرى من حقه فى رؤية البحر والتمتع برماله، بسبب رسوم الدخول المرتفعة الثمن فالشواطئ تحولت لاستثمار خاص، والكورنيش لم يعد ملك المواطنين، فى مخالفة واضحة للدستور والقانون الذى كفل للمواطن حق التمتع با لشواطئ والاستفادة منها كمتنفس طبيعى. أسعار الدخول ارتفعت للضعف وشواطئ الغلابة تغرق فى الصرف الصحى «الصباح» حاولت تقديم رصد دقيق لما يدور فى شواطئ الإسكندرية، التى قسمت إلى أنواع مميزة وسياحية وشواطئ تعرف باسم الخدمة لمن يطلبها، وشواطئ خاصة تابعة لجمعيات إسكانية، وأخرى مجانية، ذلك التقسيم الذى أعلنت عنه إدارة السياحة والمصايف بمحافظة الإسكندرية برئاسة أحمد حجازى. يقول أحمد حسن مدير سابق لأحد الشواطئ: إن الشواطئ المجانية تقلصت من 20 شاطئ إلى 5 شواطئ فقط، وتلك الشواطئ الخمسة برسم دخول 5 جنيهات ومهملة ومحاصرة بالتلوث، ولا يوجد بها كراسى كافية أو خدمات حقيقية، ويؤكد أن المناقصات المعلنة من المحافظة والتى تم من خلالها تأجير 90 فى المائة من شواطئ المحافظة، حددت رسوم دخول لم يلتزم بها المؤجرون، وكان على المحافظة أن تفسخ التعاقد ولكن لم يحدث، فهمناك 5 عائلات من أصول صعيدية تسيطر على تلك المناقصات وعلى هذه الشواطئ. وأضاف حسن أن هناك شواطئ تابعه لجمعيات مقتصرة فقط على أعضاء الجمعية، وقد خالف المؤجرين شروط التعاقد مع المحافظة، والدليل على ذلك أن شاطئ النخيل لم تلتزم جمعية 6 أكتوبر المؤجرة له بوضع حواجز أمواج فى أماكنها الصحيحة، ما تسبب فى حالة غرق ورغم ذلك لم تفسخ المحافظة التعاقد. ويقول مصطفى طلعت المحامى عضو حزب الوفد فى الإسكندرية: إن الشواطئ تم اغتيالها وتغيير معالمها، فتمت إزالة معالم أثرية من الشواطئ من بينها على سبيل المثال الجزيرة الصخرية لشاطئ ستانلى، إضافة إلى ردم عدد من الشواطئ، فنقابة التجاريين والمعلمين وبعض النقابات الأخرى ردموا أجزاء كبيرة من الشواطئ لتحويلها لجراجات تابعة لأنديتهم وهذا مخالف للقانون، وللأسف هذا تعدى على الشواطئ بموافقة الإدارة المحلية بحجة إدخال أموال للموازنة العامة، وأشار طلعت إلى أن الشواطئ المميزة تذكرتها المعلنة للدخول للشاطئ 15 جنيهًا بالإضافة لثمن الشمسية والكراسى، ولكن مؤجرى الشواطئ رفعوا ثمن التذكرة إلى 35 جنيهًا، بالإضافة إلى الخدمات الأخرى، أما الشواطئ الخاصة فالتذكرة المعلنة 25 جنيهًا لكنها تصل إلى 40 جنيهًا، أما الشواطئ السياحية فتصل إلى 60 جنيهًا. الجراجات والكافتريات تحجب البحر والجلوس بالمشروبات والبلطجية احتلوا الكورنيش أما غريب الشيخ عضو حزب التحالف الشعبى فقال إن المواطن السكندرى حرم نهائيًا من الشواطئ التى يمتلكها، فالعائلات التى تسيطر على الشواطئ استطاعت أن تفرض رسومًا مرتفعة للدخول عكس المعلن عن المحافظة، وحدثت حالة إجبار للأهالى لتأجير الكراسى والشمسيات، وفى شاطئ المندرة المميز تصل تذكرة الدخول إلى 35 جنيهًا ويمنع المواطن من جلب شمسياته أو كراسيه الخاصة ليجبر على تأجيرها من الشاطئ، أما الشواطئ السياحية الثلاثة المندرة 1 وستانلى والبيروفاج، فأعلنت المحافظة أن ثمن الدخول يصل إلى 30 جنيهًا والحقيقة أن ثمن الدخول وصل إلى الضعف بالإضافة إلى الخدمات. ويضيف أن الأمر وصل لاحتلال سور الكرنيش ووضع الكراسى عليه لإجبار الأهالى الذين يريدون الجلوس على السور أن يدفعوا مبلغ 5 جنيهات أو 10 جنيهات للجلوس وطلب مشروبات، وفى منطقة القلعة سيطر على سور الكورنيش عدد من البلطجية تترأسهم سيدة مسجلة خطر ويعمل لديها مجموعة من الخارجين عن القانون للسيطرة على محيط القلعة وسور الكورنيش ويجبرون الأهالى على طلب المشروبات وتأجير المراكب بأسعار مبالغ فيها، وبرغم أن منطقة القلعة معلم أثرى وسياحى فإن الجهات المختصة لم تتحرك لإنقاذه. ويقول أحمد عيد، أحد الأهالى بمنطقة الدخيلة: إن الشواطئ المجانية الخمسة التى أعلنت عنها المحافظة رسوم 7 جنيهات لا تصلح بسبب الحالة المتدنية التى وصلت إليها، فتلك الشواطئ ملوثة بمياه الصرف الصحى وتصدر منهم روائح كريهة. من جانبه يؤكد محمد توفيق مؤسس مبادرة مكافحة الفساد والإرهاب، أن شواطئ الإسكندرية تحولت لجراجات، مثل شاطئى الصيادين والأنفوشى اللذين تحولا لجراج تابع لهيئة النقل العام، وشاطئ الشاطبى تحول الممشى الخاص بالمواطنين إلى جراج يستفيد منه أحد المستثمرين، وتحولت شواطئ كامب شيزار والإبراهمية وكليوبترا وسبورتنج إلى جراج ضخم حجب رؤية مياه البحر عن الأهالى بسبب الكافتريات التى تم بناؤها بعد هدم أجزاء من الشاطئ، وكان سيتم هدم الكورنيش الأثرى أمام محكمة الإسكندرية بالمنشية لتحويله لجراج ضخم لولا تدخل الأهالى وحدوث غضب شعبى وإرسال شكاوى لوزارة الآثار. ويقول أحمد على موظف فى شركة تسويق عقارى: إن الشواطئ الخاصة والسياحية والمميزة تسببت فى ارتفاع أسعار الشقق المفروشة والمؤجرة فى فترات الصيف، فوصل سعر اليوم الواحد للشقة من 300جنيه إلى 800 جنيه، وأصبحت الليلة الواحدة فى غرفة فندقية من 500 جنيه إلى 2500 جنيه على حسب نوع الفندق ودرجته السياحية. جهة رقابية تراجع ملفات مزايدات الشواطئ بعد اكتشاف عدم التزام المستأجرين بشروط التعاقد وكشف مصدر رفض ذكر اسمه أن هناك جبهة رقابية تقوم الآن بجرد ملفات المزايدات والمناقصة الخاص بتأجير شواطئ الإسكندرية من قبل إدارة السياحة والمصايف، حيث تم ترسية عدد كبير من الشواطئ على عائلات بعينها، وتم عمل مزاد على 13 كابينة فى ستانلى من أصل 200 كابينة وتأجيرها بالأمر المباشر دون مزاد، وتساءل المصدر كيف يتم تأجير عدد 2 كابينة فى ستانلى بالأمر مباشر بسعر لا يتجاوز 3000 جنيه فى العام، وأضاف أن هيئة الموانئ منعت مزادًا بشاطئ الدخيلة بالقرب من مطعم شهير لأن الموقع ملك الهيئة، ولا يخضع لإدارة السياحة والمصايف، ما جعل المقدمين على المزاد يقدمون شكاوى ضد إدارة المصايف ويطالبون باسترداد 500 جنيه ثمن كراسة الشروط.