تقارير طبية تكشف إصابتهم بالعمى فى المستشفيات الحكومية أزمات القطاع الصحى عرض لا ينتهى، حيث أثار مؤخرًا اختفاء صبغات عدد من الأشعة لمرضى الرمد فزع المرضى، وعلى رأس تلك الصبغات صبغة الفلورسين أو صبغة الإندوساينين الأخضر، وهى خاصة بتصوير قاع العين، لكشف الجلطات والتجمعات الدموية لمرضى السكر وارتفاع ضغط الدم، والسمنة المفرطة، ما أصاب بعض الحالات بالعمى المؤقت والكلى. تروى «تهانى» والدة الطفلة حبيبة ربيع، المقيمة بعزبة بلبل بمحافظة بنى سويف، أن طفلتها تعانى التواء فى الغضروف منذ ولادتها، ما تسبب فى تضخم عضلة القلب، ومؤخرًا شكت الطفلة من صداع مزمن؛ أسفر عن جلطة فى العين، فتوجهت بها إلى مستشفى الرمد، التى لم تسعف الطفلة بعد عطل الجهاز الخاص بفحص العين منذ ما يقرب من 8 أشهر، ورغم إصلاح الجهاز بعد فترة لم نتمكن من علاج طفلتنا لعدم توافر الصبغة، وأخبرنا بعض الممرضين بضرورة التوجه فى أسرع وقت إلى أحد المراكز الطبية الخاصة بالعيون داخل المحافظة التى تبعدنا ب 6 كم، والتى تحتوى على أجهزة فحص للعين مقابل 250 جنيهًا، بينما كانت بمستشفى الرمد مقابل 3 جنيهات، فاضطررت إلى اقتراض المبلغ من أحد الجيران بعد تدهور نظر طفلتى التى كادت تفقد عيونها. بمستشفى الرمد العام فى شبين الكوم بمحافظة المنوفية، جلس أحمد عبدالرحيم، رجل أربعينى، يعانى صداعًا مزمنًا وإحمرار شديدًا بقاع العين، وبناء عليه طلب الطبيب إجراء فحص طبى على قاع العين، مطالبًا إياه شراء صبغة الفلورسين الخاصة برؤية الأوعية الدموية حتى يتمكن من تشخيص حالته بشكل صحيح، وذلك لعدم توافرها داخل المستشفى، وعندما سأل إحدى الممرضات عن مكان شراء هذه الصبغة، أرشدته إلى أحد المراكز الطبية الخاصة بالعيون، الموجود بمركز الباجور؛ حيث إنه من ضمن الأماكن التى يمكن أن توفر له هذه الصبغة ولكن بسعر مبالغ فيه مقارنة بالجنيهات القليلة التى كان سيدفعها بالمستشفى الحكومى، ورغم ذلك ذهب أحمد إلى المركز باحثًا عن الصبغة، وتلقى العلاج هناك إلا أنه لم يجدها متوفرة أيضًا ووصف له أخصائى جراحة عيون بعض المسكنات؛ ما أدى إلى فقدان نظره تدريجيًا حتى فقد عينه اليسرى بشكل كامل. فى المقابل تقول فاطمة فرج التى فقدت إحدى عيناها: تعود قصتى إلى إصابتى بمرض انفصال الشبكية المؤقت، الذى يؤدى إلى فقدان البصر فلجأت إلى التأمين الصحى لعدم مقدرتى على تحمل نفقات العلاج بالمستشفيات الخاصة لكننى فوجئت بسوء الخدمات ونقص بعض الصبغات الخاصة بأشعة العين «الفلوروسين»، فضلًا عن تأخير مواعيد الكشف؛ ما أدى إلى وجود عدد كبير من المرضى على قوائم الانتظار داخل مستشفى الرمد بالمنوفية، فتدهورت حالتى تدريجيًا لعدم توافر العلاج المناسب للعين؛ ما أدى إلى إصابتى بمرض الضمور البقعى الذى تسبب فى فقدان بصرى بشكل دائم. وتستكمل: بعدما فقدت الرؤية نصحنى البعض للذهاب إلى أحد أطباء العيون بمركز أشمون لإجراء عملية جراحية شاملة على أمل استعادة بصرى من جديد وذلك بعد أن باع زوجى أرضًا يملكها. تؤكد الدكتورة هدى رجب، مدير مستشفى رمد بنى سويف، أن جهاز فحص قاع العين «بالفلورسين» معطل منذ ما يقرب من عام بعدما توقف خط إنتاج الفلورسين من قبل الشركة المنتجة، إضافة إلى عدم وجود بدائل كافية بالأسواق، وهذا ما دفع الشركات المنتجة إلى احتكار السوق، وأن المنتج البديل الموجود بالسوق غير مصرح به من قبل وزارة الصحة، كما أن سعر الأمبول المستخدم بالمراكز الطبية 150 جنيهًا فى الوقت الذى لم يتخطى فيه ال 5 جنيهات وقت توافره. وتضيف: إذا نجح المريض فى الحصول على الأمبول من السوق السوداء، يجد أمامه عائقًا آخر هو عدم تصريح وزارة الصحة، وهذا ما يدفع بعض مستشفيات الرمد إلى عدم المخاطرة باستعماله؛ خشية ظهور أزمات صلاحية لهذا النوع من الأمبول، موضحة أن أزمة تعويم الجنيه انعكست باختفاء العديد من الصبغات أهمها «الفلورسين والبيروجرافين واللبيدول الخاص بمرض الرمد، الذى إذا لم تتوافر تسبب فقدان البصر على الفور.
من جهته أكد خالد مجاهد، المتحدث الإعلامى لوزارة الصحة، فى تصريحات خاصة ل«الصباح»، أن الوزارة تسعى جاهدة لإيجاد حلول جذرية لأزمة نقص صبغات العيون من المستشفيات الحكومية، واعدًا بتوفيرها قريبًا.