الجماعة خسرت رهان «المقاطعة».. والإقبال الكثيف كتب كلمة النهاية بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية، وخسارة جماعة الإخوان لرهانهم بعزوف الشعب عن المشاركة فى الانتخابات، والذى ظلوا يروجون له خلال الفترة الماضية، وأطلقوا العديد من الحملات التى تطالب المصريين بعدم النزول، بات وضع الجماعة مجهولًا، خاصة مع وجود انقسامات عديدة داخلها، ليظهر السؤال ماذا بعد؟ وكيف سيكون تعامل الرئيس مع تلك الجماعة التى بدأ بعض المنتمين إليها يلوحون برغيتهم فى العودة إلى مصر وعمل مراجعات فكرية ؟ الانتخابات الرئاسية وضعت كلمة النهاية لجماعة الإخوان، وذلك بعد أن تأكد قادتها الهاربون بالخارج، أنها صارت خارج حسابات المصريين الذين ظهروا فى لجان الانتخاب وشاركوا بقوة فى التصويت، فى الوقت الذى تعانى فيه من خسارة العديد من الكروت الرابحة التى كانت تستخدمها لمساومة النظام، أهمها الاستقواء بالغرب، فمعظم شباب الجماعة وجبهة أشرف عبدالغفار يرفضون الخضوع لأوامر القادة، ويكشفون يومًا بعد يوم ألاعيب وفساد جبهة إبراهيم منير، المتهمة بالاستيلاء على أموال الجماعة وترك الشباب دون الإنفاق عليهم، واستغلالهم للحشد ضد مصر دون مقابل، ما أدى لرغبة العديد منهم فى الخروج من تلك الدائرة والعودة إلى مصر بعد إجراء مراجعات فكرية. فيما تتجه الأنظار إلى موقف الرئيس فى بداية فترته الثانية، والتى من المقرر أن تشهد الكلمة النهائية فى أحكام الإعدام الصادرة ضد عدد من قادة الجماعة الموجودين بالسجون وعلى رأسهم محمد بديع مرشد الإخوان، كما تشهد مزيدًا من الصراع بين عناصر الجماعة. من جانبه، قال ثروت الخرباوى، القيادى السابق بالجماعة ونائب حزب المحافظين: إن سيناريو المصالحة بين الشعب وجماعة الإخوان لم يعد له مجال، وليس للنظام دور فيها، فالجماعة دخلت فى صدام دموى مع الشعب، الأمر الذى قضى على فكرة المصالحة قبل أن تولد من الأساس، فالجماعة ارتكبت حماقات وتعاملت بغباء ودموية، مضيفًا أن هذا لا يمنع استعادة بعض الأفراد من براثن الإخوان ليتركوا تلك الجماعة، وينضموا إلى الحركة الوطنية. وأضاف أن الهيكل التنظيمى للإخوان سينقسم إلى عدة تنظيمات صغيرة، وذلك بسبب الخلافات الداخلية حول طريقة مواجهة ثورة 30/6 وما تلى ذلك من آثار، فالكثير منهم يرون أن طريقة حكم الجماعة لم يكن بها قواعد، ولم يكن بها عقل، بالإضافة لوجود مجموعات ترى أن الجماعة لم تستطع التعامل مع الأزمة التى مرت بها، وآخرون يرون أنه لم يكن فى الإمكان أفضل مما كان، لذلك نجد الجماعة انقسمت إلى كيانات صغيرة غير مؤثرة على الإطلاق. أما بالنسبة للفترة المقبلة، وإمكانية تنفيذ الأحكام القضائية ضد عناصر الجماعة، قال الخرباوى: إن هناك مقولة خاطئة بأن عدم تنفيذ أحكام الإعدام ضد عناصر الجماعة حتى الآن له علاقة بموائمات سياسية، لكن حقيقة الأمر تكمن فى أن تلك الأحكام، لها درجات تقاضى واستئناف ونقض، ما أدى لعدم تنفيذها حتى الآن، مشيرًا إلى أنه عندما تكون هناك أحكام نهائية باتة بإعدام أفراد من الإخوان مهما كانوا سواء أكانوا قيادات أو القيادات الوسطى أو المنفذة سيتم تطبيقها. ونوه إلى استمرار دعم الغرب للإخوان الهاربين بتركيا وقطر، فهم أوراق تستخدمها أجهزة المخابرات بتلك الدول ولا يمكن خسارتها، وسوف يستمر دعمهم لها، فقد تحول الإخوان لأدوات تستخدم لتنفيذ الخطة التى رسمها الغرب، مؤكدًا أن الدولة والمجتمع المصرى عليه أن يستعيد الأفراد الذين ضلوا السبيل وليس استعادة جماعة الإخوان، عبر منظومة فكرية تشرف عليها الدولة. فيما أكد أحمد بان، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، أن جماعة الإخوان كحركة اجتماعية وسياسية استكملت أطوار حياتها، وهى الآن تعيش مرحلة النهاية، لذلك لا أتصور أن النظام السياسى معنى بإجراء مصالحة، خاصة أن التنظيم انقسم على نفسه انقسامات واضحة، لم تقف عند الهياكل التنظيمية، لكن وصلت لمناقشة الأفكار المؤسسة للجماعة، وبالتالى فتلك الإخفاقات المتكررة للجماعة سواء على مستوى المشهد السياسى أو الدعوى لا تغرى النظام السياسى لإجراء مصالحة معهم.