تقارير الطبية.. المدمنون يعانون خللًا فى الجهاز العصبى قد ينتهى بالموت ما بين الحين والآخر تظهر تقليعة جديدة فى عالم إدمان المخدرات أحدثها «الكيتامين» مخدر أولاد الذوات ليعطى مفعول الهروين بعدما كان مخدرًا للثيران بل وينتشر فى الجامعات بين الطلبة. «أ.أ.ع» شاب فى العقد الثانى من عمره، ونجل «أ.ع» تاجر الأثاث المشهور بمحافظة المنوفية أمرت النيابة بحبسه 15 يومًا على ذمة التحقيق بعد تحرير محضر ضده يحمل رقم 21397 لاتهامه بإدمان وتجارة مخدر الكيتامين المصحوب بمواد كيمائية مخدرة تؤدى بحياة متعاطيها إلى الموت. «طوال 4 أعوام من الإدمان ظل الشاب «أ.أ.ع» شغله الشاغل فى الحياة كيفية الحصول على مادة مخدرة ليتعاطاها» بهذه الكلمات بدأ الحديث «م. رشدى» أحد أصدقاء المتهم المقربين والمتعافى مؤخرًا من الإدمان، مؤكدًا صعود رفيقه سلم الإدمان تدريجيًا حتى وصل به الحال إلى تجارة الحشيش فى بعض الأحيان حتى تعاطى أغلبية المواد المخدرة وانتهى بالكيتامين المصنّع الذى تسبب بحبسه أخيرًا. ويضيف: تعلم صديقى طريقة صنع بودرة الكيتامين التى تعطى نفس تأثير الكوكايين بل قد تزيد عليه، حتى علم والداه بإدمانه وقررا معالجته عن طريق أحد الأطباء المقربين للأسرة بمستشفى الأمل لعلاج الإدمان لكن الرحلة لم تستغرق أكثر من 15 يوميًا حتى عاد مرة أخرى للإدمان والتفنن فى صنع «الكيتامين» حتى تم القبض عليه عندما اصطدمت سيارته بحاجز كمين شرطة وقت تعاطيه المخدر. صديقات السوء الأمر هذه المرة مختلف بعض الشىء فالنهاية كانت محزنة عندما أصيبت «ر.خ» بنت ال25 عامًا بورم خبيث بالمخ، إضافة إلى اضطرابات شديدة بجهازها العصبى إثر تعاطيها مواد مخدرة بكمية كبيرة، احتل الكيتامين الجزء الأكبر منها بحسب التقرير الذى حصل عليه معد التحقيق. «ر.خ» بدأت مشوار إدمانها برفقة عدد من صديقات السوء عندما كانت طالبة جامعية بمدينة الثقافة والعلوم بمدينة 6 أكتوبر، أقنعوها لأول مرة بتدخين بعض أنفاس الشيشة المدموجة بقطع الحشيش، وتقول ل «الصباح»: لم أتوقع يومًا أن يصل بى الحال إلى هذه الدرجة فكنت أذهب إلى بعض الأصدقاء بمنطقة السادس من أكتوبر لأجد ضالتى هناك بعد أن توقف والدى عن مراقبتى منذ التحاقى بالجامعة وانشغاله بزوجته وعمله بإلامارات، فمع مرور الوقت تعمقت فى شرب عدد ليس بقليل من المواد المخدرة بداية بالحشيش مرورًا بالأستروكس وغيره حتى تم الخناق على التجار فاضطروا إلى الاختفاء لأنهم معرضون لملاحقات الداخلية المستمرة. وتتابع: بعدها ببضع أسابيع توصلت إلى شباب يبيع الصنف الجديد «الكيتامين المدموج» فعلى الرغم من أن ثمن الجرعة الواحدة يتعدى 400 جنيه فى بعض الأحيان لم يشغل لى بالًا سوى أنه يعطى نفس مفعول المواد المخدرة التى تعاطيتها بل تفوق عليها فبمجرد استنشاقه أستشعر حالة من الهدوء، واستمر الوضع هكذا لمدة لا تقل عن 3 أشهر حتى ضمر جهازى العصبى وأصابنى بتورم بالمخ مازلت أتعالج منه حتى وقتنا هذا. علاج الصداع كان الصداع رفيقها الوحيد الذى حاولت التخلص منه مرارًا وتكرارًا لكنها فشلت وبدلًا من استشارة طبيب لجأت «شادية.ع» الطالبة بجامعة الأهرام الكندية إلى صديقاتها اللواتى نصحن إياها بتناول عقار الكيتامين لتنسى آلام الصداع واكتئابها المعتاد. لم يمر الكيتامين على شادية مرور الكرام بل أنزلها بأحد بيوت علاج الإدمان بمدينة السادس من أكتوبر بعدما اكتشفت والدتها أعراض إدمانها، بعد 6 أشهر من تعاطيه. وتضيف شادية: كنت أنفق أكثر من 300 جنيه يوميًا للحصول على جرعة واحدة حتى تعرضت لمرض خلل ذهنى وارتفاع مستمر فى ضغط الدم. مافيا المخدر حاول معد التحقيق التوصل لأحد تجار العقار بعد توسط أحد المتعافين من إدمانه ويدعى «عاشور.غ»، وبالفعل طلب منه الحصول على جرعة صغيرة من المخدر فكانت المفاجأة فى صغر سنه، حيث لم يتعد من عمره ال 22 عامًا، مؤكدًا أنه عمل فى طفولته صبيًا لأحد تجار الكيف بالمنصورية ووصل به الحال حاليًا ليكون من أكبر تجار مخدر الكيتامين بمنطقة السادس من أكتوبر. يؤكد «كلوشة» أن غالبية متعاطى المخدر شباب من أبناء الطبقات العليا المقيمين بمدينة 6 أكتوبر باعتبارها مدينة تحتوى على عدد كبير من طلاب الجامعات والمغتربين حيث يصل ثمن الجرعة الواحدة المضاف إليها بعض الأنواع المخدرة كالهروين والحشيش والترامادول ل300جنيه. قسم السموم يقول الدكتور «كمال فراج» الباحث والاستشارى بقسم السموم والمخدرات: إن عقار الكيتامين أصبح من أكثر المخدرات الحديثة ضررًا بعد تحويله من مادة مخدرة للحيوانات وخاصة الثيران والكلاب إلى مادة مخدرة يستخدمها الإنسان، مشيرًا إلى أن أضرار هذا المخدر لا يمكن علاجها فى بعض الأحيان عندما تتمكن من جسد الإنسان حيث تواجه المراكز العصبية بجسد الإنسان كالمركز العصبى الخاص بالمخ والذى يؤدى لإصابة المريض بتلف الخلايا العصبية تمامًا وبالأخص الخلايا الدماغية خلال أشهر قليلة من استخدامه. وحول الأمراض التى يصاب بها مدمن العقار يقول «فراج»: إن مفعول الجرعة الواحدة كفيل بإنهاء حياة الإنسان ودخوله فى رحلة هلاوس ما قبل الموت وكثرة التناول يسبب انهيارًا عصبيًا ونفسيًا، وأقل الأمراض ضرارًا تصيب الجهاز البولى والتناسلى، فضلًا عن الإصابة بحالة هياج فورى أثناء انسحاب المخدر من الجسم.