70%من المصريين يدعمون ختان الإناث.. ومقاومة شديدة لعمل المرأة ماذا يعنى أن تكون رجلًا فى الشرق الوسط وشمال إفريقيا فى 2017 وما بعدها؟ هذا السؤال ملخص للدراسة الاستقصائية الدولية التى أصدرتها هيئة الأممالمتحدة، بشأن المساواة بين الجنسين فى أربع دول هى مصر ولبنان والمغرب وفلسطين. يؤكد محمد الناصرى المدير الإقليمى لهيئة الأممالمتحدة للمرأة، فى حواره مع «الصباح» أن الدراسة أجريت للمساعدة فى سد الفجوة المعرفية وتقديم الرؤى فيما يتعلق بوجهة نظر الرجال فى المساواة بين الجنسين فى منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وكيف تتأثر أفكارهم بشأن خصائص الرجولة والضغوط السياسية والاقتصادية فى العموم وبعد الربيع العربى خصوصا.. وإلى نص الحوار: * كم عدد عينة البحث التى أجريت عليها الدراسة، وما متوسط أعمارهم ؟ - الدراسة تحت عنوان «مفهوم الرجولة»، وشارك فيها ما يقرب من 10000 رجل وامرأة تتراوح أعمارهم ما بين 18 عامًا و59 عامًا، فى مصر ولبنان والمغرب وفلسطين، بما فى ذلك الأماكن الحضرية والريفية، بالإضافة إلى مستوطنات اللاجئين، وتم اتخاذ العينات العنقودية الطبقية المتعددة لجميع البلدان. * قبل أن نتطرق إلى النتائج المصنفة ما ملاحظاتك إجماليًا على نتائج الدراسة ؟ - أكثر من ربع الرجال الذين شملهم الاستطلاع يتفقون مع بعض القوانين التى تحافظ على حقوق المرأة، ولكن ما زال الكثيرون يشككون فى العنف ضد المرأة، ويتمسكون بمعايير تشجع على العنف ضد المرأة أو تحصر النساء فى الأدوار التقليدية. * وماذا عن نتائج مصر ؟ - الرجال يقاومون عمل المرأة خارج المنزل ومشاركتها فى مختلف جوانب الحياة السياسية، وقال 60 فى المائة من الرجال إنهم يقضون وقتًا أقل من اللازم مع أطفالهم، وأعرب أكثر من 50 فى المائة من الرجال والنساء عن موافقتهم على إجازة أبوية مدفوعة الأجر للآباء. كما أن أكثر من 80 فى المائة من الرجال تعرضوا للعنف الأسرى والضرب من قبل المعلمين فى المدرسة، و70 فى المائة من الرجال دعموا ختان الإناث، و60 فى المائة اعترفوا بممارسة التحرش الجنسى ضد النساء. * هل كانت نتائج لبنان أفضل ؟ - يدعم اللبنانيون من الرجال والنساء بنسب مئوية مرتفعة المساواة بين الجنسين، بينما أبلغت 60فى المائة من النساء عن تعرضهن لصور مختلفة من التحرش، واعترف 30 فى المائة من الرجال بقيامهم بذلك. * وماذا عن المغرب ؟ - الرجال لا يمانعون عمل النساء خارج المنزل، وأكثر من 75 فى المائة منهم يدعمون المساواة بين الجنسين فى التعليم وأكثر من 50 فى المائة يؤمنون بالمساواة فى حق العمل للمرأة المتزوجة. وكذلك أبلغ 60 فى المائة من الرجال عن تعرضهم للعنف أثناء الطفولة، بينما اعترف 50 فى المائة من المغربيين بممارستهم التحرش الجنسى، وكشفت 60 فى المائة من النساء عن تعرضهن للتحرش. * وكيف حال فلسطين ؟ - تظل السلوكيات القائمة على أساس النوع الاجتماعى غير المنصفة فى فلسطين، حيث يوافق 80 فى المائة من الرجال مقابل 60 فى المائة من النساء على أن أهم دور للمرأة هو العناية بالمنزل، فى المقابل يتفق 75 فى المائة من الرجال مع 87 فى المائة من النساء على عبارة «نحن الفلسطينيين فى حاجة إلى بذل مزيد من الجهد لتعزيز المساواة بين الرجال والنساء»، وقال أكثر من 25 فى المائة من عينة البحث أنهم شاهدوا آباءهم يضربون أمهاتهم. * هل كان لانعدام الأمن العام أو ضعفه تأثير على العلاقة بين الجنسين ؟ - تعانى المرأة بشكل أكبر فى مناطق النزاع حيث إن غياب الزوج يدفعها للقيام بأدوار جديدة خارج المنزل وبأدوار أكبر داخل المنزل. * هل ترى أن كم البرامج النسائية المتواجدة فى المنطقة العربية تخاطب عقل المرأة أم تخاطب أنوثتها ؟ - فى الفترة الأخيرة تواجد كل من الاتجاهين على عكس 20 عامًا مضت كانت البرامج الموجهة للمرأة لا تحتوى إلا على وصفات أكل وشعر وماكياج وموضة، أما الآن فأصبحت البرامج تناقش مختلف القضايا النسائية بأكثر جدية وحقوقية ليس على مستوى المرأة فقط وإنما المجتمع ككل تحت مظلة كونه برنامجًا نسائيًا. الأمر المهم على التوازى هو تصحيح الصورة النمطية للمرأة فى الدراما خاصة مؤخرًا أعرب المجلس القومى للمرأة المصرية عن استيائه من تقديم المرأة بصورة سلبية فى مسلسلات رمضان، وكذلك الإعلانات تقولب المرأة كسلعة جنسية طوال الوقت فى المنطقة العربية وعلى مستوى العالم كله.