مستقبل الاستثمارات بين القاهرة وكيجالى مثمر.. ونتمنى جذب مستثمرين مصريين على هامش مؤتمر إفريقيا 2017، الذى عقد بمدينة شرم الشيخ مطلع الشهر الجارى، بمشاركة عدد كبير من الوزراء والمسئولين الأفارقة، والذى شهد توقيع اتفاقيات بين مصر وعدد من الدول خاصة بالتنمية وإقامة عدد من المشروعات المشتركة. «الصباح» التقت السيدة «كلير أكامانزى» وزيرة الاستثمار الرواندية، والتى تحدثت عن عدد من النقاط المهمة حول زيارتها لمصر والمشروعات المشتركة بين البلدين، ونتائج مشاركتها فى مؤتمر إفريقيا 2017، والذى حضره الرئيس الرواندى بول كاجامى، وشارك فيه مع نظيره المصرى الرئيس السيسى. فى البداية قالت الوزيرة، إن رواندا استطاعت أن تضع لها ترتيبًا عالميًا بين دول العالم الأكثر نموًا، وهذا وفق تقرير الكوميسا للعام الماضى بعد أن عانت من مذبحة بشعة راح ضحيتها نحو مليون شخص فى أقل من 100 يوم عام 1994، وبعدها استطاعت أن تكون مثالًا للعالم فى التنمية والاستقرار. وأضافت أن هذه الزيارة تعد الأولى لها إلى مصر، حيث تركت لديها أثرًا إيجابيًا ورائعًا، حيث امتدحت مصر، واصفة إياها بالبلد الجميل خاصة مدينة شرم الشيخ التى تمتلك مقاومات سياحية من حيث امتلاكها أفخم الفنادق ومناخها المتميز والنظافة والنظام التى تتميز بها، فهى تعد أحد مفاتيح التنمية لمصر وبمثابة منتج سياحى متفرد، متمنية أن يكون فى رواندا مثل مدينة شرم الشيخ يومًا ما. وأضافت، أنه عقب عودتها من شرم الشيخ قابلت عددًا من رجال الأعمال والمستثمرين بالقطاع الصناعى منهم رجل الأعمال أحمد بهجت، مضيفة أنه يملك مشروعات متميزة بالقطاع السياحى والصناعى والترفيهى علاوة على امتلاكه رؤية متفردة بذاتها. واستطردت: «الزيارة تركت عندى أثرًا إيجابيًا حول اقتصاد مصر القوى والمستقر خاصة فى القطاع الخاص والاستثمارى، مشيرة إلى أن الدول الإفريقية تستطيع جذب استثمارات اقتصادية وتوقيع عقود مع مستثمرين مصريين ومنهم رواندا للمساهمة فى بناء عدد من المشروعات العملاقة». وأوضحت أن هناك مستقبلًا مثمرًا بين مصر ورواندا فى مختلف المجالات على غرار العلاقات السياسية القوية بين البلدين، فى إطار الصداقة القوية بين الرئيس الرواندى بول كاجامى والرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يمتلك رؤية واضحة نحو التنمية الشاملة بين البلدين، وهذا يعد حجر أثاث نحو علاقات ممتدة تاريخيًا ومستقبليًا. أما عن وزارة الاستثمار المتمثلة فى «Rwanda Development Board»، أكدت أنها بمثابة وزارة للاستثمار والتنمية الرواندية عبر الاعتماد على القطاع الخاص للتنمية والمشروعات الخدمية والرواندية، وهى مسئولية مزدوجة، فهى لا تهتم فقط بالسياسة والتخطيط، لكنها مختصة أيضًا بالتنمية فهى جهة مختصة بالترويج للاستثمار وجذب مستثمرين لرواند، علاوة على اهتمامها بالتصدير للخارج، ومتابعة إنشاء الشركات، وتوفير المعلومات المطلوبة، عبر قاعدة علاقات بين القطاع الخاص والحكومة، وإجراء دراسات للسوق الرواندى والفرص المتاحة ومتابعة منح الرخص للمستثمرين، وكذلك حل المشكلات وتذليل المعوقات أمام المستثمرين، فهى جهة لحماية المستثمر وتوفير مناخ جاذب للتنمية والإعمار. وعن المستثمرين المصريين المتواجدية فى رواندا قالت، إنهم قليلون جدًا، وهناك مشروعات فى قطاعات محدودة كالبناء والعقارات ومشروع واحد لتحلية المياه وهذا غير كافٍ، مضيفة أن حجم التجارة بين مصر ورواندا منخفض جدًا فقد بلغ 17 مليون دولار فقط. وأشارت إلى أن هناك عددًا من المشروعات المشتركة بين الحكومة المصرية والرواندية والتى بدأت منذ فترة قليلة جدًا، فمصر ساعدت رواندا فى عدة قطاعات أهمها القطاع الصحى عبر إقامة عدد من المراكز الطبية داخل مدينة «كيجالى»، وهذا يعكس كلام الرئيس السيسى واهتمامه بإفريقيا، بالإضافة إلى أنه سيكون هناك تعاون أكثر بين البلدين بعدة قطاعات كالصناعى والترفيهى حيث تفتقر الدولة للكثير من وسائل الترفيه للشعب والأجانب. وقالت وزيرة الاستثمار إن رواندا ما زالت دولة وليدة تحتاج لمزيد من جهود التنمية والإعمار فى كل المجالات، لكن أهمها البنية التحتية كالطرق والمياه المواصلات والاتصالات، وأيضًا القطاعين الزراعى والصناعى لإنتاج مواد خام للبناء والمنسوجات والجلود، كما تحتاج إلى المساعدة فى بناء قطاع سياحى قوى تعتمد عليه ميزانية الدخل الرواندى للدولة، علاوة على أن قطاع التنقيب عن المعادن يعتبر قطاعًا مهمًا وحيويًا كالذهب واليورانيوم وغيرها. وعن تعداد السكان أشارت إلى أن رواندا بلد صغير يبلغ تعداده 12 مليون نسمة أى 10 فى المائة فقط من تعداد سكان مصر، وخلال الفترة المقبلة ستكون هناك زيارات أخرى لمصر لمتابعة المستثمرين الراغبين فى الاستثمار فى رواندا، عبر متابعة عدد من الشركات منها مجموعة شركات بهجت عبر الوزارة والسفارة الرواندية فى مصر. وأخيرًا امتدحت الوزيرة كلير زيارتها لمشروعات بهجت حيث وصفته بأنها مشاريع متكاملة وضخمة ومتنوعة، يحتذى به فى كل القطاعات ويصلح ليكون تجربة فريدة تدرس فى مجال الاستثمار عبر الأجيال المختلفة.