أطفال فى عمر الزهور استيقظوا على صرخات ذويهم وهم يهرعون إليهم ليحملوهم سريعًا قبل انهيار المنزل فوق رؤوسهم، ووقفوا يشاهدون منزلهم يسقط ويتحول لكوم من الحجارة، ويجدون أنفسهم بلا مأوى، وصاروا مجرد رقم يضاف إلى العديد من ضحايا انهيار العقارات السكانية، تجاهلهم المسئولون ولم يلتفت أحد لشكواهم ومخاوفهم بعد أن تصدع المنزل، فبعد انهيار 3 عقارات فى منطقة روض الفرج بمحافظة القاهرة، وعدهم المسئولون بتوفير مساكن بديلة، إلا أنها كانت مجرد كلمات ليضطر الأهالى للبحث عن مكان يأويهم قبل دخول الشتاء. على بعد خطوات من شارع إبراهيم فضل بمنطقة حدائق القبة، انهار العقار رقم 12، والذى صدر له قرار إزالة منذ سنوات، لكن الكارثة أن الأهالى المقيمين فى العقار نفسه ذهبوا لرئاسة الحى لإزالة العقار خوفًا من الانهيار فوق رؤوسهم، إلا أن تراخى المسئولين، وعدم تنفيذ قرار الإزالة، أدى لسقوطه بشكل مفاجئ ما تسبب فى سقوط أجزاء من 4 عقارات مجاورة له، فضلاً عن سقوط جزء ضخم من مسجد، وأصبح أصحاب العقار المنهار وجيرانهم فى الشارع بسبب تضرر منازلهم. أحد الأهالى المتضررين من انهيار عقار حدائق القبة كشف ل«الصباح»، أن هذا العقار متواجد منذ عدة سنوات، والأهالى كانوا يذهبون لرئاسة الحى لإزالته خوفًا من سقوطه عليهم، إلا أن الحى كان يتكاسل فى تنفيذ القرار، حتى انهار العقار بشكل مفاجئ، وقبل أن ينهار العقار بيوم واحد ذهب عدد كبير من الأهالى لمديرة الإسكان بحى الحدائق لإخطارها أن الشروخ المتواجدة فى العقار قد زادت، وأن العقار على وشك الانهيار، ولابد من إزالته، إلا أن رئاسة الحى أخبرتهم أن عنوان هذا العقار غير متواجد فى سجلات الحى، وطالبتهم بالذهاب لإدارة العوائد لمعرفة الاسم الحقيقى للعقار والشارع، ولم يتمكن الأهالى من معرفة اسم العقار فى إدارة العوائد. وأضاف: «ليلة سقوط العقار كانت مفاجأة، حيث إن أغلب الأسر تركت العقار، ولم يتبق إلا طابقين، وشاعت ممتلكاتنا تحت الأنقاض، ومن يومها وقوات الشرطة تحاصر العقار وتمنع الأهالى من البحث عن متعلقاتهم، خوفًا من أن يأخذوا متعلقات غيرهم، ووزارة التضامن الاجتماعى أرسلت للمواطنين الذين انهارت عقاراتهم بطاطين وأخبروهم بالجلوس فى مركز شباب حدائق القبة، والمركز رفض استضافتهم، ومن يومها والأهالى يبيتون فى الشارع، أو عند أقاربهم». وقد حصلت «الصباح» على صور ومستندات تؤكد تقاعس الحى فى تنفيذ قرار الإزالة الصادرة ضد العقار الذى سقط، وتسبب فى سقوط أجزاء من 4 عقارات مجاورة، حيث جاء فى المذكرة التى أرسلت لرئيس حدائق القبة، أن العقار رقم 12 حارة إبراهيم فضل من شارع عبدالمنعم الديب والمجاور للمسجد مباشرة هو عقار مهدد وآيل للسقوط، فى أى لحظة، حيث إنه متهالك والدور الأرضى باش تمامًا ومنفجر، وتوجد به تشققات واضحة للجميع والشبابيك والأبواب لا تفتح ولا تقفل بسبب ثقل الحمل عليه من أعلى العقار، وجميع حوائط البلكونات مشققة وآيلة للسقوط. وأوضحت المذكرة، أن العقار قد قامت لجنة فنية من مهندسى الحى والمختصين بفحصه والمعاينة وقررت إزالة طابقين لتخفيف الحمل، وتغيير الصرف الصحى للمنزل بأكمله وعمل تنكيس له من الخارج وترميم الحوائط المشققة به وعمل أعمدة من الخارج لأن هذا العقار بدون أساس ولا أعمدة وهذا القرار كان من شهر سبتمبر 1983 وحتى الآن لم يتم تنفيذ أى شىء منه.