حضر اجتماع «الفرقاء» بحضور «حشمت» و«دراج» لتوحيد الصف من جديد الأباصيرى: خلافه مع الإخوان تمثيلية.. والسلفيون أكثر الداعمين استمرارًا لمحاولاته الدؤوبة لإحراج النظام المصرى دوليًا، منذ ثورة 30 يونيو، سافر د. عبد المنعم أبو الفتوح قبل أيام متجهًا لتركيا، معقل قيادات الجماعة الهاربة، وفقًا لتأكيدات مصادر أمنية، والتى وصفت الرحلة بالمريبة، خاصة أنه خرج من القاهرة إلى العاصمة الإيطالية روما ومنها إلى تركيا. «الصباح» توصلت إلى الدوافع الحقيقة لرحلة «أبو الفتوح» من خلال مصادر داخل جماعة الإخوان، حيث أكدوا أن الرحلة كانت بغرض الحصول على الضوء الأخضر من القيادات الهاربة، بشأن الترشح للانتخابات الرئاسية من عدمه، إضافة إلى توليه ملف «الفرقاء»، للمصالحة داخل الجماعة بين جبهة الراحل «محمد كمال» وجبهة الهارب «محمود عزت»، لتوحيد الصف من جديد للضغط على النظام بشتى الطرق. وأوضحت المصادر أن زيارة «أبو الفتوح» الأخيرة لتركيا كانت بعد ضغوط واتصالات من شباب الجماعة الهارب، لمحاولة رأب الصدع وتجميع الفرقاء، حيث يعانى شباب التنظيم من ضغوط قيادات التيار القطبى، الذى يتحكم بالمحفظة المالية ويمنع التمويل عن المعارضين لقرارات جبهة محمود عزت. وأشارت إلى أن «أبو الفتوح» التقى بالشباب، الذين يقيمون بمبنى إدارى تابع لرجل أعمال مصرى ومنتمى للجماعة، كما التقى بعدد آخر من قيادات الصف الأول، وهم عمرو دراج والدكتور جمال حشمت، المقربين له قبل انشقاقه عن التنظيم، إضافة لعدد من قيادات الصف الثانى، وتمت مناقشة عدد من الملفات على رأسها فرص المرشح المنافس والمناخ السياسى فى مصر قبل الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها العام المقبل، وسبل دعم الإخوان والتيار الإسلامى لمرشح رئاسى ورؤية التنظيم الدولى، وآليات التغيير التى تمتلكها الجماعة فى الوقت الراهن. من جانبه، أكد د. ثروت الخرباوى القيادى المنشق عن التنظيم، أن سفر أبو الفتوح لروما قبل تركيا، كان بغرض الحيلولة دون منعه من السفر وهى ليست المرة الأولى، وربما يأتى قرار ترشحه للرئاسة فى حال نجاح رحلته لتركيا بعد الحصول على الضوء الأخضر من قيادات التنظيم ودعمه فى الانتخابات، رغم أنه سبق وأعلن عدم الترشح، ولكن مع تغيير الظروف ووجود دعم قد يبدل رأيه. وتابع «الخرباوى» قائلًا: «هناك خطة لدى التنظيم الدولى وربما يتفق معهم عبدالمنعم ابوالفتوح وهى إحراج النظام دوليًا من خلال الترشح، وبعدها إعلان الانسحاب بدعوى أن الأجواء السياسية غير مناسبة، وأن هناك تضييقًا من الأمن، فقد سبق وأعلن دعمه لحملة تبناها شخصيًا لمقاطعة الانتخابات ودعوة الشعب لعدم الذهاب لأنها ستكون مزورة». فيما أوضح مصدر بالجماعة الإسلامية، أن أبو الفتوح حاول منذ فترة ضم الأحزاب الإسلامية المحسوبة على جماعة الإخوان داخل تيار سياسى واحد، من خلال سلسلة لقاءات برؤساء أحزاب «الوسط والبناء والتنمية والوطن»، كما حاول التواصل مع قيادات حزب النور والتيار السلفى، وقد انتهت بعض اللقاءات بلا شىء. أما الشيخ السلفى محمد الأباصيرى، فأكد أن «أبو الفتوح» هو المرشح الإسلامى الوحيد والمحتمل دعمه من قبل جماعة الإخوان. وعن الحديث حول عدم ترشح أبو الفتوح وأنه خارج الجماعة، أوضح «الأباصيرى» أن الأمر يعد تمثيلية يفعلها الإخوان عادة فى حياتهم السياسية. وحول الكتلة التصويتية التى يمكن أن يعبر بها الإخوان بوابة الانتخابات، أكد «الأباصيرى» أن كتلة السلفيين هى أهم كتلة يعول عليها الإخوان فى الانتخابات، خاصة مع وجود تواصل بينهم بدأ منذ شهور معدودة للترتيب للانتخابات وإقامة التحالفات، هذا بجانب شباب التيارات الإسلامية عامة، والذين ينقمون على الظروف الاقتصادية، بجانب المعارضة التى تبحث عن فصيل يساندها نظرًا لضعفها وعدم قدرتها على المنافسة والحشد.