فى الوقت الذى توقع فيه الجميع أن يسود الهدوء أروقة نادى باريس سان جيرمان «PSG»، بعدما عقد فريق العاصمة الفرنسية صفقة القرن بضم البرازيلى نيمار من برشلونة مقابل 22 مليون يورو، وتكهن كثيرون بتصدير المشاكل إلى النادى الكتالونى الذى فشل فى توفير البديل المناسب للجناح البرازيلى المتألق، يبدو أن توقعات الجميع لم تكن صحيحة لتسير الأمور على عكس ما ظن الكل. فى باريس كانت النتائج على خير ما يرام، فالفريق خاض ست مباريات بالدورى فاز فيها جميعًا، قبل أن يغيب نيمار عن الجولة الأخيرة ليتعثر باريس سان جيرمان بالتعادل مع مونبلييه سلبيًا، لكنه احتفظ بقمة الترتيب بفارق نقطة وحيدة عن حامل اللقب موناكو. لكن الأزمات لم تكن هنا.. الأزمة بدأت فى مباراة الفريق أمام أولمبيك ليون بالجولة السادسة للدورى الفرنسى. ركلة حرة ذهب ليسددها المتخصص الأورجوايانى إيدنسون كافانى (هداف الفريق فى الدورى هذا الموسم بسبعة أهداف، وفى الموسم كليًا بتسعة أهداف).. لكن البرازيلى دانى ألفيش يذهب ليأخذ الكرة من يد كافانى وسط تمسك الأخير بها، ويمنحها لمواطنه نيمار ليسدد الركلة الحرة فى يد الحارس وسط غضب الأورجوايانى. الأمر يتكرر من جديد فى الدقائق الأخيرة للمباراة.. ركلة جزاء لمصلحة باريس سان جيرمان ويذهب نيمار لتسديدها، لكن كافانى يتمسك بالكرة وسط مشادة بينه وبين البرازيلى على من يسدد الركلة.. فى النهاية سدد كافانى ليهدر الكرة وسط غضب كبير من نيمار. وعقب المباراة تواصل الشجار بين اللاعبين داخل غرفة خلع الملابس، وكاد يصل إلى حد الاشتباك، على طريقة حرب الشوارع، حسبما أكدت مجلة ليكيب الفرنسية قبل أن يتدخل اللاعبون للفض بينهما. السبب وراء المشادة كان رغبة كافانى من ناحية فى أن ينفرد بصدارة هدافى الفريق هذا الموسم، حيث ينص عقده على حصوله على مبلغ مليون يورو فى حالة تحقيقه لذلك. أما نيمار هو يسعى أيضًا لزيادة غلته فى إطار حلمه الأكبر بتحقيق الكرة الذهبية، وإن لم يكن فى هذا العام ففى الأعوام المقبلة. الأمور تفاقمت بعدما قالت صحيفة سبورت الكتالونية ووسائل إعلام أخرى أن نيمار أجرى اتصالًا برئيس باريس سان جيرمان القطرى ناصر الخليفى، صاحب مجموعة «Bein spoert»، وطالبه بعرض كافانى للبيع، مهددًا أنه لن يستمر فى صفوف الفريق الباريسى فى الموسم المقبل إذا لم يحدث ذلك. وأكدت سبورت ان الخليفى وعد نيمار بذلك، ولكن فى الصيف المقبل حيث لن يتمكن من بيع اللاعب بمبلغ مناسب فى فترة الانتقالات الشتوية المقبلة. ويذكر أن تعاقد كافانى مع باريس ممتد حتى عام 2020. تقارير إذاعية فرنسية قالت إن الخليفى سيجتمع باللاعبين لحل الأزمة، وأكدت أنه سيقوم بتعديل تعاقد نيمار وكافانى للتغلب على هذه المشكلة، وضمان عدم تكرارها من جديد. وقال إذاعة مونت كارلو إن الخليفى سيلغى البند الخاص بصدارة الهدافين فى عقد كافانى، وسيستبدله ببند آخر يتعلق بتسجيل وصناعة الأهداف مقابل حافز مادى، مع وضع نفس البند فى تعاقد نيمار أيضًا. وعلى الرغم من أن كافانى نفى تمامًا وجود أى خلافات مع نيمار، معتبرًا ما حدث أمرًا طبيعيًا بسبب التنافس لمصلحة الفريق، إلا أن النار تبقى تحت الرماد بانتظار ما يستجد فى الأيام المقبلة. على الجانب الآخر فى برشلونة تبقى الأمور على خير ما يرام ولو مؤقتًا. إدارة النادى الكتالونى فشلت فى توفير البديل الأمثل لنيمار بعدما أخفقت فى ضم البرازيلى فيليبى كوتينيو من ليفربول، ثم اضطرت لدفع مبلغ 150 مليون يورو مقابل ضم الفرنسى عثمان ديمبيلى من بروسيا دورتموند.. ثم عاندها الحظ بإصابة الأخير القوية التى ستبعده عن الملاعب لأربعة أشهر كاملة.