ليس من الواضح لمشهد فيلم غش الزوجية ما هو المبرر في اللجوء الى تيمة قديمة ومستهلكة وهي المأخوذه عن مسرحية ترويد الشرسة لوليم شكسبير والذي تم تقديمها في الفن المصري عدة مرات إلا أنه من الملفت أن كل التجارب التي تناولت هذه التيمة بمختلف المعالجات هي من اعظم كلاسيكيات الفن المصري سواء عندما قدمها يوسف شاهين في "انت حبيبي" ، أو فطين عبد الوهاب في "أه من حوا" أو في الدراما عندما قدمها لنين الرملي في "حكاية الشاب ميزو" او اسامة انور عكاشة في "وادرك شهريار الصباح". كل عمل من تلك الأعمال تناولت فكرت شكسبير بمعالجة مختلفة جعلت العمل نفسة يعتبر ميلادا جديدا للفكرة بل وفكرة جديدة من الممكن أن نعتبرها بذرة جديد للفكرة ذاتها وهذه الاعمال السينمائية والدرامية من ابرز كلاسيكيات الفن المصري إلا ان استخدام الفكرة ذاتها في غش الزوجية لا يمكن أن نعتبرها سوى انها استغلال تجاري لفكرة قديمة لكنها مازالت براقة ، بدون إضافة أي تفاصيل في الشخصيات ولا معالجة تعبر عن المرحلة التي انتج فيها الفيلم فمثلا اه من حوا نجد العديد من التفاصيل التي تعبر عن فكر الحقبة الناصرية التي انتج فيها الفيلم مثل المساواه بين الفلاح وصاحب القصر وةالاملاك وتصدير فكر الاصلاح الزراعي من خلال شخصية الطبيب البطري ، وفي في فيلم انت حبيبي نجد في اسوان انعكاسا للمرحلة التي مر بها الفيلم وحالة التآخي بين المصريين واهل النوبة والسودان والتي كانت مطلوبة سياسيا فس تلك الفترة. اما فيلم غش الزوجية فلم نجد اي شئ سوى ان مهنة الفتاة انها تلعب كرة القدم وبالتالي فهي مسترجلة والحقيقة ان هذا التغيير الوحيد بالقصة يحمل اساءة الى الفتيات اللاتي يمارسن هذه الرياضة خصوصا ان معظم افيهات الفيلم كانت على ممارسة فتاة لهذه الرياضة. وهو اختيار ليس ي محله لان الرياضة ان كانت تفرض سلوكيات فانها لا تفرض طباع شخصية ونجد شخصية الدكتورة مريم في فيلم مافيا كانت تلعب تايكوندوا ومع ذلك كانت بارعة الانوثة. إلا أنه ما جعل معالجة الفيلم أضعف من قيمة الفكرة الكلاسيكية ذاتها التي تعرض قدرة الحب على التغيير نجد أحمد البدري في فيلمه "غش الزوجية " قد أسند دور الولد الجان خفيف الدم "مقطع السمكة وديلها" إلى"رامز جلال ، وفي المقابل أسند دور الفتاة "المسترجلة" إلى إيمي سمير غانم ، وهو توزيع غير موفق ، لأن بالعودة الى جوهر الفكرة أن تكون بطلة القصة تتمتع بحظ كبير من الجمال، لكنها تخفي أنوثتها تحت غطاء من الخشونة، وكالعادة عندما تبدأ في كشف أنوثتها يشعر المتفرج كم هي جذابة، لكن المخرج ربما لأسباب انتاجية منح "إيمي" الدور، وهي لا تصلح بتاتًا لهذا الدور أو ربما تصلح للمرحلة الاولى فقط الفتاة المسترجلة. وعلى جانب اخر كان من الواضح أن الكاتب استنفد كل طاقته في أول خمس عشرة أو عشرين دقيقة من الفيلم، وبعد ذلك لم يجد شيئًا يقدمه للجمهور، وأخذ يكرر كل المشاهد مثنى وثلاث ورباع. دائمًا نفس الموقف ورامز يحاول أن يأخذ حقه الزوجي من "إيمي" ثم تصده، ويعاود الكرة بعد قليل في مثل هذه المواقف. وطبقًا لفيلم "أنت حبيبي" تتجدد المشاعر بينهما بمواقف متعددة؛ إذ يكتشف كم أنها جميلة وتملك مشاعر إيجابية، وهي على المقابل تشعر تجاهه بميل عاطفي، لكننا لم نشاهد في "غش الزوجية" مبررات لنمو الحب بين بطلي الفيلم!. ساند الفيلم بشكل كبير وجود المخضرم حسن حسني ، والموهوب لص الكوميديا الجماهيري ادوارد اللذان بذلا مجهودا كبيرا يفوق بطل الفيلم في تقديم الكوميديا ولكنهما نجحا بنسبة من واقع مساحة أدوارهما. أما "رامز جلال" فهو يؤكد في كل بطولة سينمائية أنه مازال بعيدا عن تركيبة نجم الشباك الكوميديان ، ومازال لا يصلح إلا لتقديم صديق البطل أو برامج المقالب المفبركة في رمضان.