استشارى طب أطفال: «فيروس غريب يؤثر على البؤر القريبة من المخ».. و«الصحة» لا تمتنع عن الرد ذهاب الأطفال إلى مدارسهم صارت مغامرة غير مأمونة العواقب، فى فهم كثير من الآباء.. الفيروسات التى تظهر فجأة فتضرب قتلًا فى ضحايا معظمهم من الأطفال، هى «البعبع» التى يحاول أولياء الأمور تجنيبها لأطفالهم، حتى لو كان على حساب تعليمهم ومستقبلهم. زوس يوسف محمود طه، طفل فى ال13 من عمره، ويدرس بمدرسة زوس الخاصة بالأوبرا، تروى والدته عزة أن ابنها رياضى، يلعب كرة قدم وكرة سلة ومتفوق دومًا فى الألعاب الرياضية وحصل على العديد من الجوائز، وفى مطلع هذا الشهر جاءها اتصال من قبل المدرسة بأن يوسف بات يرقد بمستشفى وادى النيل، فذهبت مسرعة إلى المستشفى فوجدته مريضًا لا يتحرك، وظل لمدة ساعة تقريبًا يقىء دمًا ثم توقفت عضلة قلبه وعانى من نقص فى الأكسجين، وفى لحظات فقد الذاكرة، ثم أصيب بنوبات صرع متكررة، وعجز أطباء مستشفى وادى النيل عن تشخيص حالته، فذهب به أهله إلى مستشفى معهد ناصر، وهناك قال لهم الأطباء إنه مصاب بفيروس غامض، ولم يستطيعوا تحديد الفيروس ولا علاجه، فنقلوه إلى مستشفى الجلاء العسكرى، وما زال يرقد بالعناية المركزة بمستشفى الجلاء، دون أن يعلم الأطباء أصل مرضه. واستكملت عزة «عقب هذه الواقعة، منع أولياء الأمور أطفالهم عن المدرسة، فباتت خالية من التلاميذ، إلا أن مدير المدرسة رش المدرسة خوفًا من انتشار الفيروسات، وعندما عاد التلاميذ لمدرستهم ظهر عليهم إحمرار بالجلد وحكة بأنحاء جسدهم». وتؤكد عزة أن المدرسة أبرزت تقريرًا طبيًا مزورًا عن حالة يوسف، لتبرئ نفسها لتعيد الثقة والطمأنينة فى نفوس أولياء الأمور تجاهها، ولكن أولياء الأمور اكتشفوا التزوير وعرضوا التقرير الحقيقى لحالة يوسف على صفحات المدرسة، وحتى الآن لم تكلف وزارة الصحة نفسها عناء البحث وراء هذا الفيروس». جاب الله هناء مطاوع السروى، 11 سنة، مصابة بنفس أعراض يوسف، رغم أنها من مدرسة مختلفة، هى (جاب الله التجريبية بالمهندسين)، يروى مطاوع والد الطفلة أن ابنته كانت تفتخر دائمًا بأنها لا تتأثر بدور الأنفلونزا الذى يصيب أخوتها وزميلاتها، لأنها لاعبة كارتيه وجمباز، ولكن ذات يوم، أثناء النشيد الوطنى بالطابور المدرسى، وقعت على الأرض وظلت تقىء دمًا، ثم ذهبوا بها إلى مستشفى معهد ناصر، ولم يستطع أحد تشخيص حالتها حيث توقفت عضلة القلب لحظات، ثم فقدت الذاكرة، والآن بات نحاول تنشيط ذاكرتها لاستعادتها مرة أخرى، ولكنها مصابة أيضا بنوبات صرع متكررة، وأصيب أولياء الأمور بالذعر فذهبوا إلى وزارة الصحة وجاءت لجنة من الوزارة، ولم تذكر شيئًا، حتى المستشفى لا تريد إصدار تقرير بحالة هناء، وهناء ما زالت تعيش على الأجهزة حتى الآن، ونتمنى أن نشاهدها تلهو وتلعب أمام أعيننا مرة أخرى. فيوتشر ويروى والد التلميذ مروان طه، 10 سنوات، أن ابنه فى يوم 10 مارس الماضى، جاءه اتصال له من مدير مدرسة فيوتشر، بأن ابنه مروان يرقد بالمستشفى بين الحياة والموت، وأنه أثناء جلوسه على جهاز الحاسب الآلى بمدرسته سقط على الأرض، وحدثت له نوبات صرع وظل يقىء دمًا، وفى لحظات فقد الوعى، وعند وصوله المستشفى اعتقدوا أنه توفى، ولكنه عقب ذلك وجدوا نبضًا على الجهاز ما يعنى أن قلبه بدأ يعمل. وبينما امتنعت وزارة الصحة، ممثلة فى متحدثها الرسمى الدكتور خالد مجاهد، عن الرد على استفسارات «الصباح» عن هذا المرض الغامض، أكد الدكتور هانى مصطفى مدير معهد ناصر، أن هناك حالتين دخلتا المستشفى بنفس تلك الأعراض، ويتم الآن البحث وراء هذه الإصابات لمعرفة أسبابها. بينما قال الدكتور مظهر عاشور استشارى طب الاطفال بمستشفى أبو الريش «وزارة الصحة شكلت لجنة لمعرفة حالة الطفل يوسف، وهى بسبب فيروس غامض يؤثر على البؤر القريبة من المخ، وبالتالى يسبب نوبات صرع وتشنجات»، معترفًا بأن شتاء مصر هذا العام استقبل فيروسات جديدة ومختلفة. بينما امتنع خالد مجاهد المتحدث الإعلامى لوزارة الصحة عن الرد على ما رصدته جريدة «الصباح»، وعن تصريح بمعلومات جديدة عن الفيروس الغامض الجديد.