البحث العلمي فى مصر يحتاج الى خطوات جادة وعديدة للنهوض به، وهى ما ستنعكس بشكل كبير على الحياة ككل فى وطننا، ومن هذا المنطلق خرج مجموعة من طلاب مصر بفكرة رائدة جديدة فى مجال البحث العلمى والنهوض به، مكونين فريق "انوفيشن" للبحث العلمى. وكانت الانشطة الطلابية هى الباب الاول الذى مر منه اعضاء مجموعة "انوفيشن"، وهم مجموعة من الطلبة والطالبات على مستوى العديد من كليات مصر، وهدفهم واهتمامهم الاول البحث العلمي بجميع مراحله، بداية من تعلم مبادئ البحث العلمى وحتى تسويق المشروعات البحثية.
استطاع الفريق خلال شهور قليلة ان يصل لجميع الجامعات المصرية، فضم الفريق اعضاء من شمال سيناء فى اقصي شمال مصر و حتي اسوان في اقصي جنوبها، وشمل كل التخصصات العلمية و ضم طلبة من كليات متنوعة ابرزهم كليات الطب و الصيدلة و العلوم و بعض الاعضاء من الكليات الادبية لدعم الجانب العلمي.
يعمل الفريق سنوياً علي مشاريع ابحاث علمية من خلال مسابقة يتم اطلاقها، والابحاث الفائزة يتم تمويلها و دعمها علمياً من خلال قاعدة عريضة من الأساتذة والعلماء في مختلف التخصصات
هدف الفريق الاساسى هو ادخال مفهوم البحث العلمي بعقول الطلبة وجعله اختيار متاح امامهم من خلال سلسلة اجتماعات تتناول جميع مراحل البحث العلمي بالتفصيل، ومن خلال مؤتمرات البحث العلمي المصرية والدولية بحضور كبار الشخصيات العلمية في كل مجال ومن خلال اطلاق مجلة يتم توزيعها في جميع الجامعات و الكترونياً ايضا. وكانت اخر فعاليات الفريق خلال مؤتمر "سيناء بتتكلم علم" الذي نظمته جامعة العريش، ضمن فعاليات أسبوع العلوم المصرىو بمشاركة 26 جامعة مصرية، وقال عنه الدكتور "حبش النادي" رئيس الجامعة، إن الفريق هو تشكيل طلابي علمى على مستوى جامعات مصر، بينها جامعة العريش، وسيقوم بتنظيم سلسلة ندوات علمية على مدار الفصل الدراسى على أجزاء تستهدف تنمية الابتكار فى البحث العلمى وأخلاقيات البحث العلمى والملكية الفكرية والورقة البحثية والنشر الدولى، وإتاحة الفرصة أمام طلبة جامعة العريش للمشاركة، وتنفيذ رحلات علمية.
ورصد الفريق أن المجتمع المصرى قادر على إنتاج المعرفة ولكنه غير قادر على تحويل ذلك لتطبيق اقتصادى، ومن أهم مشاكله افتقاده للبحث العلمى والتمويل إضافة للعقلية المجتمعية.
وقال الطالب " معتز طارق " رئيس الفريق العلمى Innovation القائم على المؤتمر، إنه فى تحد جديد لطلبة جامعة العريش على تنظيم مؤتمر علمى، تقرر أن يقام وبتشجيع من الجامعة على أرض سيناء وليس فى أى مكان آخر، لتكون سيناء حاضرة ضمن فعاليات أسبوع العلوم المصرى، لافتا إلى أن أهداف الفريق جعل البحث العلمى اختيار، وإيصال مفهومه بشكل مختلف وربط التخصصات العلمية ببعضها
وأشار الدكتور حسام الدين رجب عميد كلية العلوم بجامعة العريش فى كلمته، إلى أن المؤتمر هو نتاج إصرار من طلبة جامعة العريش على الحضور والمشاركة فى أسبوع العلوم المصرى رغم كل الظروف بتشجيع من إدارة جامعة العريش.
وقال الدكتور رمضان جمعة المستشار العلمى للفريق بجامعة العريش، إن المؤتمر حدث علمى لأول مرة على أرض شمال سيناء، لافتا إلى أن القائمين عليه طلبة بحملون شعاع العلم، ولهم تواجدهم فى الأوساط العلمية.
ودعا كل الطلبة للمشاركة فى الفريق من جميع الكليات، وقال " ليعلم الجميع لنا رسالة ولن نبرح هذه الأرض شاء من شاء وأبا من أبا فدمائنا ليست أطهر من دماء شهدائنا على هذه الأرض ".
وفى ورقة عمل تقدم بها للمؤتمر أكد الدكتور عزت رشاد مرزوق أستاذ الكيمياء البيئية بجامعة العريش، أن الأبحاث العلمية غير التقليدية هى الطريق لحل المشكلات المجتمعية ومنها استخدام " النانو تكنولوجى "، فى علاج الأمراض والتسميد للنبات والصناعات المختلفة، واستخدام النانو فى تطبيقات الحساسات الحيوية لتتبع جزيئات الذهب المستخدمة فى علاج مرض السرطان من أحدث التطبيقات العلمية فى هذا الصدد.
وأشارت الطالبة ريهام عبدالفتاح منسق الفريق بجامعة العريش، لتطلع لتفعيل دور البحث العلمى فى جامعة العريش، وبحث واحتضان كل الأفكار الجديدة للطلبة، وأن يمثل الفريق الجامعة فى المؤتمرات العلمية ومؤتمرات الشباب للتأكيد على أولويات الجامعة فى دعم البحث العلمى، ليكون العلم فى المواجهة وبدوره أعطى الدكتور حبش النادى توجيهاته بتعميم أنشطة الفريق والإعلان عنها لكل طلبة الجامعة.
وقال إن الجامعة حرصت أن تؤازر وتدعم هذا المؤتمر لتؤكد من جديد أن رسالتها من أرض سيناء أنها تتحدى كل الظروف لترفع راية العلم وأضاف أن قضية البحث العلمى تظل قضية مهمة للعلماء والباحثين، واهتمام الجامعة بهذا الجانب يأتى لإعطاء الأهمية للبحث العلمي، وتوجيه المهتمين من الطلبة علماء المستقبل بقيمة البحث ومعاناته ومشكلاته وسبل حلها