أكد الروائي علاء الأسواني على أن هذه اللحظات هى التى تحدد مصير ومستقبل مصر ، وأضاف قائلاً – خلال صالونه الشهري بساقية الصاوي تحت عنوان مصر ما بعد الثورة – أن المشهد ملتبس للغاية ، والرؤية ضبابية إلي حد كبير . وأدان الأسواني بشدة المجلس العسكري ، وحمله مسؤلية ما وصلت إليه الحالة الثورية ونتائجها المخزية ، موضحاً أنه نجح في عرقلة مسار الثورة ، وتعطيل حركة التغيير ، التى ثار من أجلها الشعب . كما أكد على أن العسكرى لم يكن يستطيع أن يتحكم فى مسار ثورتنا دون معاونة من باعوها وقرروا القفز من سفينتها إلى دبابته والإلتفاف حول قراراته وتأييدها ,مثل الإخوان المسلمين الذين باعوا الثوار فى معارك كثيرة ضد العسكرى كانت نتيجتها هى دماء الشهداء ، مشيراً إلى أن العسكرى عرف كيف يستغل طمع التيار الإسلامى فى السلطة ويحركم بما يتناسب مع خطته لإجهاض الثورة وإعادة النظام السابق. وأشار أيضاً إلي الجماعة الإسلامية وقال أن لهم أيضاً دور رئيسى فى فيلم العسكرى كما كانت هناك أدوار أخرى لا تقل أهمية عنهم مثل "الإعلام" الحكومى والخاص على حد سواء ، مؤكداً على أن المنظومة الإعلامية الموجهة لصالح النظام السابق بقيت كما هى تلعب نفس الدور فى تزوير الحقائق وطمسها بل وترويج الأكاذيب والفتن وهناك من أصحاب القنوات الخاصة من ألزموا مذيعيهم بعدم الهجوم على المجلس العسكرى مما أدى إلى استقالة أبواق إعلامية قديرة من أماكنها بل هناك من القنوات من فتحت المساحة لرجال العسكرى لفرضهم على الشارع المصرى مثل (عمر سليمان ) و(أحمد شفيق) . وبأداء ساخر ذكر "الأسوانى" أحد القنوات الخاصة التى اتبعت هذا الإسلوب والتى أسماها مجازاً (القناة العجيبة المدهشة) لصاحبها الذى يظغط البط وكيف أن تلك القناة تتحقق فيها كل عناصر الكوميديا , وطالب بعدم إغلاق هذه القناة لما تبعثه على الواعيين والمثقفين من ضحك . وهنا ندد "الأسوانى" بمن خانوا الثورة من المثقفين الإنتهازيين كما أسماهم الذين قفزوا على الأحداث واتبعوا المجلس العسكرى فى تأييد رجله(شفيق) بحجة أنهم يبغون دولة مدنية وتعجب "الأسوانى" لذلك وقال ساخراً كيف يرونها مدنية و "الفريق" أحمد شفيق رقم20 بالمجلس العسكرى. كما رصد "الأسوانى" أهم ما مرت به الثورة من أخطاء ومكاسب وذكر أن خطأ الثوار الحقيقى هو المطالبة بالنتائج وليس وضع أهداف حقيقية والسعى إلى تنفيذها بعيدأً عن آليات العسكرى وهذا لأننا تناسينا جميعاً أن المدنية لم يكن لها أى شرعية منذ عام 54 بل العسكر هم من يقررون ويحكمون دون الرجوع إلى الشعب . مشيراً إلي جمال عبد الناصر قائلاً هذا الزعيم الذى أقدره بشدة لا نغفل أنه من وضع الأساس لحكم العسكر فى مصر فهو من جاء بالسادات ومن بعده جاء السادات بمبارك لقد تعودوا على تسليم السلطة يداً بيد إلى بعض البعض حتى لا تخرج من أيديهم وهذا ما كان يحلم به المجلس العسكرى تصدير أحد رجاله (شفيق) منافساً به التيار الإسلامى الذى استغل مطامعه لصالحه ثم انقلب عليه فى الإنتخابات الرئاسية. وأوضح أنه مع إنحراف المسار الإنتخابى وبزوغ نجم "مرسى" وهبوط نجم شفيق جعل العسكر يدركون بأن مرشحهم قد هبط سهمه فسارع بإعلان الدستور المكمل حتى يستطع أن يحتفظ بمكانته المهيمنة بشكل قانونى وشرعى . وهاهو "مرسى" رئيساً يواجه وحده ثلاثة جبهات : أولاً : العسكر بكل ما يملكون من إعلام موجه ورجال أعمال تربحوا من فساد النظام السابق (فلول) . ثانياً :المسيحيين .. محاولة توضيح نواياه تجاههم لما يخشونه فيه من تعصب دينى قد يضر بحرياتهم . ثالثاً : الإخوان المسلمين.. كيف يبتعد عنهم ليكون رئيس مصر المنتخب من الشعب وليس الجماعة . وأخيراً شدد "الأسوانى" على أننا لابد وأن نساند الحق أياً كان من يحققه ، ,مؤكداً على ضرورة الإنتباه لذيول النظام قائلاً أنهم لم يستسلموا بل فى اعتقادهم أنهم خسروا جولة ولازالت المعركة قادمة للخروج من جديد بعد أن يكونوا قد نجحوا فى تشويه صورة "مرسى" عند المصريين خلال شهور قليلة قادمة .