ترامب: وفد أمريكي يجري مفاوضات تجارية مع وفد صيني في لندن يوم 9 يونيو    محمد عواد: كان هناك اتفاق على مشاركتي حال الوصول لركلات ترجيح    الفجر ترصد احتفالات المواطنين باول ايام عيد الاضحى بحديقة وملاهي الفردوس بشرق أسيوط    فيلم المشروع أكس يتصدر تريند جوجل    رئيس الشئون الطبية ب التأمين الصحى يتفقد مستشفيى صيدناوي والمقطم خلال إجازة العيد    الحكومة المؤقتة في بنجلاديش تعلن إجراء الانتخابات العامة في أبريل 2026    تشكيل المغرب الرسمي لمواجهة تونس وديًا    نجم هوليوود جيمي فوكس يشارك في إنتاج فيلم "هابي بيرث داي ل نيللي كريم    ترامب يدرس بيع سيارته طراز تسلا بعد خلافه مع إيلون ماسك    مانشستر سيتي يستهدف ضم نجم ميلان.. صفقة نارية تتخطى 60 مليون يورو    المؤتمر العام لمنظمة العمل الدولية يصوت بالإجماع لصالح رفع عضوية فلسطين إلى دولة مراقب    مصرع مسن أسفل عجلات قطار في الإسماعيلية    حريق مخلفات كرتون وسيارات قديمة بقطعة أرض بالهرم    رواتب مجزية| 25 صورة ترصد آلاف فرص العمل الجديدة.. قدم الآن    أسعار الكتاكيت والبط اليوم الجمعة 6 يونيو 2025    تركي آل الشيخ يكشف حقيقة ظهور زيزو في فيلم 7Dogs    منى الشاذلي تضع تامر عاشور في موقف صعب.. والأخير يعلق (فيديو)    مع قرب انتهاء أول أيام عيد الأضحى.. الغرف التجارية: لا داع للقلق السلع متوفرة.. شعبة الخضروات: انخفاض ملحوظ في الأسعار.. المخابز: لا توجد إجازة لتلبية احتياجات المواطنين    دراسة تكشف مفاجأة بشأن زيت الزيتون: قد يعرض للسمنة    مواعيد مواجهات الوداد المغربى فى كأس العالم للأندية 2025    المملكة المتحدة : تحديد جلسة لمحاكمة 3 أشخاص في افتعال حرائق استهدفت رئيس الوزراء البريطاني    نشاط وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في اسبوع    البنك المركزي الروسي يخفض سعر الفائدة للمرة الأولى منذ مايقرب من ثلاث سنوات    نائب محافظ قنا يتابع جاهزية مركز سيطرة الشبكة الوطنية للطوارئ خلال عيد الأضحى    ترامب يدعو مجلس الفدرالي الأميركي إلى خفض أسعار الفائدة نقطة مئوية كاملة    العودة من بعيد.. رافينيا أفضل لاعب في الدوري الإسباني    ياسر جلال يحتفل بعيد الأضحى بصحبة مصطفى أبوسريع أمام مسجد الشرطة (فيديو)    أحمد العوضي من مسقط رأسه بعين شمس: «ضحينا وسط أهل بلدي»    أنشطة توعوية للثقافة برأس غارب وسفاجا احتفاء بالحج وعيد الأضحى    خطوات متسارعة.. ريال مدريد يسابق الزمن لضم كاريراس قبل كأس العالم للأندية    فلسطين ترحب برفع عضويتها إلى دولة مراقب في منظمة العمل الدولية    في أول أيام عيد الأضحى.. غرفة الأزمات بصحة المنوفية تنعقد لمتابعة المنشآت الصحية    بحر وبهجة في العيد.. الإسكندرية تستقبل المصطافين بإقبال متوسط وشواطئ مستعدة    وزيرة العدل الأوكرانية: أمامنا عام واحد لتلبية شروط التمويل الأوروبي الكامل    السعودية: 10 آلاف نشاط توعوى و34 مليون رسالة خلال يومي التروية وعرفة    حسين لبيب: تتويح الزمالك ببطولة كأس مصر نتاج عمل جماعى.. صور    وزير الأوقاف يشهد صلاة الجمعة بمسجد سيدنا الإمام الحسين بالقاهرة    السينما والمسرحيات.. أشهر أفلام عيد الأضحى التي لا غنى عنها في البيوت المصرية    الفتة.. من موائد الفراعنة إلى طبق الأعياد في مصر الحديثة    من الصلاة والأضاحى للاحتفالات.. بلاد العرب تستقبل عيد الأضحى.. ألعاب نارية وكرنفالات.. زيارة المقابر فى الكويت.. المغرب بدون "النحر" للمرة الأولى و"الرومى" بديل الأضحية.. مشهد مهيب للصلاة بالمسجد الحرام    نسب وأرقام.. أول تعليق من حزب الأغلبية على «القائمة الوطنية» المتداولة ل انتخابات مجلس الشيوخ    الرئيس النمساوي يهنئ المسلمين بعيد الأضحى المبارك    أهالى بنى سويف يلتقطون الصور السيلفى مع المحافظ بالممشى السياحي أول أيام عيد الأضحى المبارك    حكم من فاتته صلاة عيد الأضحى.. دار الإفتاء توضح التفاصيل    الهلال الأحمر المصري يشارك في تأمين احتفالات عيد الأضحى    الطرق الصحيحة لتجميد وطهي اللحوم    محافظ القليوبية يتفقد حدائق القناطر الخيرية    محافظ دمياط يحتفل بمبادرة العيد أحلى بمركز شباب شط الملح    سعر الريال السعودي مع بداية التعاملات في أول أيام عيد الأضحي 2025    وزير الدفاع الإسرائيلي يهدد لبنان: لا استقرار دون أمن لإسرائيل    محافظ بني سويف يؤدي شعائر صلاة عيد الأضحى بساحة مسجد عمر بن عبدالعزيز    "إكسترا نيوز" ترصد مظاهر احتفالات المواطنين بعيد الأضحى في مصر الجديدة    محافظ الفيوم يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك بمسجد ناصر الكبير.. صور    مدح وإنشاد ديني بساحة الشيخ أحمد مرتضى بالأقصر احتفالا بعيد الأضحى    عاجل - موضوع خطبة الجمعة.. ماذا يتحدث الأئمة في يوم عيد الأضحى؟    سنن وآداب صلاة عيد الأضحى المبارك    سنن وآداب صلاة عيد الأضحى المبارك للرجال والنساء في العيد (تعرف عليها)    «ظلمني وطلب مني هذا الطلب».. أفشة يفتح النار على كولر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأنبا بولا: الكنيسة لم تعقد أى «صفقة» مع الدولة بعد تفجير «البطرسية»
نشر في الصباح يوم 19 - 12 - 2016

سنحول أحزاننا لأفراح فى «عيد الميلاد».. وننتظر «مظاهرة حب» من المسلمين خلال الاحتفالات
لم نكلف أحدًا بجمع تبرعات لأسر الضحايا.. وفتحنا حسابًا رسميًا للمساعدات فى «البنك الأهلى»
الأشرار شككوا فى رواية مرتكب الحادث..ونشعر بروح جديدة من السيسى والحكومة
تأمين الكنائس مسئولية الدولة وحدها.. ونحتاج أجهزة إلكترونية مساعدة إلى جانب الكاميرات
«الداخلية» لم تقصر وتوصلت للجناة خلال ساعات.. والرئيس «حكيم جدًا» فى الدفاع عنها
يقول الكتاب المقدس: «أفرحوا بالرب كل حين»، وأقول أيضًا أفرحوا.. لابد لنا أن نسمو فوق مشاعر الحزن، ونسعى من خلال الأعياد إلى تحويل أحزان الناس إلى أفراح. أشعر أن احتفالنا بعيد الميلاد القادم سيتجمل بمظاهرة حب شعبية من إخوتنا المسلمين لتضميد جراحات أخوتهم فى الوطن كما سبق ورأينا فى عيد الميلاد التالى لتفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية. وإن كان الأمر يختلف كثيرًا عن أحداث كنيسة القديسين فالآن لدينا رئيس قوى محب للجميع، ربان سفينة حكيم، ودليل ذلك قيادته لأجهزة الدولة للوصول إلى الجناة فى أقل من 24 ساعة، فى حين أنه لم يتم الكشف عن الجانى فى أحداث الإسكندرية إلى الآن.
أثار حادث تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية عدة تساؤلات حول أوضاع المصابين المتواجدين حاليًا بمستشفيات وزارة الصحة والقوات المسلحة، وكيف سيكون الوضع مع اقتراب أعياد الميلاد، إلى جانب تشكيك البعض فى الرواية الرسمية عن طريقة ارتكاب الحادث، وهو ما تتوجه به «الصباح» إلى الأنبا بولا، رئيس لجنة العلاقات العامة فى الكنيسة الأرثوذكسية، الذى التقته فى حوار خاص كاشف العديد من التفاصيل.. وإلى نص الحوار:
* ما الدور الذى تقوم به الكنيسة حاليًا لمواساة أبناءها؟
- أقول لأبنائنا ما جاء فى الكتاب المقدس «نحن أنفسنا نفتخر بكم فى كنائس الله، من أجل صبركم وإيمانكم فى جميع اضطهاداتكم والضيقات التى تحتملونها، بينة على قضاء الله العادل، أنكم تؤهلون لملكوت الله الذى لأجله تتألمون أيضًا». دور الكنيسة رعوى روحى وهو مستمر دائمًا، إلى جانب الدور الروحى النفسى، وربما مادى، وذلك من خلال تفقد أسر المصابين والشهداء فى منازلهم.
دور الكنيسة بدأ منذ اللحظة الأولى بالمشاركة مع أجهزة الدولة فى نقل الشهداء والمصابين إلى المستشفيات، ثم تجهيز أكفان وصناديق الشهداء والمشاركة مع وزارة الصحة فى نقلهم إلى الكنيسة.
ثم كانت مشاركة أعضاء المجمع المقدس برئاسة قداسة البابا فى الصلاة على الشهداء بالكنيسة، ومن بعدها مشاركة الرئيس فى الجنازة الرسمية الشعبية غير المسبوقة فى تاريخ مصر، ثم المرور الدورى من البابا والكنيسة على المصابين بالمستشفيات، إلى جانب التواصل فى منازل أسر الضحايا وتقديم كل الدعم المطلوب.
* لماذا أعلنتم وقف التبرعات لصالح أسر الشهداء والمصابين؟
- الكنيسة أصدرت بيانًا اشتمل على 4 فقرات، الأولى الصلاة لأجل المصابين، والثانية التأكيد على دور الدولة الكامل فى علاج المصابين سواء فى الداخل أو الخارج، وشكر وزارة الصحة على متابعة هذه الحالات الحرجة وتكلفها بالعلاج، حتى لو استلزم الأمر السفر للخارج.
وكشفت الفقرة الثالثة من البيان عن فتح حساب بالبنك الأهلى لتلقى أى مساعدات لصالح أسر الشهداء والمصابين، دون أى إشارة إلى حث أو دفع أحد بالتبرع، مع التأكيد أنها للأسر وليس للمصابين أنفسهم. أما الفقرة الرابعة من البيان فتضمنت إعلان البطريركية أنها لم تفوض أى شخص أو جهة لتلقى أى تبرعات أو مساعدات سوى نيافة الأنبا بيمن أسقف قوص ونقادة، ومقرر لجنة الأزمات بالمجمع المقدس.
السبب فى ذلك أنه نما إلى علم الكنيسة أن بعض الهيئات والشخصيات تجمع تبرعات من الشعب بحجة علاج المصابين، وهنا لابد من صدور بيان عن الكنيسة لحسم الأمر لتأكيد أنها لم تكلف أحدًا، ولكن ماذا إذا أراد أى إنسان من خلال محبته وتعاطفه أن يشارك الكنيسة والدولة فى الاهتمام بهذه العائلات؟، هنا أقول لا يمكننا منعه، لكننا ننظم الأمر بصورة لا تفتح مجالاً سلبيًا لاستغلال الموقف.
هل ستتغير طريقة تأمين الكنائس؟.. وهل «الكشافة» كافية للتأمين؟
تأمين الكنائس كغيرها من منشآت الدولة المستهدفة من الإرهاب مهمة الأمن الرسمى بفصائله المتعددة، وليس تلك الجهات، بما فى ذلك الكنائس. لكن من خلال تعاون الكنيسة مع الدولة شهدت الكنائس مؤخرًا طفرة فى التأمين، وأصبحت أغلبها مغطاة بكاميرات مراقبة، وهذا ما يؤكده الحادث الأخير، فكان وراء إجلاء الحقيقة الكاميرات المحيطة بالكاتدرائية.
يضاف إلى ذلك أن فى كثير من الأبرشيات والكنائس تم تجهيز أفراد أمن داخلى بالتعاون مع الشرطة، وفى أبرشيات أخرى تم إقامة غرف عمليات بها شاشات تظهر رصد كاميرات المراقبة، إلى جانب تخصيص أفراد أمن مدربين لهذه المهمة ومعهم جميع تليفونات أفراد الأمن بالكنائس، بالإضافة لوسائل التواصل السريع مع الشرطة.
رغم كل تلك الإجراءات، إلا أنى أعتقد أن جهاز الشرطة يحتاج لمزيد من التعاون والتنسيق مع الكنائس، وربما يحتاج الأمر إلى إضافة أجهزة إلكترونية مساعدة للتأمين.
* ما حقيقة أن أمن الكاتدرائية هو فقط المسئول عن تفتيش المصلين؟
- المسئولية مشتركة وعلى الشرطة تدريب رجال الأمن الداخلى بالكنائس ومساعدتهم وتوجيههم للقيام بالعمل المشترك المتناغم الذى يؤدى فى النهاية إلى أداء متكامل، لأننى أخشى من أن تتسبب نقل المسئولية من جهة إلى أخرى فى التهاون فى أداء المهمة. الكل مسئول، وعلى الكل أن يتعاون، وأن تخطط أجهزة الشرطة لكيفية رفع مستوى كفاءة رجالها، بالإضافة لرفع كفاءة أمن الكنائس إن وجد.
* هل هذا له علاقة بمقولة الرئيس للبابا أن وزارة الداخلية لم تقصر؟
- الرئيس إنسان حكيم جدًا، ولابد أن يدافع عن أجهزة الدولة.. عندما أعلن أن «الداخلية» لم تقصر فهذا حقيقى من جهة الجهد المبذول من الوزارة بالتعاون مع أجهزة الدولة الأخرى فى الوصول إلى الجناة خلال ساعات بصورة غير مسبوقة.
* رأيك فى العلاقة الحالية بين الكنيسة والدولة؟
- لا أنكر أن الأقباط والكنيسة يتمتعون بعلاقة غير مسبوقة مع الدولة مؤخرًا، فمشاركة الأقباط فى ثورة 30 يونيو كانت فعالة للغاية، وكان للكنيسة دور واضح فيها، والأقباط سيستمرون فى أداء دورهم الوطنى، ولا يمكن تجاهل دور الكنيسة مع الرئيس عبد الفتاح السيسى فى رسم خريطة الطريق، وهو ما تمثل فى وجود البابا مع شيخ الأزهر حينها وسجله الدستور فى ديباجته.
من تلك اللحظة سارت الكنيسة فى مسار المشاركة وكان لها دور مؤثر وإنجازات بالتوافق مع ممثلى كل طوائف المجتمع لإخراج دستور مدنى ينصف الكل دون استثناء، ثم كان للكنيسة دور واضح جدًا فى الانتخابات البرلمانية الماضية، وتحفيز الأقباط، وكانت النتيجة خروج الأقباط للانتخابات ونجاح عدد غير مسبوق من الأقباط فى الانتخابات سواء فى القائمة أو الفردى.
وكان للدولة دور فى هذا الأمر، فالدولة هى التى راعت الأقباط عبر وضع نظام القوائم حرصًا على تمثيل الأقباط والمرأة والشباب، ما أوجد 24 قبطيًا منتخبًا على القوائم، إلى جانب من نجحوا فى الانتخابات الفردية، فضلاً عن موقف الرئيس من أحداث شهداء ليبيا، وتوجيهه ضربة عسكرية للقصاص والثأر لدمائهم هو أمر غير مسبوق، وذهابه للكاتدرائية فى عيدى الميلاد السابقين، وتلك روح جديدة. كما أن تلك الروح الجديدة متواجدة لدى الحكومة أيضًا التى تستمع لآراء الكنيسة حول القوانين التى تخص الأقباط كقانون بناء الكنائس أو الأحوال الشخصية.
ما يفعله الرئيس والقيادات مع الكنيسة يخلق روحًا جديدة بين المسلمين والأقباط فى الشارع، وهذا ما يجعل الأقباط يتحملون مرارة الألم، وأعتقد أن حضور الرئيس عزاء شهدائنا من الأقباط وقوله إنه لم يحضر خالى اليد بل حضر وهو يحمل خبر معرفة مرتكب الحادث ومن شاركوه كافٍ ليرد على أى كلام، لهذا يشعر الأقباط بالروح الجديدة التى تبث فى الدولة، ويجعلنا نتحمل الألم الذى نشعر به لفراق أولادنا وألم ومعاناة ذويهم.
* ماذا تقول للأقباط لتضميد جراحهم بعد الحادث؟
- أقول لهم آمنوا أن أرواح شهدائنا فى السماء وتنعم الآن بإضافة سحابة من أرواح القديسين ليتشفعوا عنا أمام الله ويصلون لأجل بلادنا والكنيسة، وآمنوا أن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الرب، وكما قال يوسف الصدق لأخوته: «أنتم أردتم بى شرًا وربى أراد بى الخير».
* ولكن أين هو الخير فيما حدث؟
- كان الحدث مفجرًا لطاقة الحب على هيئة مشاعر متفوقة على المستوى الداخلى وعلى مستوى دول العالم، ومفجرًا لإرادة التغيير التى أعلنها الرئيس وقت الجنازة الشعبية فيما يختص بالقوانين المعمول بها وأسلوب وزمن التقاضى، ومفجرًا لإرادة قوة البرلمان لاستصدار القوانين اللازمة التى تتواكب مع هذه الأحداث، بل ومشاركته بعد يومين من الحدث فى اجتماع على أعلى مستوى لتسليط الضوء وتحليل ووضع أجندة علاج لمسببات الأحداث الطائفية.
فجر الحدث إرادة المجتمع الدولى من خلال هيئة الأمم المتحدة فى إصدار بيانات تؤكد أهمية التعاون مع مصر فى اجتثاث الإرهاب.. كلنا ثقة أن الله سيحول الشر إلى خير فى حياة أسر الشهداء والمصابين من خلال البركة الإلهية التى ستشملهم فى الفترة القادمة.
* هل سيكون هناك أى تغييرات فى ترتيبات الاحتفال بعيد الميلاد؟
- يقول الكتاب المقدس: «افرحوا بالرب كل حين»، وأقول أيضًا افرحوا.. لابد لنا أن نسمو فوق مشاعر الحزن ونسعى من خلال الأعياد إلى تحويل أحزان الناس إلى أفراح. أشعر أن احتفالنا بعيد الميلاد القادم سيتجمل بمظاهرة حب شعبية من إخوتنا المسلمين لتضميد جراحات أخوتهم فى الوطن كما سبق ورأينا فى عيد الميلاد التالى لتفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية. وإن كان الأمر يختلف كثيرًا عن أحداث كنيسة القديسين فالآن لدينا رئيس قوى محب للجميع، ربان سفينة حكيم، ودليل ذلك قيادته لأجهزة الدولة للوصول إلى الجناة فى أقل من 24 ساعة، فى حين أنه لم يتم الكشف عن الجانى فى أحداث الإسكندرية إلى الآن.
ونقدر أيضًا التكريم غير المسبوق من جميع قيادات الدولة وفى مقدمتهم الرئيس للشهداء من خلال الجنازة الشعبية الرسمية، إلى جانب تعاون جميع أجهزة الدولة فى إخراج اليوم بأفضل صورة.. شاركت فى اجتماع بقيادات الوزارات وأجهزة الدولة المختصة لتقديم كل العون المطلوب، وخرج اليوم مثاليًا فى كل شىء.. كل هذه الأمور تعزية ليست بقليلة للجميع.
* ولكن تردد حديث عن وجود صفقة بين الكنيسة والدولة بعد الحادث الإرهابى؟
- كلام أقل من أن يتم الرد عليه.. لا يمكننا أن نقول إن هناك صفقة ما، لأن الصفقة دائمًا ما تكون بين اثنين أو أكثر، أما الواقع هنا فنحن أمام شخص واحد زرع خيرًا زرع حبًا فلابد أن يحصد كل خير وكل حب، نحن أمام رئيس دولة غير مسبوق فى حكمته وقوته ومحبته إنه الرئيس السيسى.
* ربط كثيرون بين تكليف الرئيس لوزير الإسكان بسرعة ترميم الكنائس وتسليمها بأسرع وقت بالحديث عن تلك «الصفقة المزعومة»؟.. ردك؟
- لقاء الرئيس مع وزير الإسكان هو لقاء لمتابعة إنهاء أعمال الترميم للكنائس التى أُضيرت من الإخوان المسلمين وأتباعهم وقت فض اعتصام رابعة، لأنه فى عيد الميلاد السابق وعد الرئيس الأقباط فى الكاتدرائية أن الترميم سينتهى قبل مرور عام. ومن هنا نفهم سبب اللقاء.
* هل تم الاتفاق على بناء كنائس جديدة وتمت الموافقة على ذلك؟
- بناء كنائس جديدة ليس فى حاجة لتدخل الرئيس، وذلك وفقًا للقانون الجديد الذى يخول سلطات الترخيص بالبناء للمحافظين، ولكن الوقت مبكرًا للحكم على الأمر.
* هناك عدد كبير من تراخيص بناء الكنائس معطلة.. هل تمت الموافقة عليها مؤخرًا؟
- ليس لدى معلومات موثقة، وطالما أنه لم يأت إلينا شكاوى من أحد أو من الجهات المسئولة فهذا يعنى أن الأمور تسير على ما يرام.
* رأيك فى خطوات «تجديد الخطاب الدينى»؟
- لا يمكننا أن ننكر وجود متغيرات إيجابية كثيرة فى هذا المجال على رأسها إصرار الرئيس ومناداته المتكررة على كل الأصعدة الداخلية والإقليمية والعالمية بضرورة التجديد. لكن لابد أن تتسم نظرتنا للتغيير بالشمولية والعمق.. علينا أن نسلط الضوء والقيام بالرصد والتحليل العلمى الدقيق حتى يمكننا أن نضع الحلول المناسبة، وفقًا لخطة موضوعة يشارك فيها الجميع.
علينا دراسة كل ما يؤثر على عقل ووجدان المصرى، فالمؤثرات كثيرة منها التعليم الذى يشمل التعليم الدينى والتعليم العام ويشمل العلوم الدينية والعلوم الإنسانية، فضلاً عن دور العبادة وبالأكثر غير المدرجة تحت إشراف القيادة الدينية، وكذلك الكتاتيب ومعاهد الدعاة.. علينا الاهتمام بالإعداد الوطنى لرجال الدين.
كل هذا إلى جانب الإعلام المرئى والمسموع والمقروء، خاصة البرامج الحوارية، والثقافة والفنون وتشمل المواد الترفيهية كالأفلام والمسلسلات والمسرحيات والكتب بأنواعها والفنون التشكيلية التى تشكل وجدان المواطن.
ينبغى أن نتعامل مع السلبيات من زاويتين هما منع التشدد الدينى ومنع الانسلاخ عن الدين «الإلحاد»، وأعتقد أن كل ما ذكرته مجرد عنوانين تحتاج إلى تفاصيل كثيرة.
* رأيك فى التشكيك الذى قابله البعض للرواية الرسمية بخصوص الجانى؟
- طالما يوجد حياة على الأرض سيوجد الشر والشرير ومصدر كل شر «الشيطان»، وطالما وجد الشر والشرير سنجد التشكيك فى كل شىء، بدليل التشكيك حتى فى وجود الله رغم استحالة وجود الكون دون وجوده.. فكل شىء به كان وبغيره لم يكن شيئًا مما كان.
ربما كان من السهل التأثير بروح الشك على ضعاف النفوس، وربما استسهل البعض الشك لأنه ينظر للحاضر من خلال نظرته لما كان يحدث فى الماضى، وربما كان من وراء استسهال فكر التشكيك لأن الأمر غير مسبوق فى تاريخ مصر المعاصر أن تصل الجهات المختصة متعاونة معًا بالوصول إلى الحقيقة فى خلال ساعات معدودة. كمتابع مدقق للأحداث منذ بدايتها وكمشارك فى تفاصيل كثير ة بعد حدوثها لابد أن أشكر جميع الجهات الأمنية والمخابراتية والصحية والقضائية لإنجازها المؤكد وغير المسبوق.
* هل طالبتم الرئاسة فعلاً بمناشدة وسائل الإعلام عدم انتقادكم؟
- لم يحدث هذا الكلام، ولم أسمع به من قبل، ولا شأن لنا به، خاصة أن الكنيسة أكبر من أى تجاوز أو أى شخص يتجاوز فى حقها، وما يشغلنا من أمور الدين والشعب أهم بكثير.. نحن نسير على خطا الرب، وننشغل بأحوال وطلبات وخدمة شعبنا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.