وكيل الوزارة يحاول التعتيم على فضيحة مدرسة «أمين سامى» بالبرادعة وكيل وزارة التعليم بالقليوبية استدعى الشرطة للصحفيين لدخولهم المدرسة بدون إذن شخصى «أمين سامى باشا الإعدادية المشتركة»، اسم لأقدم مدرسة فى محافظة القليوبية وتحديدًا فى قرية البرادعة بمركز القناطر الخيرية، ورغم ذلك تلقت «الصباح» استثغاثات من أولياء أمور الطلاب فى تلك المدرسة بعدم أهليتها لاستقبال التلاميذ بعد افتراش فناء المدرسة بالحصير لاستقبال الطلاب عليها بديلًا للفصول التى أصبحت خاوية، بلا مقاعد، ويعانى تلاميذها من سوء النظافة، والشرب من مياه الصرف الصحى. توجه محررا «الصباح» إلى المدرسة صباح ثالث أيام الدراسة، ففوجئا بحوالى 4 مجموعات من الطلاب البنات والأولاد يفترشون الحصير فى فناء المدرسة، يتوسطهم مدرس على طريقة الكتاتيب، وفور علم الطلاب بأنهما صحفيان ترك التلاميذ معلمهم والتفوا حولهما يشكون إلى وزير التربية والتعليم ووكيل زارة التعليم بالقليوبية سوء حالة مدرستهم التى أصبحت فصولًا بلا مقاعد، وإدارة تعليمية بلا رحمة، ودورات مياه لا تصلح للاستعمال الآدمى. «مريم.س» طالبة فى الصف الثالث الإعدادى انهمرت بالبكاء قائلة: «اعتبرنا بناتك يا سيادة الوزير، الشمس أحرقتنا، معندناش دكك نقعد عليها، مين مسئول عن بهدلتنا فى حوش المدرسة مع الأولاد، مش بنعرف نشرب مية نضيفة فى المدرسة، لدرجة إن فيه عدد من المدرسين كرشونا من المدرسة عشان مفيش فصول مجهزة تستقبلنا». ويبلغ إجمالى طلاب مدرسة أمين سامى، 1765 طالبا موزعين على 32 فصلا فى مراحلها الثلاثة، بمتوسط كثافة 66 طالبًا للصفين الأول والثانى، و83 طالبًا للصف الثالث الإعدادى. كما تقسم المدرسة إلى 5 أدوار؛ الدور الخامس منها حوالى 8 فصول خاوية على عروشها بلا مقاعد يجلس عليها التلاميذ، بشكل دفع إدارة المدرسة إلى افتراش فناء المدرسة بدلًا من الفصول. وفور علم طه عجلان وكيل وزارة التربية والتعليم بالقليوبية بوجود صحفيين بالمدرسة، أمر بغلق الباب عليهما واستدعاء الشرطة، فتم احتجاز صحفيى «الصباح» لأكثر من ساعتين بالمدرسة لحين عمل محضر فى قسم الشرطة، وتوجيه تهمة اقتحام المدرسة بدون تصريح، وهى التهمة التى تسببت فى احتجازهما فى سراى النيابة لأكثر من 8 ساعات للتحقيق. ولم يستح طه عجلان وكيل وزارة التربية والتعليم بالقليوبية من الفضيحة التى لحقت به ووجه اللوم للصحفيين بأنهما دخلا المدرسة بدون تصريح، فى حين أنهما قالا أمام النيابة إنهما سجلا اسميهما فى دفتر الزائرين على بوابة المدرسة كإعلاميين، ودخلا المدرسة تحت سمع وبصر الإدارة المدرسية، وسجلا بياناتهما فى سجل الزيارات. وقرر وكيل تعليم القليوبية نقل على نصر مدير المدرسة إلى مكان بعيد عن محل إقامته عقابًا له، وتحويل عدد من المدرسين على رأسهم تامر سعد الحائز على لقب المدرس الأول على مستوى الوطن العربى للتحقيق، بعد تصريحه بعدم رضائه عن الوضع المأساوى الذى يعيشه التعليم فى مصر، وبحجة أنه من سهل مأمورية دخول الصحفيين إلى المدرسة. من جهته قال أحد المعلمين بالمدرسة، تحفظ على ذكر اسمه حتى لا ينكل به، إنه وزملاؤه تقدموا أكثر من مرة بطلب للإدارة التعليمة بالقناطر الخيرية لتوفير مقاعد للتلاميذ بدلًا من افتراشهم الحصير فى فناء المدرسة، إلا أن طلباتهم لم تلق أى قبول أو جدوى من الإدارة التعليمية فى القليوبية، أوحتى من مكتب الوزير، الهلالى الشربينى، الذى رفض استقبالهم من الأساس.