تركيز النشاط على محافظتى المنياوأسوان.. وفاعليات للحزب بالإسكندرية مصادر: أجهزة طلبت من «البناء والتنمية» إعادة فتح مقاره فى الوقت الذى تنكر فيه الدولة بشكل مكرر وجود مصالحات مع الإخوان وتيارات الإسلام السياسى، وخاصة الجماعات الإسلامية، إلا أن مصادر مطلعة أكدت أن جهات بالدولة فتحت مساراً جديداً مع الجماعة الإسلامية وذراعها السياسية الممثلة فى حزب البناء والتنمية، وأرسلت لأعضاء الجماعة الإسلامية ببعض محافظات الصعيد، وبالأخص محافظتا المنياوأسوان، عرضًا بالعودة للحياة السياسية والأنشطة الحزبية من جديد، وإعادة فتح مقارهم المغلقة أو استبدالها بمقار جديدة. وأكدت المصادر أن حالة استغراب سادت بين أعضاء حزب البناء والتنمية والجماعة الإسلامية، والمسؤول عنها حالياً أسامة حافظ، المعروف بمؤرخ الجماعة الإسلامية، بسبب هذا الطلب وتفسيراته، بعد وفاة رئيس مجلس شورى الجماعة عصام دربالة فى السجن، لأسباب مرضية. الشيخ عوض الحطاب، القيادى المنشق عن الجماعة الإسلامية، أكد أن الأجهزة الأمنية أرسلت خطابات رسمية لأعضاء حزب البناء والتنمية بمحافظة المنيا، مؤكدًا أنها مجرد بداية ستتلوها محافظات أخرى، مثل أسوان وبنى سويف لكثافة أعضاء حزب البناء والتنمية بهذه المحافظات. وأضاف الحطاب ل«الصباح»، أن «هذه الخطوة جاءت كمبادرة من الدولة للتأكيد على تمسكها بمبادرات وقف العنف، التى بدأها الشيخ كرم زهد»، مؤكدًا أن تيار الإصلاح داخل الجماعة الإسلامية استطاع انتشالها من مستنقع العنف، الذى كانت ستنزلق فيه مع جماعة الإخوان. ولفت الحطاب إلى أن الأجهزة الأمنية ستقتصر على التعاون مع أعضاء حزب البناء والتنمية فقط، وإعادتهم للحياة السياسية مرة أخرى وفتح مقارهم الحزبية وإعادة أنشطة الحزب ولن تعطى نفس الفرصة للجماعة الإسلامية، نظرًا لأن الحزب وضعه قانونى ومرخص، وكان مرحبًا منذ البداية بعدم حمل السلاح ضد الدولة. فى السياق ذاته، قال الشيخ ربيع شلبى القيادى السابق بالجماعة الإسلامية «أجهزة الأمن تواصلت مع أعضاء حزب البناء والتنمية على مستوى أكثر من محافظة، وليس فى المنيا فقط، لإعادة فتح مقار الحزب مرة أخرى. وأكد شلبى ل«الصباح»، أن الحزب عاد لممارسة أنشطته مرة أخرى وعقد لقاءات وفعاليات أدبية بعين شمس والاسكندرية، لافتًا إلى أن الدولة اتخذت هذا الاتجاه لكى يحل حزب البناء والتنمية محل حزب النور بعد فشله مؤخرًا. واعتبر الكثير من المهتمين بشأن الإسلام السياسى أن النظام يستعيد نظرية الرئيس الراحل أنور السادات، باستخدام عصا الإسلاميين وخاصة الجماعات الإسلامية فى الساحة السياسية، لاعتبارات خاصة بالدولة؛ على رأسها ضرب الإخوان، ملفتين إلى أن تلك النظرية كانت نتائجها سيئة للغاية، حيث أدت إلى اغتيال الرئيس السادات على يد تلك الجماعة. يأتى ذلك فى ظل تحولات وتغيرات حدثت للجماعة الإسلامية وحزبها أخيرًا، خاصة بعد مقتل الشيخ رفاعى طه، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية فى سوريا، بعدما تعرضت سيارته لقصف بصاروخ جوى، حين كان فى مهمة لتوحيد النصرة وأحرار الشام، حسبما ذكر عاصم عبدالماجد عضو الجماعة الإسلامية الهارب. وكذلك بعدما قررت محكمة الجنايات بالقاهرة، إخلاء سبيل مسؤول الجماعة الإسلامية بالإسماعيلية ومسؤول قطاع شرق وغرب الدلتا بحزب البناء والتنمية محمد الطاهر، الذى كان قد تم القبض عليه فى 2014 خلال سفره للسعودية لأداء العمرة. وفى الفترة الأخيرة ظهرت جليًا عملية الانقسام والهجوم المتبادل بين جماعة الإخوان والجماعة الإسلامية، من خلال حمزة زوبع، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة المنحل، وعاصم عبدالماجد، القيادى بالجماعة الإسلامية، خاصة بعدما بدأ «زوبع» بإشعال الخلاف من خلال البرنامج الذى يقدمه على قناة مكملين، بوصف قيادات الجماعة الإسلامية بالتكفيريين والمجرمين والقتلة، وكانوا سببًا فى إدخال قيادات الإخوان السجون وأنزلوهم من فوق المنابر، واختص بالذكر الدكتور ناجح إبراهيم القيادى السابق بالجماعة ونهره، قائلًا: «أنت لست مفكرًا، يخرب بيت من علمك، أمن الدولة شدنا من على المنابر بسببكم». ورد عاصم عبدالماجد على حديث «زوبع»، قائلًا: من علم ناجح هو أحد شيوخ جماعة الإخوان واسمه محمد مرسى، ليس الرئيس»، وهدد عبدالماجد جماعة الإخوان، قائلًا: «لن أتعرض الآن لما قاله زوبع من اتهام الجماعة الإسلامية بالتكفير، لأنى أريد أن أسمع ردًا رسميًا من قيادات الإخوان على ذلك، اللهم قد بلغت..اللهم فاشهد». فى حين علق أسامة حافظ، رئيس الجماعة الإسلامية، قائلاً: الدكتور زوبع أخطأ بلا شك، ولكن هذه الحملة الشعواء تثير الشك. أيضاً أخلت أجهزة الأمن بمحافظة المنيا سبيل المتحدث الإعلامى السابق للجماعة الإسلامية الدكتور طارق عبدالمنعم، بعدما ألقت القبض عليه بتهمة التحريض على المسيرات المناهضة للجيش والشرطة.