محمد فريد شبه كفيف مطور برمجيات صار مستشارًا بشركة أمريكية..جنا فاروق تجاوزت 3 إصابات قاتلة ففازت ب5 ذهبيات فى 5 بطولات عالم أسامة طاهر «24 ساعة تجريب يوميًا أنتجت 25 اختراعًا».. شريف عثمان «خريج اللغة العربية صار مثقلًا بذهبيات رفع الأثقال».. ورشا الكردى «كوكتيل دبلومات عليا»
لا يزالون فى مقتبل أعمارهم، وعلى الرغم من صغرهم إلا أنهم يتخطون خبرة وزراء ويخططون لدول، كلٌ فى تخصصه، لا علاقة لهم بالسياسة، وضجيجها وتناحراتها، اختاروا العلم والرياضة والثقافة لبناء حياتهم المستقبلية ومستقبل وطنهم، دون السعى خلف إدمان الظهور الإعلامى أو الوسط السياسى، وهنا استعان الرئيس السيسى بنظرية «الكشاف» الذى اخترعها محمد على باشا للبحث عمن تناستهم الدولة، ليتبنى مشروعاتهم وليكونوا نواة لمجتمع جديد قائم على العلم وبساعد شبابى بحت. محمد فريد، ضعيف البصر، ويكاد يكون كفيفًا، ما يقدر عليه هو التفريق بين الضوء والظلام، إضافة إلى رؤيته خيالات الأشياء، عانى فى طفولته من اضطهاد بعض أقرانه وزملائه فى المدرسة، على الرغم من أن حالته كانت أفضل بكثير مما هو عليه الآن، ولم يكن يستطيع لعب كرة القدم فى طفولته أيضًا، وتطور أمر ضعف نظره بصورة بالغة فى الصف الثالث الابتدائى، وعلى الرغم من ذلك لم ييأس. يعتقد فريد أن المستقبل فى يد مصر، وأن هناك عديدًا من الوزارات والمسئولين يحاولون تغيير المناخ العام عن الإعاقة، لأنه من الصعب الوصول للشىء بصورة منفردة، بل من الضرورى التكاتف للوصول، وأن هذا التغيير يتطلب تحديد الأهداف والعمل على تسويق النماذج الناجحة من المعاقين وغيرهم. يرفض محمد فريد الاعتقاد السائد من الناس عن أن المعاق غير قادر على النجاح وتحقيق أهدافه مثل غيره، مشددًا على أن المطلوب هو إعطاء الفرصة، التى تحدد، هل ينجح الشخص أم لا؟، لأن الصعوبات والمشكلات التى تواجه المعاقين تجعلهم أقوى بكثير مما يتخيل الناس. درس محمد فريد هندسة الأنظمة فى إحدى الجامعات بدولة كندا، وعمل بعد تخرجه مطور برمجيات لمدة عامين فى كنداوأمريكا والهند، ثم عمل مستشارًا للاستراتيجيات فى شركة ماكينزى الأمريكية، والتحق بعدها بجامعة هارفارد، ثم ذاكر الماجستير فى إدارة الأعمال. جنا فاروق، 21 سنه طالبة فى كلية صيدلية القاهرة، ولاعبة منتخب مصر للكاراتيه «بنات/ تحت 21 سنة»، وهى أول لاعبة على مستوى الوطن العربى والعالم، تحصل على 5 ميداليات ذهب على التوالى فى 5 بطولات عالم متتالية، وتقول عن ذلك «هذا أهم إنجاز فى حياتى، والموضوع لم يكن سهلًا، لكن لم يكن مستحيلًا». تعرضت جنا فاروق للعديد من الإصابات الخطيرة، التى كادت تسبب لها إعاقة دائمة، حيث أصيبت بتمزق فى العضلات الخلفية لقدمها، وتمزق فى ظهرها، وضربة من منافس تسببت فى فتح فمها بالكامل من الداخل، ولكنها ترى أنه «لا يوجد شىء فى الحياة يعتمد على الحظ، فكل شىء يتطلب التعب، والإصابات التى تعرضت لها كان من الممكن أن توقفها عن استكمال مشوارها، لكنها واصلت العلاج لمدة شهر أو شهرين بدون ملل». نادر نشأت 25 سنة حصل على البكالوريوس فى الهندسة من مصر، وبعدها حصل على منحة من الاتحاد الأوروبى لاستكمال دراساته العليا فى أوروبا، حصل على ماجستيرين من فرنسا. يرى نشأت أن الفرص الموجودة فى أوروبا لو أتيحت لشباب مصر، فيما يخص التعليم والمناخ العام والخدمات، سيطورون من ذاتهم، ويحققون نتائج هائلة من الممكن أن تكون أعلى ممن يحققها شباب أوروبا، وأن الفترة المقبلة فى مصر تتطلب الاهتمام بالتعليم والتكنولوجيا وتطوير أشياء كثيرة فى البلد، لتحقيق الحلم المصرى، والعالم أجمع. أسامة طاهر مصطفى طالب فى المدينة العلمية الروسية، عمره 22 عامًا، كان يقبع فى غرفته فى منزله 24 ساعة فى التجريب والاختراع والأبحاث، وينفق كل ما يملكه من أموال ناتجة عن العمل الشخصى ومصروفه من والدته، التى قضت كل حياتها معه، على الاختراعات والأبحاث فأصبح صاحب 25 اختراعًا، أهمها وحدة يتم تركيبها على السيارات والمولدات بدلًا من البنزين، وهى موجودة فى أمريكا وألمانيا، ولكن الفرق هو إمكانية الاستخدام المتعدد لها، وعدم اقتصارها على كونها بديلًا للبنزين، بل أيضًا بديل للغاز وللسولار. يقول مصطفى «مصر دولة بمعنى الكلمة، دولة لها تاريخ وحضارة، وأصولها علمية، على عكس الدول التى عرضت علىّ العمل فيها، نشأت منذ فترة قليلة، فتمسكت ببلدى، لأننى أعلم جيدًا قيمتها». رشا الكردى مدرس مساعد فى كلية تجارة جامعة حلوان قسم اقتصاد، حصلت على الماجستير من نفس الجامعة، وكانت عن عجر الموازنة فى الدول وطرق العلاج والتمويل، وبدأت حاليًا فى دكتوراه فى اقتصاديات النقل، إضافة إلى حصولها على مجموعة دبلومات فى الإحصاء ودراسات أخرى فى الإدارة والتمويل. رشا خريجة مدرسة حكومية، وتقول «الحكومة هى اللى صرفت علىّ، مش شرط تكون المدرسة خاصة، وعموما التدريب والكورسات موجودين مجانا أو بفلوس قليلة جدًا، والسعى هو اللى فى الآخر بيوصل للنجاح، ومعنى إنك عملت الحاجات دى كلها ومنجحتش يبقى أنت ماشى غلط، وإن فريق العمل الجامعى، هو نقطة التحول اللى ممكن تخلى مصر تعدى حاجات كتير جدا». شريف عثمان خريج كليه آداب لغة عربية، من المنيا، لم يكن لديه هدف فى البداية أو عمل معين يصبو إليه، بدأ عمله كساعٍ، ثم عمل بائع إكسسوارات، وكاشير، وانتقل بعدها من المنيا إلى القاهرة، ليعمل فى محل ألبان، ليجد الباب أمامه مغلقًا. التحق عثمان بنادٍ لرفع الأثقال، فنمَّى لديه هدف المنافسة، محليًا ودوليًا، كان يمارس تمريناته 6 أيام بدلًا من 3 فى الأسبوع، ولم يكن يفكر فى غير التمرين والحصول على المراكز الأولى، ليحصل على ميدالية فضية وحيدة والباقى ميداليات ذهبية فى بطولات دولية، على مدار 10 أعوام.