الرقابة تعترض على مشهد خيانة الزوجة ل «الداعية».. وصناع الفيلم يرضخون مجدى أحمد على: عمرو سعد تحمل مسئولية خاف منها آخرون عمل سينمائى جديد مثير للجدل، تشهده السينما خلال موسم 2016، اعتبره البعض هو الأجرأ وذلك لارتباط القضية التى يتناولها بالواقع الذى نعيشه حاليًا والمرتبط بشكل كبير بنمو الإرهاب والتطرف القائم على أساس دينى، وذلك عن طريق رصد حياة أحد الدعاة الذى تطرحه رواية «مولانا» لإبراهيم عيسى حيث يحمل الفيلم الاسم نفسه، والرواية كان من المفترض تقديمها من خلال عمل درامى فى العامين الماضيين، وكان مرشح لبطولته أحمد عز الذى اعتذر عن تقديم المسلسل، ليفشل العمل فى الخروج إلى النور وعادت الرواية حبيسة الأدراج من جديد، لكن فى ظل حماس المخرج مجدى أحمد على لتقديمها، وكذلك رجل الأعمال نجيب ساويرس الذى تولى مسئولية إنتاج الفيلم بينما يتحمل المنتج محمد العدل مسئولية المنتج المنفذ للعمل، عادت الفكرة لطرح الفيلم من جديد إلى النور من بطولة عمرو سعد الذى طالما أكد على نيته تقديم شخصية الداعية خلال السنوات القليلة الماضية من خلال مسلسل «بشر مثلكم» الذى تم تأجيله لأجل غير مسمى، خاصة مع تشابه الفكرة العامة للعملين مع اختلاف الأحداث، تحويل الرواية إلى عمل سينمائى أثار حالة من الجدل، خاصة مع تناول العمل لعدد كبير من نقاط التلاقى بين الدين والسياسة، والتى جعلت الرقابة فى بادئ الأمر تعلن اعتراضها قبل أن يسمح رئيس الرقابة السابق عبد الستار فتحى بالتصريح للعمل بعد حذف بعض المشاهد من السيناريو. ويهدف صناع الفيلم إلى توضيح المتلاعبين بالدين وإظهار صور بعض الدعاة على حقيقتهم وعدم فهم الكثيرون منهم لأمور الدين الذى يطوعونه لخدمة مصالحهم. مضمون الفيلم الجرئ ربما هو ما سيتسبب فى إثارة أزمات كثيرة خلال الفترة المقبلة ما بين المبدعين وجهاز الرقابة وبعض المتشددين، حيث يعرض حياة داعية يتمتع بخفة الظل فى برامجه، وهى شخصية «حاتم» التى يجسدها عمرو سعد وهو محور الأحداث طوال الرواية التى علمت «الصباح» أنه لم يتغير منها الكثير وتم حذف بعض الموضوعات غير المهمة للعرض فى الفيلم، وكان أول اعتراض رقابى على الفيلم هو حذف مشهد تظهر فيه زوجة «الداعية حاتم» متلبة بفعل الخيانة له، وهو ما تم حذفه فى السيناريو على الرغم من تواجده فى الرواية الأصلية إلا أن اعتراض الرقابة على المشهد جعل صناع العمل يقررون حذفه. وتدور أحداث «مولانا» حول حياة الشيخ حاتم «عمرو سعد» الذى بدأ من القاع وانطلق بشكل سريع إلى القمة وأصبح واحدًا من أهم الدعاة المقربين من السلطة، حاتم كان يعيش بشكل طبيعى مع زوجته «أميمة» والتى تجسد دورها الفنانة درة، لكن يتعرضان لأزمة كبيرة تعصف بحياتهما الزوجية وهى تعرض ابنهما الوحيد لحادث كبير يفقد على إثره الذاكرة ويصاب بالشلل وهو ما ألقى بظلاله على علاقتهما الزوجية التى أصبحت فاترة وهو ما أثر سلبًا على الزوجة التى لجأت للخيانة فى لحظة ضعف مع أحد الأطباء وسلمت نفسها له، وهذا هو المشهد الذى أكدت الرقابة ضرورة حذفه من السيناريو، كما تحولت الزوجة إلى شخص رافض لأفكار زوجها الداعية وكانت تعارض فكره وتتعجب منه، خاصة أن الشيخ «حاتم» كان يعمل دائمًا على إرضاء أمن الدولة والمعلنين الذين يضخون أموالًا لبرنامجه. حياة حاتم تظهر فى الفيلم متشابكة وشهرته جعلته يتدخل فى أمور كثيرة لدرجة أن تجمعه علاقة شخصية بنجل الرئيس «تدور أحداث الرواية فى زمن ماضى» الذى استعان به من أجل التدخل لحل أزمة عائلية داخل الأسرة، حيث يواجه أزمة كبيرة مع شقيق زوجته ويدعى «حسن» وهو أحد أهم أبناء رجال الأعمال فى الدولة، بعدما يقرر حسن الخروج من الإسلام «التنصر» ليتحول إلى المسيحية أمام عجز كامل لعدد كبير من الدعاة فى إقناعه عن التراجع عن فكرته، وهى الأزمة التى تهدد عائلة الرئيس كاملة بسبب علاقة النسب بينهم، فيلجأ نجل الرئيس له ويطلب التعرف عليه ويطلب منه إقناع شقيق زوجته بالعدول عن فكرته فى إطار شديد من السرية، واستحوذت قضية التحول من الإسلام للمسيحية قدر كبير من الرواية وربما هى إحدى ركائز الفيلم، وشخصية «حسن» فى العمل يجسدها الفنان الشاب «أحمد مجدى» الذى مع نهاية الأحداث يتحول إلى إرهابى بعد العدول عن فكرة «التنصر»، الفيلم اهتم أيضًا بتوضيح علاقة أمن الدولة بعدد من الدعاة تحريكهم وتوجيههم والسيطرة عليهم، وذلك من خلال العميد «أحمد الفيصل»، ويوضح الفيلم كيف استطاع التأثير على الشيخ وإغوائه للرذيلة من خلال شخصية الفتاة المتدينة «نشوى» والتى تم إجبارها من قبل الدولة على مغازلة الشيخ وإغوائه دون التعمق الجنسى معه، وهو ما نجحت فيه فى ظل العلاقة الرتيبة بين الشيخ وزوجته، وتجسدها فى الفيلم «ريهام حجاج»، حيث تعرفت عليه من خلال ذهابها لحضور أحد برامجه ومن ثم تقابلوا وبدأ التعارف أكثر ووقع فى غرامها، وكانت فنانة معتزلة لكنها التزمت فيما بعد، ومن بين أهم شخصيات الفيلم أيضًا الشيخ الصوفى «مختار الحسينى» وهو أحد مشايخ الصوفية الذى يتعرض للظلم من جانب الدولة والإقصاء لدرجة اعتقاله، ويتردد أنه سيتعرض للحرق فى أحداث الفيلم، كما جسد «رمزى العدل» شخصية رجل يتم اتهامه بالتشيع والتعاون مع إيران، «مولانا» تطرقت للكثير من الموضوعات من الإرهاب وحادث تفجير الكنيسة الذى يتسبب فيه «حسن»، ويتعرض لقضية غسيل الأموال والإخوان والصراع السنى الشيعى وزواج المتعة والفن، وفتاوى إرضاع الكبير التى أطلقها فى الرواية الشيخ «فتحى» والذى بينه وبين «حاتم» عداوة كبيرة. وأكد المخرج مجدى أحمد على فى تصريحاته ل «الصباح» أنه غير قلق من عرض الفيلم فى هذه الفترة لأنها الأنسب له، موضحًا أنه كان يتمنى تنفيذ العمل كمسلسل لكنه لم يستطع فلجأ إلى تغيير الأمر إلى شاشة السينما، وأشار إلى أن هناك تغيرات فى السيناريو خاصة أنك تقدم عمل روائى سينمائى، حيث تم حذف بعض الموضوعات، كما أكد على أنه يعمل فى الوقت نفسه على تقديم نموذج داعية مستنير ومتحضر وليس متشدد من أجل موازنة الأمر وجعله واقعيًا، ويتولى هذا الداعية فكرة الحرب على الإرهاب وأفكار استغلال الدين فى السياسة، وأن سبب اختياره لعمرو سعد يعود لأنه حريص على تحمل مسئولية فيلم مهم خاف أن يقدمه نجوم آخرون. أما المنتج محمد العدل فأكد أن العمل من إنتاج نجيب ساويرس، وأنه منتج منفذ وأشار أنهم أعجبوا بالرواية وكان ينتظر العمل الجيد من أجل العودة للسينما فى ظل المخاطرة التى تعتمد على وجود من لديه القدرة على الاقتحام والإنتاج، وتابع: لم يعد هناك موضوع جرئ من عدمه وأصبحت كل الموضوعات مطروحة للنقاش وعلى المتضرر أن يلجأ إلى الحوار ويناقش، والفيلم يطرح قضية مهمة وهى كيفية التلاعب بالألفاظ وتحويل الدين لشىء نستفيد منه بشكل شخصى، وأضاف : من الممكن أن يتم تنفيذ الرواية كمسلسل لكن بعد الانتهاء من العمل على الفيلم وخروجه للنور.