تصفيات كأس العالم – بوركينا فاسو تنتصر وتنتظر نتائج المنافسين لحسم مقعد الملحق    الخامس.. غانا تفوز على جزر القمر وتتأهل إلى كأس العالم    بلال مظهر يسجل أول أهدافه ويقود رديف أولمبياكوس للفوز على كاليثيا    منتخب مصر يهزم غينيا بيساو بهدف نظيف في تصفيات كأس العالم    ترامب: الصراع في غزة انتهى والإدارة الجديدة ستباشر عملها قريبًا    استشهاد فلسطيني برصاص قوات الاحتلال في مدينة خان يونس    بعد تجاوزات إثيوبيا غير القانونية.. مصر تكشر عن أنيابها في أزمة سد النهضة.. متخصصون: ندافع عن حقوقنا التاريخية في نهر النيل والأمن المائي خط أحمر    الأولى على القسم الجامعي "تمريض": التحاقي بالقوات المسلحة حلم الطفولة وهدية لوالدي    رئيس الوزراء البريطانى يصل إلى شرم الشيخ للمشاركة فى قمة شرم الشيخ للسلام    فرنسا تُعلن تشكيل حكومة جديدة برئاسة لوكورنو لتجاوز الأزمة السياسية    منتخب مصر ينتصر على غينيا بيساو بهدف نظيف في تصفيات كأس العالم 2026    عبد الظاهر السقا: تنظيم أكثر من رائع لاحتفال المنتخب بالتأهل لكأس العالم    بوركينا فاسو تختتم التصفيات بفوز ثمين في ختام مشوار إفريقيا نحو المونديال    نائب محافظ قنا يتفقد عددًا من الوحدات الصحية لمتابعة جودة الخدمات المقدمة للمواطنين    ترامب: الحرب في غزة انتهت ووقف إطلاق النار سيصمد    خبير تربوي يضع خطة لمعالجة ظاهرة العنف داخل المدارس    حبس رجل أعمال متهم بغسل 50 مليون جنيه في تجارة غير مشروعة    القائمة الكاملة لأسعار برامج حج الطبقات البسيطة ومحدودي الدخل    الخارجية الفلسطينية تؤكد أهمية ربط خطة ترمب للسلام بمرجعيات القانون الدولي    إعلام عبري: إطلاق سراح الرهائن من غزة بداية من الساعة 8 غدا على دفعتين    زيلينسكي: بحثت مع ترمب تزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك وأنظمة باتريوت    باحث فلسطينى: زيارة ترامب لمصر محطة مفصلية لإحياء مسار السلام    وائل جسار يُحيى حفلا غنائيا فى لبنان الأربعاء المقبل    البنك المركزي يقبل سيولة بقيمة 125.6 مليار جنيه في عطاء أذون الخزانة اليوم    وزير الصحة يلتقي الرئيس التنفيذي لمعهد WifOR الألماني لبحث اقتصاديات الصحة    بيحبوا يصحوا بدري.. 5 أبراج نشيطة وتبدأ يومها بطاقة عالية    هل التدخين يبطل الوضوء؟ أمين الفتوى: يقاس على البصل والثوم (فيديو)    أسامة الجندي: القنوط أشد من اليأس.. والمؤمن لا يعرف الإثنين أبدًا    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : أول الحذر..ظلمة الهوى000؟!    نوفمر المقبل.. أولى جلسات استئناف "سفاح المعمورة" على حكم إعدامه    ابن النادي" يتصدر تريند "إكس" بعد تصاعد الأحداث المثيرة في الحلقات الثالثة والرابعة (صور)    قافلة طبية بجامعة الإسكندرية لفحص وعلاج 1046 مواطنًا بالمجان في الكينج مريوط (صور)    خاص للفجر.. يوسف عمر يخرج عن صمته ويكشف تفاصيل فيلمه الجديد مع أحمد عز    بعد مصرع الطفل " رشدي".. مديرة الامراض المشتركة تكشف اساليب مقاومة الكلاب الحرة في قنا    محافظ القليوبية يقود حملة مفاجئة لإزالة الإشغالات بمدخل بنها    تأجيل إستئناف المتهم الرئيسي ب " تظاهرات الألف مسكن "    الخريف.. موسم الانتقال والحنين بين دفء الشمس وبرودة النسيم    تأجيل الدعوى المقامة ضد إبراهيم سعيد لمطالبته بدفع نفقة ابنه    رئيس منطقة مطروح الأزهرية يكرم الطالبة هاجر إيهاب فهمي لتفوقها في القرآن والخريدة البهية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم 12-10-2025 في محافظة الأقصر    دمياط: فصل المياه في بعض المناطق منتصف الليل حتى الثامنة صباحا    أوسكار عودة الماموث.. فيلم يخطو نحو الإبهار البصري بقصة إنسانية مؤثرة    20 أكتوبر.. انطلاق جولة «كورال وأوركسترا مصر الوطني» بإقليم القناة وسيناء    الخريف موسم الانتقال... وصراع المناعة مع الفيروسات الموسمية    بالأسماء.. الرئيس السيسي يُصدر قرارا بتعيينات في مجلس الشيوخ    نجوم الأهلي في زيارة حسن شحاتة بالمستشفى للاطمئنان على حالته الصحية    "سلامة الغذاء" تنفذ 51 مأمورية رقابية على السلاسل التجارية في أسبوع    الضرائب: الفاتورة الالكترونية والإيصال الإلكتروني شرط أساسي لإثبات التكاليف ورد ضريبة القيمة المضافة    وزارة الصحة: 70% من المصابين بالتهاب المفاصل عالميا يتجاوز عمرهم ال55 عاما    الداخلية تضبط أكثر من 106 آلاف مخالفة مرورية في 24 ساعة    "الوطنية للانتخابات" تواصل تلقي طلبات الترشح لانتخابات مجلس النواب 2025 لليوم الخامس    تنفيذ ورش تدريبية مجانية لدعم الحرف اليدوية للمرأة في الأقصر    مراكز خدمات «التضامن» تدعم ذوى الهمم    مشروع الفستان الأحمر    مدارس التكنولوجيا تعيد رسم خريطة التعليم الفنى    مصر تتسلم رئاسة المنظمة الدولية للتقييس "أيزو" لمدة 3 أعوام بعد فوز مشرف ومستحق    استبعاد معلمي الحصة من حافز ال 1000 جنيه يثير الجدل.. خبير تربوي يحذر من تداعيات القرار    وزير الأوقاف فى الندوة التثقيفية بالإسماعيلية: الوعى أساس بناء الوطن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ساخرون "عيد سعيد"
نشر في الصباح يوم 19 - 09 - 2015


كل جلسات مجلس الشعب ستكون سوارية:الراقصة والسياسة
استجوابات سما المصرى ستبدأ بفقرة التورتة وتنتهى بلم النقطة.. والسلفيون يطالبونها بالجلوس فى المقاعد الخلفية
من الواضح أن السيد رئيس البرلمان القادم تنتظره العديد من التحديات التى لم يسبقه فيها أى ممن شغلوا هذا المنصب الرفيع من قبل، فالوضع الآن مختلف تمامًا يا برايز، فكما أعلن فى الأيام الماضية وتناقلته وسائل الإعلام المختلفة، فإن الفنانة «سما المصرى» قد تكون إحدى المرشحات بقوة لحجز مقعد أمامى «بلكون» فى الصالة المواجهة لمنصة السيد رئيس البرلمان.
وهذا هو ما حذر منه العديد من المهتمين بالانتخابات، ففى الوقت الذى أكد فيه العديد من الخبراء أن قرار ترشحها هو حرية شخصية، وأن الصندوق سيقول كلمته فى النهاية، يقول «هانى المنعش» الخبير الاستراتيجى أن ترشح «سما» إذا جاء عن دائرة الأزبكية سيكون له دلالة واضحة، فهذه المنطقة تعتبر «وسط البلد».. وهذا يعنى أن سما محضرة للفقرة دى من بدرى، هى بس تنجح وتانى يوم هاتحزم الوسط كويس، وهو ما سيترتب عليه العديد من النتائج ومنها أن تلك المنطقة ستصبح نقطة ساخنة فى «حزام الزلازل» فالاستجوابات التى ستطلقها «الست النايبة» هاتهز المنطقة هزة قوية.. لكن التخوف كله يأتى من أن تطلب سما من الحاضرين دفع النقطة بعد كل استجواب، «لأن الدنيا خد وهات وعم عشم مات».
وإذا كان هذا الترشح يؤكد أن سما المصرى ترغب فى لعب الدورين فى فيلم «الراقصة والسياسى»، فإن «المنعش» أوضح أن نجاحها سيقلق بعض الجلابيب السلفية التى من المتوقع أن تجاورها فى مقاعد البرلمان بدون محرم مناسب، وبالتالى قد تطالب الكتلة السلفية فى البرلمان بأن تجلس سما فى المقاعد الخلفية من القاعة حتى تكون ورائهم وبعيدة عن مستوى نظرهم، لأن مع «سما المصرى» مش هاتقدر تغمض عينيك حتى لو كانت دقنك لحد رجليك.
الشكل العام للبرلمان كله سيختلف إذا ما استطاعت «سما» حصد الأصوات التى تؤهلها لدخول المجلس، فمن المتوقع أن تقوم «سما» باصطحاب أحد فنانى «التنورة» لتقديمها قبل أن تلقى وصلتها فى البرلمان، والتى من المؤكد أن معاونيها قد بدأوا فى صياغتها منذ الآن، والتى ستحمل العديد من المعانى العميقة، مثلا: تلتقون الليلة وكل ليلة، مع السيدة التى هزت شارع «محمد على» النجمة اللى ما خافتش من أبو إسماعيل وفضلت وراه لحد ما ركب عربية التراحيل، معانا ومعاكوا «سما المصرى».
وعليه فإن كل جلسات البرلمان ستبدأ فى تمام العاشرة مساءً، وتكون الافتتاحية هى «دقوا المزاهر»، ثم تليها الأغنية الشهيرة «يا واد يا تقيل»، ثم فقرة التورتة.
العمل الفنى السياسى الشعبى الأضخم فى التاريخ الحديث:برلمان السبكى.. قريبًا تحت القبة وفى دور العرض
مجلس الشعب القادم سيكتب اسمه فى التاريخ بحروف من لمبات نيون وأفيشات «أوت دور»، فهذا العمل الفنى الضخم اجتمعت به كل مقومات النجاح، من إنتاج وإخراج واستعراض وتسويق وتشويق ومتعة وسيناريوهات خيالية.
الأسماء الفنية التى أعلنت عن ترشحها فى الانتخابات المقبلة تستطيع أن تقدم لنا أوبريت فنى ننافس به مسرحيات هوليوود الموسيقية، بداية من وجود الفنان «حمدى الوزير» الذى سيكون له دور بارز فى «قفش» المتلاعبين بالقوانين، وإعادتهم إلى المسار الصحيح، بنظرته الشهيرة التى تقضى على أى مقاومة للسلطات، فالنجم المعروف بأنه «أشهر متحرش فى مصر» يستطيع أن يتحرش بكل أنواع التلاعب والحيل التى لن تنطوى على من هو مثله، فإن كنت تحبه بالفعل وستنتخبه، ليس عليك إلا أن تدعوا له بأن تنزل الغشاوة على عيون جمعيات حقوق المرأة والفيمينست، ويتركوه يعمل فى صمت.
ومع وجود مرشحيين ممثلين مثل حمدى الوزير وسما المصرى، فمن الواجب أن يتواجد مرشح لضبط «إيقاع» المجلس، وفى هذا الصدد لن تجد أجدر من السيد «أحمد عز» ليقود الموسيقى التصويرية للبرلمان، فمن المعروف عنه أنه كان عاشق «للدرامز» و»البيركشن» وخصوصًا آلة «الطبلة»، مما يؤهله للعمل فى تلك الناحية بإمتياز، فمن غيره يستطيع أن يتحكم فى «ريتم» البرلمان.
وبعد كل ذلك فمن المتوقع أن يقوم المخرج السابق والمرشح الحالى «خالد يوسف» بتجميع كل تلك الإمكانات وتطويعها لإخراج عمل فنى انتخابى متميز، فمن المتوقع منه سيقوم «يوسف» ب «تعرية» كل المشاكل، وفك كل «الملابسات» عن أهم العوائق التى تعرقل التغيير والتطور فى بلدنا الحبيب، فغدا نجد «شحاتة» يحتفل بالكشك الجديد الذى سيجبر «يوسف» إدارة الحى والمحافظ على إعطائه له، ولن يقبل أى وعود فضفاضة بأن يكون التسليم «حين ميسرة» فهى مش فوضى، ويشدد «خالد» على ملاحقة «الخونة» فلا يوجد ما يسمى «بخيانة مشروعة» أو غير مشروعة، فهى فى النهاية تؤدى إلى نفس النتائج، ويرجح البعض أن «خالد» يقود تحالفا بين المرشحين البارزين، لانتخاب «الريس عمر حرب» رئيسًا للمجلس.. وهكذا لن يتبقى سوى أن تنقل الجلسات على الهواء مباشرة إلى دور العرض السينمائى، وتدخل المهرجانات الدولية.
اسم الرئيس الجديد للمجلس كان مثار جدل مطول على صفحات التواصل الاجتماعى، والأغلبية بينهم ترى أن ذلك المجلس ومع كل تلك الأسماء الجميلة لا يجب أن يفوت فرصة أن يكون رئيسه هو المنتج «السبكى» فهو الأحق برئاسته، وفى تلك الحالة لن يكون هناك جدول أعمال يومى معتاد يوزع على السادة النواب، فمن تلك اللحظة سيكون الجدول عبارة عن «أفيش مضئ» يتوسط واجهة المجلس، مع «برومو» يومى للجدول يستطيع الجميع مشاهدته عبر الإنترنت.
قالوا عن البرلمان
«ما وصلت إليه بناءً على خبرتى فى الحياة هو أن وجود مغفل واحد يصنع نكتة.. ووجود 2 من المغفلين يصنع شركة.. ووجود 3 من المغفلين يصنع برلمانًا»
(الرئيس الأمريكى الأسبق جون آدامز)
«يمكنك أن تنتخب رجلًا إلى البرلمان.. لكن لا يمكنك أن تجبره على التفكير»
(الكوميديان الأمريكى ميلتون بيرل)
«الفرق الوحيد بين الضرائب وبين الموت، هو أن الموت لا يزيد كلما انعقدت جلسات البرلمان»
(الكوميديان الأمريكى ويل روجرز)
«90 فى المائة من الشعوب غير راضية عن أداء برلماناتها.. مما يدفعك إلى الاعتقاد بأن العشرة فى المائة الباقين متخلفين عقليًا»
(الكاتب الأمريكى جارود كينتز)
خبر غير حقيقى
بعد قضية فساد وزارة الزراعة وقضية السياح المكسيكيين، أعلن مكتب النائب العام حظر النشر فى حادثة سقوط الرافعة داخل الحرم المكي، وحظر نشر أخبار المظاهرات اللبنانية المعروفة باسم «طلعت ريحتكم»، وحظر النشر فى الشكوى المقدمة للفيفا من نادى فيرونتينا ضد اللاعب محمد صلاح، وحظر نشر إعلانات الوظائف الخالية فى الهيئات والمصالح الحكومية.
يطبق هذا القرار عقب نشره فى الجريدة الرسمية.
هجاء اللحوم
يقول بيرم التونسى فى ذم أكل اللحمة:استنظره الموت وفى العيد الكبير طاله.. فى اللحم لما أكل من كل ما طاله..أكل فى بيتهم، وبيت عمه، وبيت خاله ويعيد غداه كل ما يدخل لأهله ضيوف!!
إزاى تدبر مصاريف المدارس وفلوس العيد بأقل مجهود
صحيت النهادره الصبح بعد ليلة كلها خناق مع المدام، اللى هددت أنها هاتسيبلى البيت بعد كل العشرة دى لو ما اتصرفتش فى فلوس.. الواد ابنى كبر وبقى فى 3 ثانوى ومحتاج مصاريف مدرسة وكتب ودروس خصوصية ويونيفورم.. والعيد الكبير داخل ومصاريفه أكتر.. والدنيا كلها بتغلى.
نزلت مش شايف أدامى مش عارف أروح فين، ركبت أتوبيس الشركة، وقعدت كالعادة جنب «محسن» زميلى فى مكتب الخزينة من 30 سنة، واللى شاف معايا كل حاجة، وحكيتله على اللى أنا فيه.
«محسن» فكر شوية وبعدين قاللى إنه عنده حل كويس، إنى أخد الفلوس اللى عاوزها من خزنة الشركة وأدخلهم فى جمعية، وأبقى أسددهم تانى على ما أكون فكيت زنقتى.
صحيح إن الفكرة مسروقة من فيلم أم العروسة، بس معلش.. التجديد الدرامى مش مهم فى ظروفى دى.. اديت ضميرى حقنة منومة وفتحت الخزنة، الشيطان وسوس فى دماغى إنى أسرقها كلها.. قال لى مين عارف.. مش يمكن لما يعرفوا أنك حرامى كبير يعينوك وزير؟
لكن أنا ما ضعفتش.. مديت إيدى وسحبت 4 آلاف جنيه بالظبط.. ده المبلغ الضرورى اللى أنا محتاجه دلوقتى.. الباقى ممكن يتدبر بعدين أو مش مهم خالص.
رجعت لمراتى أم الواد.. وقولتلها أنى استلفت 4 آلاف جنيه من واحد صاحبى.. قالتلى إن دخول المدارس ومصاريف العيد عاملة ضغط على كل البيوت، بس 4 آلاف دول مش هايكفوا حاجة.
قولتلها: يكفوا أهم حاجة بالنسبة لابنك.. ابنك عنده استعداد ما ياكلش لحمة لمدة سنة، ويروح المدرسة بهلاهيل، بس يحضر حفلة الخواجة يانى !
الست بصتلى كأنى طالع من مستشفى المجانين.. قالتلى هاتضيع فلوسك على الحفلة؟ قولتلها مش ابنك هو اللى مصمم؟
سكتت شوية وهى بتدعى بحاجات مش سامعها، وبعدين سألتني: طيب تذكرة حفلة «يانى» بألفين جنيه، أنت استلفت أربعة ليه؟
فقولتلها: أصل أنا رايح معاه.
غلطت أنا فى حاجة؟
بقلم الساخر الراحل محمد عفيفى
إذا كنت لا تجيد لغة «الور».. فأنت أتعس إنسان فى العيد الكبير حكايتى مع الخروف
فى العيد الكبير يطفو اللحم على شطح كل الأشياء.. يكبس عليها ويطمس ملامحها لكى يصبح هو السيد الوحيد.. فكل سنة وأنتم طيبون.
كانت فكرتى عن الطريقة التى أشترى بها خروف العيد هى أن أنتظر حتى أرى رجلًا سارحًا بعدد من الخرفان فأقول له يا بتاع الخرفان.. أوزن لى الخروف اللى هناك لو سمحت !
ولكنه لم يكن متاحًا لى أن ألجأ إلى هذه الطريقة من ناحية لأن الحى الذى أسكن فيه لا يسرح فيه الرجال بالخرفان..! ومن ناحية أخرى لما حدثنى به أهل العلم من أن الرجل العاقل لا يشترى خروفه بهذه الطريقة ! لأن الخرفان التى يسرح بها الرجال خرفان رديئة فى أغلب الأحيان.. فلماذا سرحوا بها أصلًا !!
منطق غير معقول طبعًا ولذلك.. صدقته !! وقلت لهم
آمّال الراجل العاقل يا أهل العلم بيشترى خروفه إزاى ؟
فقالوا: إنه يذهب إلى المذبح برفقة واحد منهم حيث ينتقى بمساعدته خروفًا مناسبًا فيدفع ثمنه ويذبحه ويسلخه ويوضبه ويعود به إلى المنزل فرحًا مرحًا فخورًا به
على خيرة الله ياللا بينا...
هكذا قلت لهم.. وسحبت - أقصد سحبنى - واحد منهم إلى المذبح حيث أجلسنى فى قهوة بلدى مع تاجر خرفان ملطخ الجلباب بدماء بضاعته ! وأحضروا لنا ثلاثة خرفان لنتخير منها ضحيتنا.
أول الخرفان كان بنى اللون كبير القرنين والثانى رمادى اللون متوسط القرنين والثالث غير ذى قرنين أصلا بل غير ذى لون أيضا، لأن شخصًا ما قد حلق له شعره بسبب أو آخر نمرة زيرو.
قلت لهم : يظهر أن الخروف ده معجب ببول براينر.. ها هاها
ولكن أحدًا لم يضحك الأمر الذى فهمت منه أن سمعة الممثل المعروف لم تصل إلى المدبح بعد !
وهذا غير مهم.. المهم أنى كنت فى صف الخروف الرمادى لا بسبب لونه الشاذ فحسب وإنما بسبب ما ميزته أذنى فى مأمأته من نغمة خفيفة، لكن زميلى مندوب أهل العلم بشئون الخرفان قال لى : إن هذا الخروف هو أسوأ الخرفان الثلاثة !
والرجل العاقل لا يجوز له أن يتخير خروفه على أساس من الاعتبارات الموسيقية، إذ أن الصوت لا أهمية له فى الدلالة على جودة اللحم.. بدليل أنه اشترى مرة خروفًا يسجل بصوت تينور لطيف كاملا ومع ذلك كان لحمه زى الزفت.
يظهر - قال تاجر الخرفان - إن البيه غاوى طرب هع هع
ومع همهمته هعهع سائر الموجودين بالقهوة لسبب لا أدريه، فانكمشت فى بذلتى وقررت ألا أكشف لهؤلاء القوم عن باقى خواطرى. وانتهى زميلى من فرز الخرفان الثلاثة حتى وقع اختياره.. صدق أو لا تصدق.. على الخروف الأقرع ! قائلًا :
الفروة موش مهمه لأنى اعتقد إنك حتاكله من جوه!
فهززت كتفى فى استخفاف قائلا: أنت أدرى ولو أنه صوته عادى خالص..
وأخذوا الخروف فوزنوه وحاسبونى عليه ودفعت للتاجر مبلغًا من المال أوجعنى، وانتهت عملية الشراء، وأحضروا لنا جزارًا يتصبب بدل من العرق دمًا، وأوصوه أن يأخذ باله من البيه ويذبح له الخروف كويس، وكان من رأيى أن يذبحه حيث جلسنا ولكن الجزار لسبب لا أعرفه صمم على أن يذبحه فى منزله!
_ هو البيت ( سألته ) بعيد ؟
- لا ده خطوتين..
فنهضنا وبدأت رحلتنا، الجزار ومندوب أهل العلم وأنا والخروف بيننا يقدم رجلًا ويؤخر.. توطئة لأن يثبت فى مكانه ويرفض السير رفضًا باتًا، فلو كانت له قرون لجذبناه منها ولو كانت له فروة لجذبناه منها، ولكن ماذا تصنع بخروف حليق عديم الفروة وأملس بلا قرون ؟
لذلك أخذ الجزار يدفعه من مؤخرته قائلًا لى فى فتور: قول له ور يا بيه
ور؟
أيوة ور..
للخروف ؟
أيوة.. عشان يمشى..
وكان فى لهجته من نفاد الصبر ما يدل على ضيقه الشديد بهذا البيك الذى لا يعرف الحديث بلغة الخرفان. لكن بصراحة كان يجب أن يدرك أنه غير لائق بذلك البيك حتى فى حال علمه بتلك اللغة أن يسير فى الطريق العام قائلًا ور !
ولما كنت أرغب فى أن يصل الخروف إلى المنزل بأية طريقة، فقد بسطت ذراعى فى استسلام وقلت للخروف:
وِرّ يا سيدى وررر.. ورررر
ففهم اللعين الكلمة وسار نحوًا من عشر خطوات قبل أن يتوقف من جديد، كأنه بطاريته خلصت، أو كأنه يريد أن يفهمنى ان الحكاية موش فوضى ! وأنه ليس من الخرفان التافهة التى تسير أكثر من خمسة أمتار ب (ور) واحدة.. فخضعت للأمر الواقع ورحت أقولها وأعيدها أنا ومندوب أهل العلم، فى حين تولى الجزار عملية الدفع من الخلف.
ذلك المنظر الذى أعجب نصف دستة من الصبية فانضموا إلينا، وكلما توقف الخروف يقولون وررر وكلما سار يصفقون : هييه، مما جعلنى اتخذ قرارًا بأن أكون نباتيًا فى العام القادم بدلا من هذه الفضيحة.
واستمرت تلك المظاهرة إلى بيت الجزار الذى اتضح أنه على بعد نحو كيلو متر، الأمر الذى يدلك على النسبية التامة فى مسألة تحديد المسافات، وكيفما أن ما يبدو لك أنت الرجل العادى كيلو مترًا، لا يبدو خطوتين اثنتين بالنسبة للرجل الجزار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.