اتهام عادل إمام وعمرو يوسف بتشويه صورة الداخلية منذ ثورة يناير 2011 وعلاقة الشرطة بالشعب مازالت تتأرجح بين الحين والآخر، الأمر الذى جعل الدراما من وقتها فى حيرة هى الأخرى من موقفها فى رصد العلاقة بين الشرطة والشعب ومع أى جانب يمكن أن تقف، أعمال ظهرت تهاجم جهاز الشرطة، وأعمال أخرى حاولت إصلاح العلاقة ومصالحة الشعب والداخلية مثل مسلسل «الضابط والجلاد» الذى يعرض حاليًا فى رمضان بعنوان «ولاد السيدة»، لكن من أبرز الأزمات التى حدثت بين الشرطة والدراما كانت العام الماضى من خلال مسلسل «أهل إسكندرية» والذى تردد وقتها أن سبب منعه يعود لإساءته للداخلية لذلك تم منع العمل قبل بداية شهر رمضان بأسبوع رغم أنه حاصل على موافقة من الرقابة لكن منعه جعل العمل قضية الصحف والإعلام وقتها، وبعد منع العمل خرجت تصريحات تؤكد أن الداخلية ليست لها يد فى المنع، ومع ذلك مازال العمل ممنوعًا. صورة الداخلية فى الدراما أصبحت على المحك، وأى عمل يتناولها يبدأ الرصد حول تشويه الداخلية فى الدراما، ورغم ذلك لم نتوقع رصد الداخلية هذا العام بهذا الكم الكبير فى الأعمال الدرامية، الأمر الذى جعلها تقع فى محكمة الدراما ما بين تشويه صورتهم أو تحسينها من أجل إعادة الثقة فيها، لكن الرؤية الأكثر هى ظهور ضابط الشرطة بشكل سيئ فى معظم الأعمال وفقًا لما يتم عرضه حاليًا. وفى ماسبيرو «تليفزيون الدولة» كان لسان حاله «ابعد عن الشر وغنيله» لتقرر حذف كل ما يسىء للشرطة، خاصة أن رقابة ماسبيرو أصدرت قرارًا بحذف أى مشهد فى دراما رمضان 2015 يشوه صورة الداخلية، لذلك تم حذف الكثير من المشاهد الخاصة بالشرطة، واستطاعت «الصباح» رصد عدد من المشاهد المحذوفة فى مسلسل «ظرف أسود»، وهو المشهد الذى يكشف العلاقة غير الشرعية بين أحد الضباط وزوجة عمرو يوسف التى تجسد درة شخصيتها، والذى يجد هذا الضابط فى حمام منزله مع زوجته، وعندما يعتدى عليه بالضرب يأمر أمناء الشرطة الذين كانوا فى انتظاره بالسيارة تحت المنزل بضرب عمرو يوسف وسحله وتلفيق قضية له لسجنه والتخلص منه، ويظهر استخدام الضابط لسلطته من أجل إشباع غرائزة، وكذلك قامت بحذف أكثر من 22 مشهدًا فى حلقات المسلسل، وكذلك فى مسلسل «حق ميت» قامت رقابة ماسبيرو بحذف مشاهد التعذيب التى تقوم بها الشرطة للمتهمين حيث يظهر شخصية الضابط الذى يقوم باستخدام أساليب التعذيب للحصول على الاعترافات وتلفيق التهم مثلما حدث مع الفنان حسن الرداد فى أحداث المسلسل. صورة الشرطة لم تكن سيئة من وجهة نظر الأعمال السالف ذكرها، لكن جاءت فى رمضان 2015 من خلال مسلسل «بعد البداية» بطولة طارق لطفى، والذى يرصد نوعين من الشرطة أحدهما شخصية الضابط خالد سليم الظالم الذى يلفق التهم، ويستخدم أساليب غير شرعية فى تحقيق ما يريده لدرجة استخدام العنف والقتل أيضًا، لكن على الجانب الآخر أظهرت صورة الضابط الشريف الذى يتصدى للظلم. وفى مسلسل «لعبة إبليس» بطولة يوسف الشريف أيضًا يقدم نموذجًا لضابط الشرطة «المرتشى» من خلال شخصية محمد سليمان الذى يطلب المال من أجل عدم فتح ملفات قضايا معينة، كذلك من خلال أشخاص فى الأمن تقوم بأعمال منافية لطبيعة عملهم كضباط شرطة منها التجارة فى الخمور. مسلسل «أستاذ ورئيس قسم» بطولة الزعيم عمل أيضًا على إلقاء الضوء وتذكير المشاهد بما كان يحدث أيام الثورة ووقت المظاهرات واعتداء ضباط الشرطة على المواطنين واستخدام نفوذهم فى فترة حكم مبارك.. وفى اختلاف عما سبق قدم مسلسل «ذهاب وعودة» لأحمد السقا شخصية ضابط الشرطة الصالح الذى يسعى لمساعدة أب فى الوصول لابنه بكل الطرق الممكنة، وهو ما يظهر دورًا إيجابيًا كبيرًا لضابط الشرطة. وحول تلك الظاهرة تقول الناقدة خيرية البشلاوى أن الدراما تقدم الصورة السيئة لضابط الشرطة خاصة فى مسلسل «بعد البداية»، وأوضحت أن الدراما ليست بريئة لأنها بتلك الصورة تعتبر ضد تقدم المجتمع، خاصة أنها صورة غير صحيحة وجزء من حرب على مصر لمنعنا من التقدم، وأشارت إلى أن معظم الأعمال تعمل على نغمة أن الداخلية فاسدة لتجريف المجتمع من أدوات حمايته وإظهار أن كل شىء سيئ. وعلى النقيض منها يرى الناقد طارق الشناوى أنه لا يوجد أى صورة سلبية للداخلية فى دراما رمضان، أو الأدق أن الدراما ليست متحاملة على جهاز الشرطة وأن ما حدث فى الفترة الأخيرة جعل البعض يعتقد أن الدراما ترصدهم بشكل شىء، وفى النهاية المسألة تعود للكاتب ومعالجته وما يحدث رصد طبيعى دون إساءة.